تونسيون يندّدون بعودة الجماعات الإرهابية

تونسيون يندّدون بعودة الجماعات الإرهابية

24 ديسمبر 2016
شارك في المسيرة أكثر من 35 جمعية (العربي الجديد)
+ الخط -

تظاهر التونسيون في مسيرة حاشدة ضد الإرهاب، متوحدين خلف راية تونس فقط لتكون الراية الوحيدة المعبرة عن رفضهم عودة المقاتلين التونسيين.

وشارك في المسيرة أكثر من 35 جمعية من مختلف الشرائح العمرية، في ساحة باردو وسط العاصمة تونس، رافعين شعارات "لا لعودة المقاتلين"، "إرادة سياسية ضد الجماعات الإرهابية"، "فيقوا فيقوا يا نواب الإرهاب على الأبواب"، "لن نقبل بكم في أرضنا... تونس لمن صانها، والجحيم لمن خانها"، "للإرهابي أقول: لا تسامح، لا قبول".

وتأتي المسيرة في الوقت الذي كثر فيه الحديث عن عودة وشيكة للجماعات المقاتلة من بؤر التوتر، خاصة بعد أن أكد وزير الداخلية الهادي مجدوب عودة 800 إرهابي إلى تونس، ليضيف أن تونس لديها كافة المعطيات التي تخصهم.

وكان مجدوب قد اعترف بـضعف الاستخبارات التونسية خلال جلسة مساءلة انتظمت، بمجلس نواب الشعب مساء أمس، وخصصت لاغتيال مهندس الطيران، محمد الزواري.

وقالت عضو بائتلاف المواطنين التونسيين، الداعي إلى هذه المسيرة، بثينة الشيحي، لـ"العربي الجديد" إنه لا يمكن للتونسيين أن يقبلوا عودة "الدواعش"، وإنهم يقولون وبصوت عالٍ "لا لعودة الجماعات الجهادية المقاتلة"، مبينة أن على السلط المعنية أن تتحمل مسؤوليتها وتحمي أبناء هذا الشعب، وتحمي الشباب من هذه الظاهرة، وأنه يحق لكل تونسي أن يعيش في أمان بعيداً عن التهديدات الإرهابية.

وأضافت الشيحي أنّه لا يمكن قبول عودة الإرهابيين إلى أرض الوطن، فهذه المسألة مرفوضة وغير ممكنة.

واعتبر الناشط بالمجتمع المدني، سامي حدوسي، أن العمليات الإرهابية التي حصلت في تونس، وخاصة عملية باردو وسوسة كلفت الاقتصاد الوطني الكثير، وعمقت الأزمة الاقتصادية التونسية، وأنه في حال عودة مئات التونسيين من بؤر التوتر فإن الأزمة ستتعمق والمخاطر ستكون أكبر.

وأوضح حدوسي أن ما يجعلهم يرفضون هذه العودة هو أن تونس غير مهيأة لعودة الإرهابيين، فحتى المحاكمات لا يمكن أن تتناسب والجرائم التي اقترفها الإرهابيون العائدون من بؤر التوتر، لإنها في ظل غياب الملفات والأدلة التي سيحاكمون على ضوئها.

وقال إنّ المنظومة السجينة في تونس تعاني من الاكتظاظ وإنها ليست مهيأة لاستقبال هذه الفئات التي تحمل أفكاراً معينة، وتم تدريبها على القتال وحمل السلاح، الأمر الذي يشكل خطراً على المساجين إذا وضعوا في السجون وعلى عامة الشعب.

وقالت إحدى المشاركات في المسيرة، منيرة الورفلي: "هؤلاء تعودوا على سفك الدماء، والقتل ولن يتوقفوا عن ذلك وسيقاتلون المدنيين الأبرياء"، مشيرة إلى أنّه يمكن تعديل الدستور لو تطلب الأمر وإضافة فصول أخرى تنص على سحب الجنسية من العائدين من بؤر التوتر وكل من يثبت تورطه في جرائم القتل.

وشدّد عبد المجيد بلعيد شقيق اليساري شكري بلعيد الذي اغتيل في تونس، على أنّ "الشهيد كان دائما يحذر من خطر الإرهاب وأن الإرهاب ترعرع في تونس مستغلاً ضعف الحكومات المتعاقبة والأوضاع الأمنية في تونس"، مضيفا أنه لا يمكن السماح لهم بالعودة.

وأضاف بلعيد أنّه يوجد في السجون التونسية مئات الإرهابيين الذين قبضت عليهم الوحدات الأمنية، وهناك آخرون لم يحاكموا بعد، كما توجد في تونس العديد من مخازن الأسلحة، بعضها تم اكتشافه وبعض آخر لم يكتشف، وبالتالي فإن الخطر المحدق بتونس كبير، ورجوع هؤلاء سيستغل لضرب تونس، والتونسيين.

دلالات