الحكومة اليمنية ترفض اتفاق كيري مع الحوثيين: لا يعنينا

الحكومة اليمنية ترفض اتفاق كيري مع الحوثيين: لا يعنينا

15 نوفمبر 2016
سيطرت قوات الشرعية على مواقع مهمة شرق تعز (Getty)
+ الخط -
لم يكد وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، يعلن من أبوظبي، عن اتفاق مبدئي بين الحوثيين (أنصار الله) والتحالف الذي تقوده السعودية على بدء وقف إطلاق النار ابتداءً من الخميس المقبل، حتى سارع وزير الخارجية اليمني، عبد الملك المخلافي، إلى التأكيد أن الإعلان جاء بدون علم الحكومة اليمنية، أو تنسيق معها، وبعد الاتفاق مع الانقلابيين.

وأكد كيري، في تصريحاته الصحافية التي أطلقها لدى مغادرته العاصمة الإماراتية أبوظبي، والتي كشفت وزارة الخارجية الأميركية عن تفاصيلها، أنه عقد لقاءً مع وفد جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) المفاوض، والموجود في العاصمة العُمانية مسقط.

وأشار وزير الخارجيّة الأميركي في التصريحات التي اطلع "العربي الجديد" على نسخة منها، إلى أنه التقى شخصياً الليلة الماضية وفد الحوثيين، وأن اللقاء امتدّ حتّى الساعات الأولى من فجر اليوم، مشيراً إلى أنه حصل على موافقة من الجماعة ومن ولي ولي العهد السعودي، وزير الدفاع، محمد بن سلمان، ومن ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، على تفعيل الهدنة وفقاً لشروط اتفاق العاشر من أبريل/نيسان الماضي، وذلك ابتداء من الـ17 من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.  

ومن جانبه، قال وزير الخارجية اليمني في تغريدات على موقع "تويتر"، إن "الحكومة اليمنية لا تعلم أي شيء عن تصريحات كيري وما قاله لا يعنينا". وأضاف أن هذه التصريحات "هدفها إفشال مساعي السلام من خلال الالتفاف على الحكومة بالاتفاق مع الانقلابيين".

وكانت وسائل إعلام إماراتية ووكالات أنباء قد نقلت عن كيري، في ختام زيارة قام بها اليوم إلى دولة الإمارات، أن الاتفاق المبدئي على وقف إطلاق النار يبدأ في الـ17 من الشهر الجاري، بالإضافة إلى اتفاق مبدئي للعمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية في اليمن قبل نهاية 2016.

ومن جهتها، أعلنت وزارة الخارجية العُمانية عن اتفاق على تفعيل اتفاق وقف إطلاق النار في اليمن ابتداء من الخميس المقب، وذلك على ضوء الزيارة التي قام بها كيري إلى مسقط، وجهود بذلتها عُمان.

وأوضحت الخارجية العُمانية أنه على ضوء زيارة كيري، ولقائه بسلطان البلاد، قابوس بن سعيد، بالإضافة إلى الجهود التي بذلها وزير الخارجية العماني، يوسف بن علوي، مع وفد صنعاء (إشارة لوفد جماعة الحوثيين)، فقد تم الاتفاق على الالتزام ببنود 10 إبريل 2016 الخاصة بوقف الأعمال القتالية اعتباراً من 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2016.

وأكدت الخارجية، في بيانها، أن الاتفاق مشروط بـ"التزام الأطراف الأخرى بتنفيذ الالتزامات ذاتها، وعلى استئناف المفاوضات نهاية شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2016، على أن تعتبر خارطة الطريق وفق التراتبية التي قدمها المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، كأساس للمشاورات من أجل التوصل إلى تسوية شاملة للصراع، ومنها العمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة تباشر عملها في مدينة صنعاء الآمنة قبل نهاية عام 2016".

