توثيق هجوم للنظام السوري بالغازات السامة في حماة

توثيق هجوم للنظام السوري بالغازات السامة في حماة

09 أكتوبر 2016
أدى القصف إلى إصابة عشرين مدنيا بحالات اختناق (الأناضول)
+ الخط -
وثّق تقرير جديد أصدرته "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، صباح اليوم الأحد، استخدام النظام السوري مجدداً، في إحدى هجماته بريف حماة الشمالي، بداية هذا الشهر، "غازاً ساماً"، أدى إلى وقوع إصابات بين المدنيين، شمال مدينة كفرزيتا. وبيّن التقرير أن هجوم النظام هذا يرفع عدد الهجمات التي ارتكبتها قواته بغازاتٍ سامة، إلى "ما لا يقل عن 138 خرقاً، منذ صدور قرار مجلس الأمن رقم 2118"، في السابع والعشرين من أيلول/سبتمبر سنة 2013، والذي حظر استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية وطالب بنزعها وتدميرها، في أعقاب "مجزرة الكيماوي" التي قتلت مئات المدنيين في غوطة دمشق الشرقية، يوم 21 آب/أغسطس من تلك السنة.

وأوضح التقرير، أن الشبكة وثقت "يوم السبت الأول من تشرين الأول/أكتوبر 2016، قرابة الساعة 19:30، إلقاء طائرة مروحية حكومية، برميلين متفجرين محملين بأسطوانات تحوي غازاً ساماً على الأراضي الزراعية شمال مدينة كفرزيتا في محافظة حماة، وساهم في تأكيد الحادثة ارتفاع حصيلة المصابين التي بلغت العشرين شخصاً، حيث ظهرت عليهم أعراض اختناق وصعوبة في التنفس".

وقالت الشبكة السورية، وهي منظمة تُعنى بتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان في سورية، إنها تواصلت "مع عدد من أهالي الحي ومع عناصر من الدفاع المدني وناشطين إعلاميين محليين، ممن شهدوا حادثة القصف وأفادوا بالأعراض التي بدَت على المصابين من سُعال حادٍ وصعوبة في التنفس وحرقة في العين وإقياء، وهو ما أكدته الصور والفيديوهات التي وردتنا، ونحتفظ بنسخ منها، كما أظهرت صور أخرى مخلفات القصف والأسطوانات المحملة بالغاز التي وُجدت في مكان الحادثة".

التقرير الذي حصل "العربي الجديد" على نسخة منه، أكد أنه "بإضافة هجوم مدينة كفرزيتا إلى مجموع خروقات مجلس الأمن التي رصدناها في تقاريرنا السابقة والبيانات التي أصدرناها، يُصبح مجموع الخروق التي ارتكبتها القوات الحكومية لقرار مجلس الأمن رقم 2118 الصادر في 27 سبتمبر/أيلول 2013، ما لا يقل عن 138 خرقاً، بينها 69 خرقاً للقرار رقم 2209 الصادر في 6 مارس/آذار 2015".

وقال مدير "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، فضل عبد الغني، لـ"العربي الجديد"، إن "هذا الهجوم (الذي وقع شمالي حماة بداية هذا الشهر) يُثبت، للمرة المليون لكل صاحب عقل، أن النظام السوري لا يكترثُ بمجلس الأمن الدولي ولا بلجنة التحقيق الدولية، ولا بلجنة نزع الأسلحة الكيميائية، ولا بالقانون الدولي الإنساني، ولا بالقانون الدولي لحقوق الإنسان، ولا بخط الرئيس الأميركي باراك أوباما الأحمر، ولا بالتعهدات الروسية الضامنة لعدم تكرار استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية، وقد تحول منذ عام 2011 إلى نظام إجرامي يستخدم إمكانيات وأموال الدولة كافة لقتل وتدمير الشعب والدولة السورية، بهدف البقاء في سلطة الحكم، مهما كلَّف الأمر".

وفيما أكد عبد الغني أن "التعهد الروسي بعدم استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية لا قيمة له"، فإنه أشار إلى أنه "يجب على المجتمع الدولي ومجلس الأمن إيقاف مهزلة تجاوزات النظام السوري التي تفوقت على كثير من الأنظمة المارقة في العصر الحديث. فيما عدا ذلك، فإن كل ما جرى منذ عام 2011 وحتى الآن يُفهَمُ على أنه ضوء أخضر، بل ومعرفة تامَّة أن النظام السوري سوف يقوم بكل هذه الجرائم بعد اندلاع الانتفاضة الشعبية".