القوات العراقية تدخل النمرود: "داعش" دمّر حضارة آلاف السنين

القوات العراقية تدخل النمرود: "داعش" دمّر حضارة آلاف السنين

13 نوفمبر 2016
90% من المدينة بات تحت السيطرة(Getty)
+ الخط -

تحت غطاء جوي واسع لمقاتلات التحالف الدولي، وبعد معركة استمرت أكثر من 16 ساعة، تمكنت القوات العراقية مكوّنةً من الجيش وجهاز مكافحة الإرهاب، من اقتحام مدينة النمرود، أحد أبرز مدن العراق الأثرية، والواقعة على بعد 30 كم جنوب الموصل، وسط دمارٍ كبيرٍ لحق بالمدينة الأثرية ومعالمها التاريخية، التي تمتد لآلاف السنين.

وأوضح قائد عمليات الجيش العراقي في معركة الموصل، الفريق الركن عبد الأمير رشيد، في بيانٍ صحافي، أنّ "القوات العراقية المشتركة حرّرت بلدة النمرود في المحور الجنوبي الشرقي للموصل بالكامل، ورفعت العلم العراقي فوق مبانيها"، مؤكداً "تكبيد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) خسائر كبيرة بالأرواح والمعدات".

وأكد العقيد محسن الخالدي لـ"العربي الجديد" أن" المعركة ما تزال مستمرة في أطراف المدينة الغربية، حيث تحصنت جيوب "داعش" المنسحبة هناك، مبيّناً أن 90% من المدينة بما فيها الموقع الأثري باتت تحت السيطرة". ولفت إلى أنّ "المعارك والعمليات الإرهابية للتنظيم، دمرت أغلب معالم المدينة، بما فيها المعبد الآشوري، وبرج الغفران، والثيران المجنحة، والزقورات، وغيرها من الآثار الآشورية للمدينة، بما فيها السور الذي يصل طوله إلى 8 كم ويطلق عليه "الحامي".

من جهةٍ أخرى، ذكرت مصادر محلية عراقية داخل المدينة أن "عدداً كبيراً من العوائل العراقية ما زالت في البلدة السكنية، وتجري عمليات تفتيش وتطهير المناطق بسرعة".

وتعدّ مدينة النمرود نحو 30 كم جنوب الموصل، من أبرز المواقع الأثرية في العراق، وهي مدينة أثرية آشورية كانت تعرف باسم "كالخو"، بُنيت في القرن الثالث عشر قبل الميلاد على ساحل نهر دجلة، وأصبحت في القرن التاسع قبل الميلاد عاصمة الإمبراطورية الآشورية الحديثة في زمن الملك آشور ناصر بالي الثاني.

وبعد احتلالها من قبل تنظيم "داعش" في العاشر من حزيران 2014، عمد إلى تدمير التماثيل والنصب، وسرقة بعضها الآخر. ونشر تنظيم "داعش" فيديو مصوراً لعناصره وهم يدمرون المدينة، مستخدمين آليات ثقيلة ومطارق كبيرة، ومن ثم عمدوا إلى تفجيرها وتسويتها بالأرض.