تونس: تباينات "النهضة" تلقي بظلالها على الكتلة النيابية

تونس: تباينات "النهضة" تلقي بظلالها على الكتلة النيابية

15 نوفمبر 2016
وحدة الحركة أولوية لدى البعض (ياسين جايدي/ الأناضول)
+ الخط -
انعكست التباينات الداخلية داخل حركة "النهضة" في تونس، على انتخابات الكتلة النيابية للحركة أول أمس الأحد، مع بروز تيارات في الحركة تدعو إلى إدخال تحديثات على طريقة إدارة الأمور، واتخاذ القرارات داخلها.

وأفضت نتائج الانتخابات إلى منح رئيس الكتلة النيابية لـ"النهضة" الحالي نور الدين البحيري، أسبقية نسبية بعد حصوله على 28 صوتاً، مقابل حصول منافسه رمزي بن رجب على 6 أصوات، و 24 ورقة بيضاء، من بين 58 نائباً حضروا الجلسة وتغيّب 11 آخرين، وهي أرقام رفض نواب النهضة تأكيدها أو نفيها، مكتفين بالإشارة إلى أنه تم رفعها إلى رئيس الحركة راشد الغنوشي لاتخاذ قراره.

وينتظر البحيري إجازة المكتب التنفيذي، ودعم رئيس الحركة ليواصل قيادة كتلته في البرلمان، وفق ما تنص عليه لوائح الحركة.


وجدير بالذكر أنّ بعض النواب الآخرين، قدموا ترشيحاتهم قبل أن ينسحبوا من السباق، في مشهد يذكّر تماماً بما حدث في المؤتمر العاشر للحركة.


وتعكس النتائج، التي برز فيها امتناع 24 نائباً عن الإدلاء بأصواتهم، تباينات المؤتمر الأخير للحركة الذي أفرز موجة منتقدة لطريقة الإدارة، ورغبة في إدخال نفَس ديمقراطي وتشاركي أكبر في طريقة اتخاذ القرارات، في مقابل فريق يعتبر أنّ الأولوية القصوى وسط المشهد الحزبي العام في تونس، هي المحافظة على وحدة الحركة، ووحدة كتلتها وتناسق خياراتها الكبرى، في ظل الوضع المهتز في البلاد، بانتظار استحقاقات انتخابية هامة.


ويؤكد قياديون في الحركة، لـ"العربي الجديد"، أنّ نتائج التصويت لانتخابات رئيس الكتلة "لا تعكس خلافاً على البحيري الذي أثبت كفاءة في إدارتها، ولا تشكّل خطراً على وحدتها، مقارنة بما يحدث في كل الكتل الأخرى تقريباً، ولكنّها تبقى رسائل واضحة لخط يريد التعبير عن موقفه في كل محطات الحركة".

غير أنّ بعض القياديين في "النهضة" يؤكد في المقابل، أنّ التأكيد على هذه المواقف باستمرار وفي كل المناسبات الهامة، يعكس "استعداداً لبروز تيار ربما يهيئ لمرحلة ما بعد الغنوشي، ويراهن على منافسة التيار الذي يسنده، دون أن يشكل تهديداً لوحدة الحركة في هذه المرحلة".

وكان الغنوشي قد أكد خلال افتتاحه جلسة الانتخابات، أنّه ليس هناك مواقع لأشخاص بعينهم، "لأنّ المنطق الديمقراطي داخل الحركة يجعل من هذه المناسبة لحظة انتخابية"، مجدّداً التأكيد أنّ "الكتلة النيابية هي جزء من الجسم التنفيذي للحركة".

وقال الغنوشي إنّ "الكتلة النيابية، وسواء ترأسها زيد أو عمر، ستبقى محافظة على دورها في دعم الخيارات الكبرى للحركة وأهمها التوافق الوطني"، مشيراً إلى أنّ الظرف التاريخي حمّل الكتلة النيابية داخل البرلمان "مهمات كبيرة في هذه المرحلة التي تشهد تحولات داخلية وخارجية متعددة".

وكان يُفترض أن تعلن حركة "النهضة" رسمياً عن رئيس كتلتها البرلمانية، أمس الإثنين، وإذا ما كانت ستجدّد للبحيري وزير العدل الأسبق، أم ستختار اسماً جديداً، ولكنّها لم تعلن عن ذلك إلى حد الآن، وسط ترقب لفهم حقيقة التوازنات الحالية داخل الحركة.