الحزب الحاكم بموريتانيا يهاجم "الاستقلال" المغربي: "نحن بناة مراكش"

الحزب الحاكم بموريتانيا يهاجم "الاستقلال" المغربي: "نحن بناة مراكش"

25 ديسمبر 2016
شباط تحدّث عن "مغربية موريتانيا" (جلال مرشدي/الأناضول)
+ الخط -

انتقد حزب "الاتحاد من أجل الجمهورية" الحاكم في موريتانيا، اليوم الأحد، الأمين العام لحزب "الاستقلال" المغربي، حميد شباط، بعد تصريحات له حول "مغربية موريتانيا"، وذلك في أول رد فعل موريتاني على تصريحاته أمس السبت، والتي قال فيها إن "حدود المغرب التاريخي هي من سبتة إلى نهر السينغال"، الأمر الذي أثار موجة من الغضب في موريتانيا.

ووصف "الاتحاد من أجل الجمهورية"، في بيان صادر عنه اليوم، تصريحات الأمين العام لـ"الاستقلال" بأنها "إفلاس السياسي تعاني منه نخب مغربية أفلست ووضعت المغرب في عزلة".

وقال الحزب الحاكم فى موريتانيا إنه غضّ "الطرف عن كثير من التجاوزات الإعلامية في حق بلدنا، كان مصدرها دائما نخب وإعلاميون مغاربة، مع استمرار الهجمات الإعلامية المنسقة، فيما يبدو، والمدبرة من طرف من افترضنا فيهم الحكمة والرزانة ومراعاة للقواعد والأعراف الدبلوماسية".

 

واعتبر الحزب أن تصريحات زعيم حزب الاستقلال فى المغرب "عن تبعية موريتانيا للمغرب محاولة لتصدير أزمات وإخفاقات حزبية ومحلية داخلية؛ ولسنا في وارد الحديث مطلقا حول استقلال موريتانيا وسيادتها على أرضها، فهو أمر يعلو عن كل حديث، إلا أن المطلع على أبجديات التاريخ يدرك أنا كنّا الكل وهم الجزء؛ وأننا بناة مراكش والمنتصرون في الزلاقة"، حسب قوله.

وأكد الحزب الحاكم في موريتانيا، في بيانه شديد اللهجة، على أن ما وصفه بـ"التطاول" على سيادة موريتانيا واستقلالها "لن يكون أحسن الطرق للتعاطي مع القضايا والملفات الساخنة، ولن يدفع بالنزاع في الصحراء إلى الحل؛ وإن إحياء الأساليب الاستفزازية والأطماع المدفونة في مخاطبة الند للند ليست أحسن طريق لخدمة التطلعات المشتركة بين شعوب وبلدان المنطقة".

وشدد على أن "موريتانيا، قيادة وشعبا، ستقف بالمرصاد في وجه كل المحاولات التي يسعى من خلالها أنصار تنظير فكر الهيمنة والتوسع والتبعية لثني إرادتها الحرة في تحديد التوجهات العامة والخيارات الأساسية التي تخدم رؤيتها السيادية المستقلة لما يجب أن تكون عليه علاقاتها الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية والأمنية مع الشعوب والدول الشقيقة والصديقة".

من جانبه، رفض حزب "التجمع الوطني للإصلاح والتنمية" المعارض في موريتانيا الكلام الصادر عن شباط، معتبرا أنه "تصريح مدان كل الإدانة، مستهجن كل الاستهجان، مرفوض كل الرفض".

وقال حزب التجمع، ذو المرجعية الإسلامية، اليوم الأحد، إنه يعتبر حديث زعيم حزب الاستقلال حول مغربية موريتانيا "سيئا وخطيرا، ومسيئا لعلاقات نسجها الدين والتاريخ، وعززتها المصالح المشترك"، مطالبا الدولة والقوى الحية المغربية بـ"البراءة من موقف شباط والرد عليه وبشكل صريح".

 

وكان الأمين العام لحزب "الاستقلال" قد قال، في لقاء حزبي، إن "التفريط في الحدود التاريخية للمغرب، والتي تمتد من سبتة حتى نهر السينغال، هو ما أدى إلى أن تسعى موريتانيا والجزائر إلى عزل المغرب عن أفريقيا"، مضيفا: "أراضينا لا تزال محتلة، وسنستمر في المقاومة حتى نحرر كافة أراضينا.. حدودنا معروفة من سبتة إلى واد السينغال، وقد أصبحت موريتانيا دولة وهي أراضٍ مغربية".

وأكد شباط أن "ما يحدث في منطقة الكركارات خطير جدا"، وأن "البوليساريو أصبح في المحيط الأطلسي، وهناك اتفاق بين الجزائر وموريتانيا والبوليساريو على وضع حد فاصل بين المغرب وأفريقيا".

وفي مقابل حالة الغضب التي شهدتها الساحة الموريتانية بعد انتشار مقطع الفيديو الذي تضمن كلام شباط، نشر نشطاء مقطع فيديو سابقاً يتحدث فيه الأمين العام لـ"الاستقلال" بإيجابية عن موريتانيا خلال زيارة سابقة له بدعوة من الحزب الحاكم.

وكانت الفترة الأخيرة قد شهدت حملات إعلامية تتهم موريتانيا بـ"الانحياز" إلى الجزائر وجبهة "البوليساريو" الانفصالية بشأن ملف الصحراء، غير أن الجهات الرسمية فى البلدين تتجنب الحديث عن ذلك، غير أن تصريحات الأمين العام لـ"الاستقلال" والرد من الحزب الحاكم في موريتانيا يدلان على أن الأزمة بين البلدين قد وصلت مرحلة متقدمة.

وتشهد العلاقات الموريتانية المغربية تدهوراً ملحوظاً، وسط أنباء عن إجراءات أمنية وعسكرية على الحدود بين البلدين حيث يسجل بمنطقة الكركارات توتر متصاعد بعد نشر "البوليساريو" قوة عسكرية في المنطقة المتنازع عليها، وهو ما يعارضه المغرب، وقدم شكوى بشأنه إلى الأمم المتحدة.





المساهمون