معارك عنيفة وتعزيزات عسكرية للجيش العراقي شرق الموصل

معارك عنيفة وتعزيزات عسكرية للجيش العراقي شرق الموصل

04 ديسمبر 2016
حركة للقوات العراقية في محاور القتال (أحمد الربيع/فرانس برس)
+ الخط -



تحاول قوات الجيش العراقي الحفاظ على المناطق التي سيطرت عليها في شرق الموصل بعد هجمات عنيفة شنها عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) خلال اليومين الماضيين، مستفيداً من الظروف الجوية السيئة وتساقط الأمطار بغزارة فوق مدينة الموصل.

وشهدت المحاور الشرقية والجنوبية الشرقية لمدينة الموصل معارك كر وفر بين قوات الأمن العراقية وعناصر (داعش)، في الوقت الذي أرسلت فيه قيادة الجيش العراقي تعزيزات عسكرية كبيرة لمناطق شرق الموصل لدفع عجلة العمليات العسكرية نحو الأمام وحسم معارك الجانب الأيسر لمدينة الموصل لصالح القوات العراقية خلال الأيام القادمة.

وقد شهدت محاور القتال في مدينة الموصل حركة للقوات العراقية لترتيب صفوفها وتعزيز مواقعها في المناطق التي سيطرت عليها سابقاً، بالتزامن مع إعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عن وضعه لما وصفها بـ"الخطة بديلة" لتحرير مدينة الموصل، مؤكداً أنها "ستبدأ خلال الساعات القادمة وستكون سريعة وحاسمة ومن جميع المحاور".

وقال مصدر عسكري عراقي لـ"العربي الجديد" إن "قوات جهاز مكافحة الإرهاب استعادت السيطرة على كامل أجزاء حي القادسية الأولى بعد تمكن عناصر داعش من التقدم في هذا الحي يوم أمس"، مضيفا "أن قوات الجهاز تخوض مواجهات عنيفة مع عناصر داعش في محاولتها للسيطرة على الحي بينما وصلت وحدات من الجيش لأحياء عدة في شرق المدينة".

من جهتها أعلنت قيادة عمليات جهاز مكافحة الإرهاب أن قوات الجهاز تمكنت من السيطرة بالكامل على حي الكفاءات في الجانب الأيسر جنوب شرق مدينة الموصل ومحاصرة قواتها لحي البريد في جنوبي شرق المدينة استعداداً لاقتحامه خلال الساعات القادمة.

وقال قائد العمليات الثالثة في جهاز مكافحة الإرهاب اللواء سامي العارضي في تصريحات صحافية "إن قوات الجهاز حررت حي الكفاءات جنوبي شرق مدينة الموصل من مجاميع داعش"، مشيراً إلى أن قوات جهاز مكافحة الإرهاب تحاصر الآن حي البريد بالكامل جنوبي شرق المدينة من جميع المحاور وتقترب من نهر الخوصر الذي يفصل المنطقة عن نهر دجلة.

إلى ذلك، أشارت قيادة عمليات نينوى إلى أن العمليات العسكرية تسير على وفق ما مخطط لها، مؤكدة أن القوات الأمنية تخوض قتال شوارع في الأحياء الشرقية والجنوبية الشرقية للموصل بعد تمكن عناصر (داعش) من التسلل إلى المناطق التي سيطرت عليها قوات الأمن العراقية سابقا".

وأعلن العقيد سعد محمد من قيادة عمليات نينوى أن "قوات الفرقة 11 التابعة للجيش العراقي وصلت إلى المحور الذي تسيطر عليه قوات جهاز مكافحة الإرهاب في مناطق شرق الموصل لدعم العمليات العسكرية الجارية في هذا المحور ضد عناصر تنظيم داعش".

في غضون ذلك، شنت طائرات التحالف الدولي غارات كثيفة استهدفت الأحياء الشرقية لمدينة الموصل لمساندة تقدم قوات جهاز مكافحة الإرهاب في هذه المناطق، كما شهدت هذه الأحياء عمليات قصف مكثفة بقذائف الهاون اطلقها عناصر (داعش) على الأحياء المحررة ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين لم يتم التأكد من عددهم، وذلك بحسب مصادر طبية عراقية.

من جهته، أعلن الجيش العراقي استعادة السيطرة على أربع قرى تقع بالمحور الشمالي الشرقي للموصل، وقال قائد عمليات "قادمون يا نينوى"، الفريق عبد الأمير يارا الله في بيان نشرته قيادة العمليات المشتركة "إن قوات فرقة المشاة 16 حررت قرى قولان تبه وكوري غريبان والدراويش وأبو جربوعة ضمن المحور الشمالي".

كما أعلنت قيادة قوات الشرطة الاتحادية في بيان أن قوات الشرطة الاتحادية تتأهب للهجوم على مناطق غرب وجنوب مدينة الموصل من محورين في الجانب الأيمن من مدينة الموصل.

وفي غرب مدينة الموصل، أعلنت مليشيات "الحشد الشعبي" أن قواتها حاصرت ناحية تل عبطة من جميع الاتجاهات تمهيدا لعملية اقتحامها، بعد تمكن مليشيات الحشد وبدعم جوي من طيران التحالف الدولي والطيران العراقي من السيطرة على عدة قرى مجاورة لمدينة تلعفر (60 كيلومتراً غرب الموصل).

وقال بيان لمكتب الإعلام الحربي الناطق باسم "الحشد" إن "الحشد الشعبي تمكن من تطويق ناحية تل عبطة المجاورة لمدينة تلعفر تمهيدا لعملية اقتحامها خلال الساعات القادمة"، مضيفاً أن "قوات الحشد تعرضت لعدد من الهجمات الانتحارية بعربات مفخخة يقودها انتحاريون من تنظيم داعش استهدفت قوات الحشد على أطراف مدينة تلعفر وقرية الشريعة العليا القريبة منها".

وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد أعلن في 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي عن بدء العملية العسكرية لاستعادة مدينة الموصل بمشاركة قوات الجيش والشرطة الاتحادية وبإسناد من قوات البشمركة ومليشيات "الحشد الشعبي"، وبدعم جوي من طيران التحالف الدولي، والذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية.