روسيا تمهّد لإبادة حلب بعملية واسعة في إدلب وحمص

روسيا تمهّد لإبادة حلب بعملية واسعة في إدلب وحمص

15 نوفمبر 2016
تثابر موسكو على قصف حلب بلا هوادة(حمزة عدنان/ الأناضول)
+ الخط -

ما إن سارع وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، اليوم الثلاثاء، إلى الإعلان أن القوات الجوية الروسية بدأت عملية واسعة النطاق لشن ضربات في محافظتي إدلب وحمص السوريتين بمشاركة حاملة الطائرات "الأميرال كوزنيتسوف"، حتى استهدف الطيران الروسي مناطق عدة في حمص وحلب، راح ضحيتها قتلى مدنيون وعناصر في صفوف المعارضة السورية. 

وفي الوقت الذي تثابر فيه موسكو على قصف حلب بلا هوادة، أكد الكرملين أن العملية العسكرية التي بدأتها القوات الروسية في سورية، الثلاثاء، تشمل ريفي حمص وإدلب فقط، مضيفا أن دراسة إمكانية توسيع العملية مستمرة. وقال المتحدث الصحافي باسم الرئيس الروسي ديمتري بيسكوف، ردا على سؤال حول احتمال توسيع العملية لتشمل ريف حلب، "نواصل بحث هذا الموضوع ومواضيع أخرى".

وقال شويغو في اجتماع عقده الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في سوتشي، مع كبار المسؤولين العسكريين الروس، "بدأنا اليوم عند الساعة 10:30 و11:00 عملية كبيرة لشن ضربات مكثفة على مواقع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وجبهة النصرة في محافظتي إدلب وحمص".

وأشار الوزير إلى أن العملية تجري بمشاركة فرقاطة "الأميرال غريغوروفيتش" التي أطلقت صواريخ "كاليبر"، بينما تتولى منظومات الصواريخ الساحلية "باستيون" و"إس-300" و"إس-400" تأمين القوات الروسية في سورية.

وأكد "بدء استخدام حاملة الطائرات "الأميرال كوزنيتسوف" لأول مرة في تاريخ الأسطول البحري الحربي". وأضاف أن "الأهداف الرئيسية للضربات هي مخازن الذخيرة وتجمعات ومراكز تدريب الإرهابيين، ومصانع لإنتاج مختلف أنواع وسائل الإصابة الشاملة للسكان".

وأوضح أن "الحديث يدور عن مصانع وليس عن ورش. إنها مصانع مخصصة فعلا لإنتاج أنواع مختلفة من أسلحة خطيرة للدمار الشامل". وتابع أن "الأهداف الرئيسية التي يتم ضربها عبارة عن مخازن ذخيرة وأماكن تمركز ومعسكرات تدريب للإرهابيين، ومصانع لإنتاج أنواع مختلفة من أسلحة الدمار الشامل".

وقال شويغو إنه "قبل الشروع في توجيه الغارات، قام العسكريون الروس بعمل استطلاعي واسع النطاق ودقيق من أجل تحديد إحداثيات الأهداف"، وفق ما نقلت عنه "روسيا اليوم". وكشف أن "طائرات استطلاع روسية وطائرات بلا طيار تراقب سير العملية التي انطلقت الثلاثاء".

وأرسلت روسيا حاملة الطائرات الروسية "أميرال كوزنيتسوف" قبالة الساحل السوري، لتعزيز عمليتها العسكرية في سورية. وانطلاقاً من ذلك، تعتقد موسكو أن شروط الانقضاض على فصائل المعارضة في حلب، باتت شبه ناضجة. ومن المرجح أن تستفيد موسكو من التقدم الذي أحرزته قوات النظام ومليشياتها، في حلب قبل أيام، وأن تبني على ما تحقق من أجل تعميق هذا التقدم والسيطرة على مزيد من المواقع الاستراتيجية.


أما الهدف النهائي، فيتمثل في حسم الوضع في حلب وتغيير المعادلات فيها، وهي الغاية التي من أجلها تم إرسال حاملة "كوزنيتسوف" إلى الشواطئ السورية.

ميدانياً، قتل وجرح مدنيون بينهم أطفال، إضافة لعناصر من الجيش السوري الحر بغارات من الطيران الروسي في ريف حمص الشمالي وريف إدلب.

وقال مدير مركز حمص الإعلامي، أسامة أبو زيد، لـ"العربي الجديد" إنه "قتل طفلان على الأقل وجرح عدد من المدنيين بينهم أطفال، إثر قصف من الطيران الحربي الروسي على المناطق السكنية في قرية المكرمية بريف حمص الشمالي. في حين جددت قوات النظام قصفها بالهاون على المنازل في حي الوعر المحاصر شمال غرب مدينة حمص مسفرا عن مقتل مدني وجرح آخرين".


واستهدف القصف الروسي سيارة للجيش السوري الحر خلال عملية تبديل الحراسة في جبهة بلدة السعن بريف حمص الشمالي بصاروخ موجه، ما أسفر عن مقتل ثلاثة عناصر وإصابة آخرين.

وواصل الطيران الحربي الروسي استهداف ريف إدلب موقعا خمسة جرحى مدنيين إثر استهدافه بلدة تل مرديخ في ريف إدلب الشرقي بحسب ما أفاد به الناشط "جابر أبو محمد" لـ"العربي الجديد"، بينما طاولت الغارات قرى الشغر، والغسانية، ومدينتي سراقب وأريحا دون ورود معلومات مؤكدة عن وقوع ضحايا.

في السياق ذاته، قال الدفاع المدني السوري في ريف إدلب إن مدن وقرى إدلب تتعرض لـ"هجمة شرسة من الطيران الحربي الروسي".

وذكر مصدر في الدفاع المدني بريف دمشق سقوط العديد من الجرحى في صفوف المدنيين، بينهم نساء وأطفال، جراء غارة من الطيران الروسي استهدفت بلدة أوتايا في منطقة مرج السلطان بالغوطة الشرقية.

على صعيد آخر، قالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن أربعة أطفال قضوا جراء انفجار لغم من مخلفات تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في قرية كفرة بريف حلب الشمالي كان قد زرعه التنظيم في منزلهم قبل طرده من القرية إثر معارك مع الجيش السوري الحر.

وأفادت مصادر محلية بتواصل المعارك العنيفة على جبهات بلدة الريحان في غوطة دمشق الشرقية، إذ تحاول قوات النظام اقتحام مواقع المعارضة، ما أدى إلى مقتل 13 عنصرا من قوات النظام والمليشيات الموالية له خلال كمين نصب لهم في إحدى الجبهات إضافة لعطب آلية عسكرية.

وقال مصدر في الدفاع المدني بحلب لـ"العربي الجديد" إن "عناصر الدفاع المدني تمكنوا من انتشال جثة رجل وزوجته من تحت الأنقاض بعد مقتلهم بغارة جوية على بلدة كفرناها في ريف حلب الغربي، بينما ارتفعت إلى ثلاثة قتلى حصيلة القصف الروسي على حيي الصاخور ومساكن هنانو في المنطقة الشرقية من مدينة حلب".