الهيئة العليا للمفاوضات: قادة فصائل يشاركون في اجتماعات أنقرة

الهيئة العليا للمفاوضات: قادة فصائل يشاركون في اجتماعات أنقرة

27 ديسمبر 2016
الهيئة منفتحة أمام المشاركة في الحلول (Getty)
+ الخط -

قال نائب رئيس "الهيئة العليا للمفاوضات" يحيى القضماني، اليوم الثلاثاء، لـ"العربي الجديد"، إن هناك بعض قادة الفصائل العسكرية، والذين هم جزء من الهيئة العليا، يحضرون اجتماعات أنقرة التي يشارك فيها الأتراك والروس. وأوضح أن الاجتماعات ذات طابع عسكري فني، تهدف إلى وقف شامل لإطلاق النار على جميع الأراضي السورية، ووقف الأعمال العدائية.

وأضاف "نحن في الهيئة العليا نسعى لهذا الأمر منذ وقت طويل، للتخفيف عن شعبنا ويلات العدوان الغاشم على مدنه وقراه، منذ بداية مؤتمر جنيف حتى الآن". وأشار إلى أن "المشاركين يمثلون فصائلهم ولا يمثلون الهيئة"، مؤكداً أنها "اجتماعات فنية عسكرية بهدف واحد، هو وقف إطلاق النار وجميع الأعمال العدائية".

وكانت العديد من التقارير قد أفادت أن ضباطاً روساً وأتراكاً يشاركون في مفاوضات مع فصائل مسلحة معارضة في أنقرة، تدور حول وضع محددات وضوابط لوقف إطلاق نار شامل في سورية، بضمانات روسية تركية إيرانية.



ولفت القضماني إلى أنه "لم تصل أي دعوة لحضور مؤتمر أستانة، بشخصيتها الاعتبارية، وفي حال وصلتنا دعوة سندرسها في اجتماعنا القادم في الرياض، وعندها سنقرر بناءً على طبيعة الدعوة والمشاركين فيها، والمظلة السياسية والقانونية التي يجري تحتها المؤتمر". واعتبر أن "المهم أن تكون ضمن محددات مؤتمر جنيف، ووفق القرارات الدولية ذات الصلة، وأن يكون الهدف من المؤتمر انتقالاً سياسياً حقيقياً وبضمانات ومشاركة دولية فاعلة".

وأضاف "حتى وإن تم استبعادنا من أستانة، لن نقف ضد أي خطوة تساعد في خلاص شعبنا، ولكن لن نتنازل عن أهداف الثورة الحقيقية وهي أهداف مشتركة لجميع السوريين الذين يطمحون إلى تغيير كامل بنية النظام السياسي في بلدنا، والذي أوصلنا جميعاً إلى فقدان السيادة الوطنية على كامل التراب السوري".

واستطرد قائلاً "هناك متغيّرات، وإذا توافقت مع أهداف الشعب السوري نرحب بها، ونحن منفتحون على الجميع، ولكن لن ندخل إلى أي ساحة سياسية إلا من خلال بوابة ثوابتنا الوطنية".



وحول استثناء الروس للدول الأوروبية وواشنطن من التحضير لمؤتمر أستانة، قال القضماني "بالتأكيد لا يمكن تجاوز واشنطن وأوروبا كشركاء وضامنين للحل، وهذا مطلبنا، بالإضافة للأمم المتحدة ومجلس الأمن".

وبشأن وجود صراع روسي إيراني على النفوذ في سورية، رأى أن "الأمر واضح منذ البداية، فهناك مصالح روسية مباشرة وغير مباشرة في سورية، تتوافق مع الإرادة الإسرائيلية، وهناك مشروع إيراني صفوي بلباس مذهبي في سورية ولبنان وبلاد الرافدين".

ولفت إلى أن قيام الرئيس الأميركي، باراك أوباما، "بتمكين إيران وحلفائها بقوة في مخرجات الحل في سورية على مدار الأعوام الستة الماضية سيعقد المشهد على الجميع، والمتغيرات في الولايات المتحدة ربما ستكون في مصلحة لجم طموحات إيران في القضية السورية، وإضعاف دورها في تحديد طبيعة الحل والقوى الفاعلة فيه".

كذلك، أشار نائب رئيس الهيئة العليا إلى أنه "لا نستطيع، منذ الآن الحكم على مخرجات أستانة، وسنتعامل معها في جنيف بإيجابية، إذا كانت تحقّق الانتقال السياسي من خلال هيئة الحكم الانتقالي، ووفق القرارات الدولية وبيان جنيف واحد، وبضمانات وإشراف دولي، فالمهم أن نذهب إلى دولة المواطنة والقانون، ونحافظ على وحدة التراب السوري".

وعن توقعاته لجولة جنيف التي من المزمع عقدها في فبراير/شباط المقبل، قال "أعتقد أن القضية السورية كما أدمت السوريين وأصابتهم في الصميم، فهي أصابت العالم والاستقرار العالمي بمقتل. أعتقد أن الجميع نفذ مآربه في سورية واستنفد طموحاته، وقد بدأ الجميع بالبحث عن مخرج ما عدا إيران وغلاة النظام، لأن من مصلحتهم استمرار الصراع، وعليه نأمل أن يكون جنيف المقبل المحطة الأخيرة لإنهاء المأساة السورية، والخروج من النفق المظلم الذي دخلت فيه".

يشار إلى أن روسيا تسعى مع تركيا وإيران إلى عقد مؤتمر في أستانة عاصمة كازاخستان يجمع أطرافاً تصفها بالمعارضة السياسية والعسكرية، إضافة إلى النظام، لإقرار خارطة طريق لحل الأزمة السورية، تبدأ بوقف إطلاق النار على كامل الأراضي السورية باستثناء مناطق وجود تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) "وجبهة النصرة" (فتح الشام حالياً)، إضافة إلى إقرار خطوات المرحلة الانتقالية، تكون قاعدة لما قد يقرّ في الجولة الجديدة من جنيف.

المساهمون