تنافس أميركي ــ عشائري على تأمين طريق بغداد -عمّان
ما أن أعلنت القوات العراقية عن تحرير جميع المدن والبلدات الواقعة على الطريق الدولي الرابط بين العراق والأردن، والممتد عبر محافظة الأنبار (غرباً)، حتى ظهرت بوادر تنافس على تأمين الطريق الدولي الرابط بين بغداد وعمان. وفي الوقت الذي طرحت فيه شركات أميركية عروضاً لحماية الطريق، شددت قيادات قبلية محلية على أحقيتها بتأمينه، وبمبالغ مالية تقل بكثير عن التي ستتقاضاها الشركات الأميركية في حال فازت بالعقود المطروحة.
وأكد رئيس بلدية مدينة الرطبة (غرب بغداد)، عماد الدليمي، استعادة جميع المناطق المحيطة بالطريق الرابط بين العاصمتين العراقية والأردنية، مبيناً خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن الطريق لا يمكن أن يفتح في الوقت الحاضر خشية تعرضه لهجمات فردية من قبل عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). وأشار إلى عدم قدرة الطيران العراقي والدولي على تأمين الطريق، لأن حمايته تتطلب وجود دوريات على الأرض، لافتاً إلى وجود عروض من شركتين أمنيتين أميركيتين، للقيام بهذه المهمة. وأكد عدم التعاقد مع الشركتين لغاية الآن لأسباب لم يفصح عنها.
من جهته، أكد عضو مجلس محافظة الأنبار، عذال الفهداوي، اتفاق الجهات الحكومية والأمنية والعشائرية في محافظة الأنبار على عدم السماح لعناصر تنظيم "داعش" بالعودة إلى المناطق المحررة، رافضاً التصالح مع المتورطين مع "تنظيم الدولة". وأضاف أن "داعش يحاول بين الحين والآخر الزج بعناصره لتنفيذ هجمات فاشلة ضد المدنيين الأبرياء"، مشيراً إلى عجز التنظيم عن القيام بهجوم مفتوح ضد القوات العراقية.
يشار إلى أن الطريق الدولي بين العراق والأردن قُطع منذ عام 2014 بعد سيطرة "داعش" على عدة محافظات ومدن عراقية. وأعلن رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، في مايو/أيار الماضي، عن قرب فتح الطريق البري بين بغداد وعمان، مؤكداً أن الطريق سيفتح بعد تطهيره من العبوات الناسفة والمسلحين. وأجرى وزير النقل العراقي في سبتمبر/أيلول الماضي زيارة إلى عمّان، قال إنها للإسراع بإجراءات فتح الطريق البري بين البلدين.