ضغوط روسية لإلغاء "روج آفا" وإخراج الوحدات الكردية

ضغوط روسية لإلغاء "روج آفا" وإخراج الوحدات الكردية

29 ديسمبر 2016
ضغوط لإخلاء حلب من الوحدات الكردية (كام أوزدل/الأناضول)
+ الخط -

 

يواصل المجتمعون من الأحزاب والتنظيمات المنضوية في "الإدارة الذاتية" الكردية اجتماعاتهم في بلدة رميلان بريف الحسكة، شمال شرقي سورية، باسم "النظام الاتحادي الديمقراطي لشمال سورية"، حيث يناقش المجتمعون لليوم الثاني بنود ما تسمى بـ"مسودة العقد الاجتماعي" والتي تشتمل على عدة نقاط، مثل نشيد الفيدرالية وعلمها ودستورها. 

وقالت وكالة أنباء "هاوار" التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (ب ي د)، إن المجتمعين وبعد التصويت على اسم النظام وتغيير اسم الفيدرالية إلى "النظام الاتحادي الديمقراطي لشمال سورية"، بدلا من "النظام الاتحادي الديمقراطي الفيدرالي لروج آفا - شمال سورية"، يناقشون "آلية عمل المجالس المحلية ومجالس المقاطعات وحقوق وصلاحيات الأقاليم ومجالس الشعوب".

وأوضحت الوكالة أن المجتمعين الذين قدموا من مقاطعات "الجزيرة وكوباني وعفرين ومناطق شمال سورية"، قرروا حذف مفردة "روج آفا" من اسم الفيدرالية المزمع إعلانها من قبل الإدارة.

 وتعني كلمة "روج آفا" الغرب، في إشارة الى غرب كردستان، أي الجزء الملحق بسورية من "كردستان الكبرى"، الموزعة بين أربع دول هي تركيا وإيران والعراق وسورية، بحسب ما يرى المجتمعون.

ورأى مسؤولون في ما يسمى بالإدارة الذاتية أن إزالة كلمة "روج آفا" هدفها إرضاء المكونات العرقية والدينية الأخرى التي تعيش في المنطقة وسط انتقادات من المجلس الوطني الكردي، الذي يسعى لتثبيت فيدرالية قومية للأكراد في سورية.

ويأتي اجتماع الرميلان بعد اجتماع ممثلين عن الأكراد مع ضباط روس في قاعدة حميميم باللاذقية، الأمر الذي فسر على أن تغيير التسمية كان نتيجة ضغوط روسية هدفت إلى حذف ما يشير إلى خصوصية المنطقة كمنطقة كردية، وضرورة أن تكون مرتبطة بعموم البلاد ضمن "إدارة ذاتية" لكن لا ترتقي إلى مستوى الفيدرالية.

وفي سياق متصل، قالت وكالة "روجافا نيوز" أن وفداً من حركة المجتمع الديمقراطي التابعة لحزب (ب ي د)، اجتمع قبل يومين، وبعد اجتماع حميميم، مع ممثلين عن النظام السوري   في مدينة الحسكة برعاية وفد روسي، حيث أبلغ المسؤولون الروس الجانب الكردي بوجوب خفض مطلب الفيدرالية إلى نوع من الإدارة الذاتية في المدن والمناطق ذات الأغلبية الكردية،  دون تداول أي اسم آخر غير "سورية"، وهو ما طالب به أيضا وفد النظام السوري الذي أضاف ضرورة رفع العلم الرسمي السوري في جميع المناطق، وعلى مقار جميع المؤسسات، وتأييد بشار الأسد في الانتخابات المقبلة، وأن تشارك جميع الأطراف الكردية في سورية بالمفاوضات، وضرورة عدم المطالبة بالفيدرالية.

وكان مسؤولون في قاعدة حميميم الروسية العسكرية طالبوا وحدات حماية الشعب التابعة لـ"الإدارة الذاتية" بالانسحاب من المناطق التي تقدموا إليها أخيراً في القسم الشرقي من مدينة حلب، وهي أحياء بستان الباشا وعين التل وبعيدين والهلك والشيخ خضر والشيخ فارس، فضلا عن الشيخ مقصود الذي كانوا فيه في الأساس.

وقال المسؤولون الروس إنهم يقدرون "تطلعات الشعب الكردي نحو الاستقلال، ولكن هناك التزامات دولية لروسيا، ونعمل معهم على المحافظة على وحدة الأراضي السورية"، في إشارة إلى التفاهمات الروسية مع تركيا.

وكانت مصادر أكدت أن النظام السوري أمهل وحدات حماية الشعب حتى نهاية الشهر الجاري لإخلاء حي الشيخ مقصود والأحياء الشرقية التي تسيطر عليها الوحدات إلى جانب فصائل تابعة لقوات سورية الديمقراطية.

 ونقلت وكالة "روج آفا" عن تلك المصادر قولها إن الدفعة الأولى من وحدات حماية الشعب   غادرت بالفعل حي الشيخ مقصود متجهة إلى مدينة عفرين .

وأوضحت المصادر أن "الدفعة الأولى، وتضم 700 مسلح من الوحدات، غادرت حي الشيخ مقصود، وعبرت مناطق سيطرة النظام السوري باتجاه مدينة عفرين، في إطار التحضير لتسليم مواقعها لقوات النظام السوري ومليشياته.

وكانت أنباء وردت من داخل حي الشيخ مقصود أفادت عن نشوب خلافات حادة بين قوات النظام والوحدات الكردية قد تسفر عن مواجهات بين الطرفين، وتتسبب بخروج الوحدات من الحي وإنهاء وجودها في حلب.