إسرائيل تخشى الأسوأ بعد الـ2334: أسئلة وأجوبة عن التداعيات

إسرائيل تخشى الأسوأ بعد الـ2334: أسئلة وأجوبة عن التداعيات

27 ديسمبر 2016
أعلنت إسرائيل رفضها الالتزام ببنود القرار 2334(توماس كويكس/فرانس برس)
+ الخط -
تصّعد إسرائيل من حملتها ضد القرار 2334 الذي أصدره مجلس الأمن الدولي قبل أيام، مطالباً إياها بوقف سياسة الاستيطان في أراضي 1967 ومن ضمنها القدس المحتلة، بعدما وصفها أنها غير شرعية وتشكل عقبة في طريق السلام مع الفلسطينيين. لا يمكن فصل حالة الاستنفار الإسرائيلي منذ صدور القرار، بما في ذلك تهديد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الدول التي وافقت على تمرير القرار بدفع ثمن سياسي واقتصادي فضلاً عن استدعاء السفراء، عن الخشية التي تسود داخل الاحتلال من الارتدادات المباشرة وغير المباشرة للقرار ومن "ضربة" أميركية جديدة قبل نهاية ولاية الرئيس الحالي، باراك أوباما، بعدما أدى الامتناع الأميركي عن استخدام حق النقض (الفيتو) إلى تمرير القرار. وفي السياق، حاول موقع "بلومبرغ"، في تقرير أعده بعنوان "ماذا يعني تصويت الأمم المتحدة بخصوص المستوطنات الإسرائيلية وماذا بعد؟"، والذي يتضمن ثمانية أسئلة، التوقف عند عدد من النقاط المرتبطة بتداعيات القرار على الاحتلال الإسرائيلي.



وفي محاولة الإجابة عن سؤال حول ما هي الخطوات الإضافية التي تخشى إسرائيل أن الولايات المتحدة قد تتخذها ضدها، أشار الموقع إلى أن عشرات وزراء الخارجية من المقرر أن يجتمعوا في فرنسا خلال شهر يناير/كانون الثاني المقبل، في محاولة لكسر الجمود في المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية. وبحسب ما ينقله الإعلام الإسرائيلي، تتخوف حكومة نتنياهو من أن يطرح وزير الخارجية الاميركي، جون كيري، خلال المؤتمر، معايير للتوصل الى اتفاق سلام تعتبر غير مواتية لإسرائيل. كما تخشى إسرائيل أن يعمد مجلس الأمن إلى تكريس هذه "المبادئ" في قرار جديد قبل أن يغادر أوباما منصبه. وهو ما يفسر الهجوم الذي شنّه وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، على المؤتمر، أمس الإثنين، واصفاً إياه بأنه "مؤامرة ضد إسرائيل".

يأتي ذلك في وقت تتجه الأنظار إلى الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، بعدما اعتبر أن القرار "سيجعل من الصعب جداً التفاوض على السلام"، وأكد في تغريدة عبر موقع "تويتر" أن "الأمور ستكون مختلفة" في الأمم المتحدة بعد توليه مهام منصبه في 20 يناير. مع العلم أن ترامب اختار أخيراً ديفيد فريدمان، سفيراً للولايات المتحدة في إسرائيل. ويعرف عن فريدمان تأييده للاستيطان في الضفة الغربية، عن كونه متشككاً في حل الدولتين.

وأكد موقع "بلومبرغ" أن القرار 2334، من الوجهة الإسرائيلية، يعكس تغيراً عميقاً في الرأي العام الدولي. وفي السياق، نقل الموقع عن السفير الإسرائيلي السابق لدى الأمم المتحدة، الرئيس الحالي لمركز القدس للشؤون العامة، دوري غولد، قوله إن "أولئك الذين يصرون بشكل صارم على أن إسرائيل لا يمكن أن تضع حجراً واحداً في المناطق الواقعة خارج الخط الأخضر، يعنون أنه لن يكون هناك أي وجود إسرائيلي في نهاية المطاف في تلك الأراضي، وهذا تحول كبير منذ (القرار) 242". وعن الآثار العملية للقرار 2334 على إسرائيل، لفت موقع "بلومبرغ" إلى أن الفلسطينيين وأنصارهم يحاولون سحب المسؤولين الإسرائيليين، أمام المحكمة الجنائية الدولية. كما أشار إلى ما تقوم به حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات لجهة حثّ المستهلكين، والفنانين، والجامعات، والشركات وغيرهم لقطع العلاقات مع إسرائيل. وتوقف أيضاً عند طلب الاتحاد الأوروبي من الدول الأعضاء فيه وسم منتجات المستوطنات الإسرائيلية، وسط ترجيح أن يعطي القرار دفعة لهذه الجهود. ونقل موقع "بلومبرغ" عن أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر في غزة، مخيمر أبو سعدة، قوله إن قرار مجلس الأمن الدولي 2334 فتح حيزاً للفلسطينيين في المستقبل للذهاب بقضيتهم ضد إسرائيل إلى المحكمة الجنائية الدولية.

وفي ما يتعلق بإمكانية أن يغير القرار شيئاً على الأرض، يشير الموقع إلى الموقف الإسرائيلي الذي لخصه نتنياهو بقوله إن "إسرائيل لن تلتزم ببنود القرار"، قبل أن ينقل عن أبو سعدة قوله، إن القرار 2334 يشكل "انتصاراً معنوياً ونصراً رمزياً، لكن في نهاية اليوم لن يتغير شيء على أرض الواقع، وإسرائيل ستواصل بناء المستوطنات".

(العربي الجديد)

المساهمون