عملية عسكرية مرتقبة في أعالي الفرات غرب العراق

عملية عسكرية مرتقبة في أعالي الفرات غرب العراق

16 ديسمبر 2016
الانتهاء من التخطيط للهجوم على "داعش" (أحمد الرباعي/فرانس برس)
+ الخط -
 

كشفت مصادر عسكرية عراقية في بغداد والأنبار اليوم الجمعة، لـ"العربي الجديد"، عن الانتهاء من خطة الهجوم على مناطق في أعالي الفرات غرب العراق، بدعم جوي من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.

ووفقاً لمسؤولين عسكريين عراقيين، فإن نحو ستة آلاف جندي عراقي وعنصر من أبناء العشائر العربية المناهضة لتنظيم "داعش" أنهت الاستعدادات الخاصة بالهجوم على مناطق راوة وعنّة وآلوس والقائم والسنجق، ضمن مناطق أعالي الفرات التي يسيطر عليها تنظيم "داعش"، والتي تشكل ما نسبته 20 بالمائة من إجمالي مساحة الأنبار الحدودية مع الأردن والسعودية وسورية.

وقال ضابط عراقي لـ"العربي الجديد" إن الهجوم سيتم على مراحل بغطاء جوي أميركي، وإن التنظيم حالياً في حالة معنوية ضعيفة، ويمكن كسر قواته، مشيراً إلى أن "المنطقة المستهدفة أغلبها زراعية، والمباني فيها قليلة، ويمكن أن يكون ذلك نقطة قوة لقواتنا". 

بدوره، قال قائم مقام مدينة حديثة، مبروك حميد، في تصريح صحافي إن "وفداً عسكرياً أميركياً زار الخطوط الأمامية للقوات العراقية المشتركة في المنطقة جنوب المدينة، وجرت مباحثات مع الوفد الأميركي لتسليح متطوعي العشائر المساندين للقوات العراقية".

وبيّن أن المباحثات تركزت على تحرير ما تبقى من مدن الأنبار الغربية، وإنهاء وجود "داعش" فيها.

وتأتي هذه الاستعدادات تزامناً مع معارك ضارية اقتربت من شهرها الثالث في مدينة الموصل شمالي البلاد، ومطالبات محلية متصاعدة في الأنبار لتنصيب قائد عسكري لقيادة المحافظة، بسبب الخلافات السياسية الحادة بين كتل المحافظة السياسية والعشائر الموجودة فيها، والتي غلبت عليها لغة التخوين بين مختلف الأطراف حول أسباب احتلال "داعش" للمحافظة عام 2014.

وفي هذا السياق، دعا وزير الكهرباء العراقي، قاسم الفهداوي، في تصريحات صحافية، إلى إعلان حالة الطوارئ في الأنبار وتنصيب حاكم عسكري لقيادة المحافظة كحل لضمان وقف تلك التناحرات السياسية، والتي تسبب خروقات أمنية بمدن المحافظة المحررة.

ويقول خبراء وعسكريون إن المناطق الغربية من الأنبار تشكل أهمية كبيرة للقوات العراقية، كونها مناطق مفتوحة على الصحراء الغربية، الممتدة من الحدود العراقية السعودية جنوباً ثم الأردنية السورية غرباً، وصولاً إلى محافظتي نينوى وصلاح الدين شمال ووسط البلاد.


ويقول الخبير العسكري، عبد الواحد الدليمي، إن "السيطرة على مدن عنه وراوه والقائم، تعني تأمين المناطق الصحراوية والحدود في الأنبار، والتي تشكل منطلقاً واسعاً لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" للتحرك وشن العمليات المباغتة ضد القوات العراقية.

وأضاف الدليمي لـ"العربي الجديد": لا تريد القوات العراقية الدخول في معارك طويلة غرب الأنبار لحين اتضاح ما تؤول إليه معارك الموصل، والتي ما زالت مستمرة وتواجه فيها القوات العراقية صعوبات في التقدم داخل أحياء الساحل الشرقي للمدينة، لكن يبدو أن التحالف الدوي يجري استعداداته لتلك العمليات".

وجاءت زيارة الوفد الأميركي إلى المنطقة الغربية بعد أيام من تعرض سوق مدينة القائم الحدودية لقصف بطائرات حربية، أسفر عن سقوط نحو 250 قتيلاً وجريحاً أغلبهم أطفال ونساء، فيما وصفت بالمجزرة المروعة.

ويشن التحالف الدولي بين الحين والآخر غارات جوية على مدن عنه وراوه والقائم التي يسيطر عليها تنظيم الدولة، ويقول عسكريون عراقيون إن تأخر انطلاق عملية عسكرية لاستعادة تلك المدن بسبب وقوعها على مفترقات طرق صحراوية، يسمح للتنظيم بالمناورة، ما يعقد عمليات التقدم خلال المعارك.

وسيطر تنظيم الدولة على نحو 95% من مدن الأنبار منتصف عام 2014، بعد مواجهات ضارية مع القوات العراقية في الفلوجة والرمادي وهيت ومدن أخرى، أسفرت عن انسحاب القوات العراقية إلى خارج تلك المدن.

ويتخوف أهالي المدن الغربية من انطلاق عمليات عسكرية في الوقت الحالي، لعدم وجود منافذ آمنة لخروجهم، وبعدهم عن مراكز المدن الأخرى لمئات الكيلومترات، ما يجعل عملية نزوحهم منها خطيرة ومعقدة.