العراق: "الحشد" تستعد لاقتحام تلعفر..والعبادي يتحرك لـ"تجنب أزمة"

العراق: "الحشد" تستعد لاقتحام تلعفر..والعبادي يتحرك لـ"تجنب أزمة"

22 نوفمبر 2016
المليشيات استنفرت عناصرها على تخوم تلعفر (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -
يتعقّد المشهد السياسي والأمني في المحور الغربي للموصل بسرعة لافتة، بسبب المخاوف الكبيرة التي أثارها حديث قادة مليشيا "الحشد الشعبي" عن إمكانية اقتحام بلدة تلعفر، إذ حذر أهالي البلدة ومسؤولون من خطورة خروج "الحشد" عن السيطرة، ما قد يؤثّر سلبا على سير معركة تحرير الموصل، وينذر بصراع طائفي.


وقد استدعت هذه التطورات تدخّلا مباشرا من رئيس الحكومة، حيدر العبادي، لاحتواء الموقف، إذ حذّر قادة المليشيات من خطورة تجاوزه. 

ووسط كل تلك المخاوف، أكد مصدر ميداني لـ"العربي الجديد" أنّ "مليشيا "الحشد" استنفرت عناصرها على تخوم تلعفر، ونشرت قطعاتها وصواريخها ومدفعيتها في منطقة تل أسود الحدودية مع البلدة"، مبينا أنّ "تحركات المليشيات تشي بخطورة الموقف، وكأنّها استعدادات وترقب لساعة الصفر التي ينتظرونها لبدء الهجوم".

وذكر المصدر أنه بالتزامن مع تحركات "الحشد"، حررت قوات اللواء 92، التابع للجيش العراقي، قرية خرابة حجي جحيش المتاخمة لتلعفر من جهتها الغربية، مبينا أنّ "قطعات اللواء توقفت، وهي بانتظار أوامر اقتحام البلدة، وتجري استعداداتها لذلك".

وأشار إلى أنّ "الموقف بدا متشنجا، إذ إنّه لا يوجد تنسيق بين قطعات الجيش و"الحشد"، وكل منهما ينتظر أوامر قيادته للتحرّك نحو تلعفر، الأمر الذي يشير إلى خطورة الموقف، والمخاوف من تجاوز المليشيات لقيادة المعركة، متمثّلة برئيس الحكومة". 

في غضون ذلك، كشف مصدر سياسي عن "إجراء العبادي اتصالات هاتفية مع قيادات "الحشد"، إذ حذّرهم من "خطورة خرق الاتفاق واقتحام تلعفر".

 وقال المصدر إنّ "رئيس الحكومة أجرى، صباح اليوم، اتصالات هاتفية مع قيادات "الحشد"، ومنهم أبو مهدي المهندس وهادي العامري، وقادة في التحالف الوطني، لبحث موضوع تلعفر"، مبينا أنّ "العبادي حذّر من خطورة التمرّد على أوامره واختراق تلعفر من دون موافقته".

 وأشار المتحدث إلى أنّ "الموقف بدا صعبا للغاية"، وأنّ "العبادي يواصل حتى الساعة حواراته وضغوطه على قادة "الحشد" لمعالجة الموقف والسيطرة عليهم"، مشددا على أنّ "قادة "الحشد" يبحثون الآن، في اجتماع مغلق، الخروج بموقف حازم، إمّا دخول تلعفر أو التوقف، بحسب الاتفاق المبرم مع العبادي سابقا". 


وكان العبادي قد تلقى اتصالا هاتفيا من نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، والذي حذّره من خطورة خروج "الحشد" عن سيطرته واقتحامها تلعفر، ما سيكون له نتائج سلبيّة على سير معركة الموصل. 

من جهتها، حمّلت النائبة عن محافظة نينوى، انتصار الجبوري، العبادي "مسؤولية ونتائج هذا الموقف"، محذرة من "صراع إقليمي في تلعفر". 

ودعت الجبوري، خلال حديثها مع "العربي الجديد"، رئيس الحكومة لأن "يكون أكثر حزما وقوة في السيطرة على الموقف في تلعفر"، مذكرة إيّاه بـ"تعهده الذي قدمه لأهالي البلدة بعدم دخول "الحشد"". 

ودعت الحكومة إلى "تجنب أزمة في تلعفر، واتخاذ الإجراءات الحازمة لمنع تحويل الموصل إلى ساحة صراع إقليمي، يدفع أهالي المحافظة ضريبته".

وفي سياق متصل، تحدّثت مصادر لـ"العربي الجديد"، عن "وجود عناصر من الحرس الثوري الإيراني على تخوم تلعفر، كما وصلت تعزيزات كبيرة من مليشيا "النجباء" و"العصائب" و"بدر" وغيرها إلى مشارف البلدة".