معركة الموصل: خطة الهجوم الجديدة تكسر "نحس" المعركة

معركة الموصل: خطة الهجوم الجديدة تكسر "نحس" المعركة

06 ديسمبر 2016
قوات الحشد الشعبي في محيط الموصل (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -
أسفرت التغييرات السريعة على الخطة العسكرية للقوات العراقية في معركة الموصل، عن تطورات إيجابية، صبّت في صالح العمليات بشكل عام، خلال ساعات القتال أمس الاثنين. وكان من أبرز مفاعيل التغييرات، استعادة مبادرة الهجوم مرة أخرى على الأحياء الشرقية والشمالية للمدينة، ودفع مسلّحي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) إلى التراجع مرة أخرى في المواجهات. وذلك بعد نحو أسبوع كامل على تعثر العمليات العسكرية للقوات العراقية، على مختلف الأصعدة، عزت خلالها القيادة العراقية ذلك إلى سوء الأحوال الجوية وتمترس التنظيم بالمدنيين.

في هذا السياق، كشف مسؤولون في الجيش العراقي لـ"العربي الجديد"، مجريات معارك الاثنين على مختلف المحاور، لافتين إلى أن "القوات العراقية، ممثلة بجهاز مكافحة الإرهاب والفرقة التاسعة والسادسة عشر، تمكنت من تحرير كامل أحياء القادسية الثانية والبكر، بعد ثلاثة أيام من هجوم لداعش. كما تمكنت تلك القوات من الاندفاع نحو أحياء البريد والصديق والمصارف والسكر بالمحور الشمالي الشرقي من الموصل في الساحل الأيسر، وأحرزت تقدماً على حساب داعش، وتم تحرير أكثر من ستة كيلومترات مربّعة".

في المحور الجنوبي الشرقي، تمكنت قوات جهاز مكافحة الإرهاب من إكمال السيطرة على حي الشيماء بشكل كامل، وعثرت بداخله على ورشة ضخمة لإعداد السيارات المفخخة، فضلاً عن مركز إعلامي لعناصر "داعش"، ما يشير إلى أن هجوم القوات العراقية كان مباغتاً للتنظيم.

من جانبه، أفاد العقيد بالجيش العراقي العامل في محور شرقي الموصل، فوزي جمعة الأحبابي، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، بأن "القوات العراقية ستندفع بشكل كبير بغطاء من الدروع نحو أحياء جديدة بالمدينة". وأضاف أن "الدروع لا يمكن لها أن تتأثر بهجمات الأحزمة الناسفة ولا سلاح القنّاصة، في مقابل وصول أكثر من 200 مدرّعة، بعضها أميركي، إلى المحور الشرقي". وأشار الأحبابي إلى أن "المعارك تدور، منذ فجر أمس، من دون توقف، وسيتم اعتماد نظام المناوبة بالقتال بين الخطوط الخلفية والأمامية لإنهاك داعش، كونه لا يمتلك البدائل ومقاتلوه في تناقص مستمر".

وخلال ذلك، ذكر بيان لقيادة العمليات المشتركة أن "المعارك انتهت بمقتل مسؤول بارز عن ملف النفط المهرب من قبل داعش، ويُدعى أبو عزام". وأضاف البيان أن "أبو عزام كان يشغل منصب وزير نفط داعش في نينوى".

وفي المحور الجنوبي، نجحت القوات العراقية في إيجاد موطئ قدم لها في منطقة البو يوسف، المجاورة للمطار، بعد فترة من المراوحة. وفي هذا الصدد، قال العميد محمد لطفي، من قيادة عمليات نينوى، لـ"العربي الجديد"، إن "تغيير الخطة أربك التنظيم وجعله بحاجة لوقت لإعادة فهم مجريات تحركات قواتنا، لكن الحظ لم يسعفه للحصول على هذا الوقت". وبيّن أن "استعادة زخم الهجوم ينعش آمال استعادة المدينة بوقت قريب". وحول احتمال استعادة المدينة قبل نهاية هذا العام، قال لطفي لـ"العربي الجديد"، إن "الأمر صعب، لكن كل شيء قابل لظروف المعركة والمفاجآت".



من جهته، قال ضابط آخر بالجيش العراقي، لـ"العربي الجديد"، إن "الحصيلة الاجمالية للمعارك كانت بالمجمل تنطوي على تقدم، ولو كان بطيئاً، لكنها كسرت النحس الذي رافق الأيام الماضية"، لافتاً إلى "وجود قتلى من كلا الطرفين في المعارك وكذلك مدنيين".

وتابع: "باشرنا معركة الموصل والتقديرات تتحدث عن وجود بين 8 إلى 10 آلاف مسلح لداعش، والآن نتحدث عن وجود ما بين 4 إلى 5 آلاف، وبمساحة غير كبيرة، مقارنة بما باشرنا به قبل 51 يوماً. لذلك الأمور تسير في صالحنا ونأمل من الطقس أن يكون كذلك".

في غضون ذلك، أعلنت قيادة العمليات المشتركة "مقتل ضابطين كبيرين من الجيش العراقي بمعارك الشرقاط، جنوب الموصل". وأضافت القيادة أن "آمر الفوج الثاني للواء المدرّع 60، العميد الركن عامر وادي محمد الشبلي، وآمر الفوج الثالث لواء مشاة 43 العميد الركن جبّار سرحان التميمي، قُتلا خلال معارك الساحل الأيسر في الشرقاط".

كما شنّت طائرات التحالف الدولي غارات عنيفة طاولت أكثر من 30 موقعاً في الموصل وضواحيها، وذكرت السلطات العسكرية في بغداد أنها "تمّت بالتنسيق معها واستهدفت مواقع لداعش". إلا أن مصادر محلية خاصة في الموصل أكدت سقوط مدنيين جراء بعض تلك الغارات.

في هذا الإطار، أشار طبيب بمستشفى الموصل لـ"العربي الجديد"، إلى أن أمامه "13 جثة، بينها ستة لأطفال قضوا جراء القصف"، كاشفاً أن "قسماً منهم كانوا جرحى، لكن انعدام الإسعافات اللازمة لهم ألحقهم بمن قضى تحت أنقاض المنازل".

كما قتل "داعش" ما لا يقلّ عن 20 مدنياً من الفارين لمناطق تواجد القوات العراقية. وبحسب النقيب محمد حمزة، من قوات جهاز مكافحة الإرهاب، فإن "داعش قصف المدنيين بالهاون خلال محاولتهم الفرار من مناطق المعارك واللجوء الى الجانب الذي تتمركز فيه قوات الجيش قرب منطقة القادسية الثانية".

خلال ذلك، أعلن وزير الهجرة العراقي محمد الجاف، عن ارتفاع عدد الفارين من المعارك إلى أكثر من 90 ألف مدني غالبيتهم نساء وأطفال، موضحاً في تصريحات له، أن "الجهود مستمرة في إغاثتهم ونعمل على تجهيز مخيمات أخرى للأعداد المتوقع وصولها بالأيام المقبلة".

المساهمون