وكان كيري قد وصل إلى العاصمة العُمانية مسقط، يوم أمس، وأجرى مباحثات مع السلطان قابوس، ونظيره بن علوي، تركزت حول جهود الحل السلمي في اليمن، قبل أن ينتقل اليوم إلى الإمارات.

وتزامنت زيارة كيري إلى مسقط مع وجود وفد من جماعة أنصار الله (الحوثيين) يترأسه محمد عبدالسلام، وعقد الأيام الماضية لقاءً مع مسؤولين عُمانيين.

وكان لافتاً في إعلان كيري أنه لم يأتِ من المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ولا بعد لقاءات معلنة مع مسؤولين سعوديين أو من الحكومة اليمنية، بل جاء على ضوء المباحثات التي انعقدت في مسقط، بالتزامن مع تواجد وفد من جماعة أنصار الله (الحوثيين) فيها منذ أكثر من أسبوع، يترأسه محمد عبدالسلام، المتحدث باسم الجماعة.

ولدى سؤال "العربي الجديد" لمسؤول سياسي يمني عن طبيعة المحادثات التي وقعت بمشاركة طرف واحد وهو "الحوثيون"، قال المصدر، والذي طلب التحفظ على اسمه، إنها تتعلق بضمانات دولية بانسحاب الحوثيين من صنعاء ومدن أخرى، وفقاً للخريطة المقترحة من المبعوث الأممي، وقد انتقل كيري من مسقط إلى أبوظبي، ومنها أعلن عن الاتفاق.

وجاءت مشاورات كيري في سلطنة عُمان بغياب طرف الشرعية، أو أي ممثل عن حزب المخلوع علي عبدالله صالح، وفق ما ذكرت مصادر مطلعة على أجواء المباحثات لـ"العربي الجديد".

ميدانياً، قال مصدر ميداني، لـ"العربي الجديد" إن "قوات الشرعية مسنودة بالمقاومة الشعبية نفذت هجوماً واسعاً، اليوم الثلاثاء، من محاور عدة في شرق المدينة، باستخدام مختلف الأسلحة للحد من عمليات القصف والقنص التي تتعرض لها الأحياء السكنية في المدينة من هذه المواقع".

وأوضح أن "قوات الشرعية تمكنت من التقدم والسيطرة على مواقع عدة استراتيجية تمثلت في تطهير قصر وجامع صالة التاريخي، وعمارات الكريمي والأكوع والصعفاني وحارة المنجرة في مديرية صالة شرقي مدينة تعز. كما تمت استعادة موقع المكلكل الاستراتيجي، والذي تم تمشيطه بالكامل من قوات الشرعية والمقاومة الشعبية في جبهة ثعبات شرقاً، في ظل معارك مستمرة وفرار جماعي لعناصر المليشيات الانقلابية من تلك المناطق".

وأضاف المصدر ذاته أنه "تم تحرير جامع التوحيد الواقع جوار التموين العسكري وتمشيط فلل هايل سعيد جوار المستشفى العسكري"، لافتاً إلى أن "قوات الشرعية تقترب من السيطرة على المستشفى العسكري شرقاً".

ومن محور آخر، تقدمت قوات الشرعية وتمكنت من السيطرة على البنك المركزي والوصول إلى أسوار كلية الطب بمحاذاة القصر الجمهوري من جهة حي الدعوة شرقي المدينة.

وأشار المصدر إلى "مقتل 15 عنصراً من عناصر المليشيات الانقلابية كحصيلة أولية، مقابل مقتل 5 في صفوف الجيش الوطني وجرح آخرين".

بالتوازي مع ذلك، تواصل مليشيا الحوثي والمخلوع قصف الأحياء السكنية، مستهدفة مناطق متفرقة في المدينة، بشكل عنيف، مع تساقط القذائف على عدد من أحياء المدينة. وقال مصدر طبي، لـ"العربي الجديد" إن "قرابة 13 جريحاً وصلوا إلى المستشفيات، بالإضافة إلى ثلاثة قتلى في صفوف المدنيين".