ألمانيا: الائتلاف الحاكم يتوافق على تأييد شتاينماير لانتخابات الرئاسة

ألمانيا: الائتلاف الحاكم يتوافق على تأييد شتاينماير لانتخابات الرئاسة

14 نوفمبر 2016
إجماع واسع على شتاينماير (ادم بيري/Getty)
+ الخط -
أيّد "الحزب المسيحي الديمقراطي"، بزعامة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، اليوم الإثنين، اقتراح "الحزب الاشتراكي الديمقراطي"، الشريك في الائتلاف الحاكم، ترشيح وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، لانتخابات الرئاسة المقررة في 12 فبراير/شباط 2017، خلفاً للرئيس الحالي، يواخيم غاوك.

ويأتي هذا التوجه لحزب ميركل بعد اجتماعين مع زعيم "الحزب الاشتراكي الديمقراطي"، زيغمار غابريال، ورئيس "الحزب الاجتماعي المسيحي"، هورست زيهزفر، من دون أن تتوصل الأطراف الثلاثة إلى دعم مرشح مشترك.

وتم في نتيجة الجولة الثانية من المحادثات، أمس الأحد، في مقر ديوان المستشارية في برلين، تحديد جولة مشاورات ثالثة، اليوم الإثنين، أفضت إلى التوافق على شتاينماير خلفا لغاوك، وذلك بعد مؤتمر عبر الهاتف للمستشارة ميركل مع رئاسة حزبها في برلين، في حين أعلن زعيم "الحزب الاجتماعي المسيحي"، حليف ميركل في "الاتحاد المسيحي"، أنه اتفق مع المستشارة على مرشح واحد لمنصب الرئيس، من دون الإفصاح عن اسم محدد.

ورد زعيم الكتلة البرلمانية لـ"الحزب الاشتراكي الديمقراطي"، توماس أوبرمان، بالتعبير عن ارتياحه للقرار، واعتبر أن "شتاينماير شخص يتحلى بالمسؤولية والثقة والتماسك"، فيما وصفت المستشارة ميركل التزام حزبها بتأييده بـ"العقلاني". 

وقالت ميركل في تصريحات للصحافيين، بمقر رئاسة الوزراء، بالعاصمة برلين، إن شتاينماير "اسم مناسب لتولي رئاسة البلاد".

وأضافت المستشارة الألمانية أنَّ "شتاينماير يمثل سياسة الوسط، وله سمعة طيبة داخل المجتمع الألماني وفي الخارج، وفي الأوساط الاقتصادية، ولهذا هو الاسم الأمثل لتولي رئاسة البلاد".

يشار إلى أن عملية الاقتراع لانتخاب الرئيس الألماني تتم داخل البرلمان في جلسة لما يسمى بـ"التجمع الاتحادي"، والذي يعقد جلسة كل خمس سنوات لانتخاب الرئيس الاتحادي.

وبحسب التقليد السياسي في ألمانيا، فإن أحزاب الائتلاف، "الاتحاد المسيحي الديمقراطي" و"الاتحاد المسيحي الاجتماعي" و"الاشتراكيون-الديمقراطيون"، تتفق على شخصية مشتركة لتولي هذا المنصب الفخري عموماً، والذي يفترض أن يتخطى الانقسامات الحزبية ويشكل قوة معنوية للبلاد.

وشتاينماير، المعروف بصراحته، برز في الأشهر الماضية كأبرز منتقدي الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، في الحكومة الألمانية. وحذّر غداة انتخاب ترامب المفاجئ من أن العلاقات بين ضفتي الأطلسي ستصبح "أكثر صعوبة".

وخلال الحملة الانتخابية الأميركية، اتخذ شتاينماير موقفاً واضحاً جداً بقوله إن احتمال وصول ترامب إلى الرئاسة يعتبر أمراً "مرعباً" للعالم.

شتاينماير المخضرم في السياسة الألمانية والوجه المعروف في العواصم العالمية، شغل سابقاً منصب نائب المستشارة ميركل. ويتولى شتاينماير منصب وزير الخارجية في حكومة ميركل منذ عام 2013. وقد يحل محله في هذا المنصب رئيس البرلمان الأوروبي، مارتن شولتز، بحسب وسائل الإعلام الألمانية.

وتحدث رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي، سيغمار غابرييل، وفق ما نقلت وكالة "فرانس برس" عن المهمة التي ستكون في انتظار شتاينماير السنة المقبلة، في مواجهة تصاعد النزعات الشعبوية.

وقال: "الرئيس المقبل لبلادنا يتحمل مسؤولية الدفاع عن القيم الليبرالية والاجتماعية والديمقراطية الواردة في دستورنا"، معتبراً أن الحفاظ عليها "يعتبر بالتأكيد أكبر تحدٍّ في عصرنا".