شروط حوثية تسبق لقاء ولدالشيخ: الرئاسة توافقية والمقترحات مكتوبة

شروط حوثية تسبق لقاء ولدالشيخ: الرئاسة توافقية والمقترحات مكتوبة

04 أكتوبر 2016
من المقرر أن يلتقي ولد الشيخ الانقلابيين(محمد حويس/فرانس برس)
+ الخط -


فيما تشهد العاصمة السعودية الرياض لقاءات دبلوماسية لمسؤولي الشرعية في إطار الجهود الدولية الرامية للاتفاق حول تجديد الهدنة واستئناف مشاورات السلام، أعلن وفد الانقلابيين، المؤلّف من جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) وحزب "المؤتمر الشعبي" المتحالف معها، شروطاً لأي مقترح للحل السلمي في البلاد، قبل لقاء من المقرر أن يعقده مع المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد.

وقال وفد الحوثيين وحزب "المؤتمر"، والذي يترأسه الرئيس اليمني المخلوع، علي عبد الله صالح، في بيان صحافي الثلاثاء، إن "أي لقاءات أو مباحثات قادمة يجب أن تعتمد على مقترح لحل شامل وكامل من قبل الأمم المتحدة، تقدّمه مكتوباً بصورة رسمية كأرضية للنقاش، على أن يتضمن كافة الجوانب السياسية والاقتصادية والأمنية والإنسانية"، في مقدمة ذلك وقف ما وصفه بـ"العدوان"، والتوافق على "مؤسسة رئاسية جديدة تُعنى بإصدار قرار تشكيل حكومة وحدة وطنية توافقية"، واصفين ذلك بأنه "يمثل جوهر الحل في الجانب السياسي".

وتابع بيان الانقلابيين أنه "ما لم يتضمن المقترح التوافق على مؤسسة رئاسية جديدة؛ فسيظل مجرد رؤية جزئية ومنقوصة لا يمكن أن تمثل أرضية للنقاش"، واتهم التحالفَ بالتصعيد على كافة المستويات العسكرية والأمنية والاقتصادية، في مقابل اتهامات من الشرعية للانقلابيين باتخاذ المزيد من الخطوات التصعيدية الأيام الماضية، وكان أبرزها استهداف سفينة إماراتية، وتكليف عبد العزيز بن حبتور بتشكيل ما سموه "حكومة إنقاذ وطني".

وأفادت مصادر سياسية يمنية لـ"العربي الجديد" أن إعلان الانقلابيين شروطهم الجديدة بالتوافق على مؤسسة الرئاسة، وأن يكون المقترح مكتوباً، جاء الثلاثاء، قبل لقاء من المقرر أن يعقده وفد الجماعة وحزب صالح في العاصمة العُمانية مسقط مع المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، والذي زار الأيام الماضية العاصمة السعودية الرياض، والتقى فيها بالرئيس عبدربه منصور هادي.

ويحمل المبعوث الدولي مقترحات تسعى لإحياء اتفاق الهدنة، بالإضافة إلى مقترحات تمثل مشروع اتفاق سياسي مدعوم دولياً، بناءً على المقترحات التي تقدم بها وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، خلال اجتماعات جدة السعودية في الـ25 من أغسطس/آب الماضي، وتتضمن تشكيل وحدة وطنية تشارك فيها مختلف الأطراف، وشقاً أمنياً وعسكرياً يتعلق بانسحاب المجموعات المسلحة من صنعاء ومدن أخرى، وتسليم الحوثيين الأسلحة الثقيلة، بما فيها الصواريخ البالستية التي تهدد دول الجوار، إلى طرف ثالث.

وشهدت العاصمة السعودية العديد من اللقاءات الدبلوماسية في إطار جهود السلام؛ إذ التقى الرئيس هادي، الثلاثاء، سفير بريطانيا لدى اليمن، إدموند فيتون براون، وأكد "موقفه الواضح نحو السلام لحقن دماء أبناء الشعب اليمني"، لكنه اعتبر أن قصف الحوثيين لمدنيين في منطقة بير باشا في تعز، الإثنين، أمرٌ "يؤكد للعالم أجمع أن هذه المليشيا الإجرامية لا تزال بعيدة عن السلام أو التفكير فيه، وأنها اختارت طريق قتل المواطنين وحصار المدن سلوكاً ومنهجاً لها".

من جانبه، التقى نائب رئيس الحكومة اليمنية، وزير الخارجية، عبد الملك المخلافي، بسفير الولايات المتحدة، ماثيو تولر، الإثنين، وأكد تقدير الحكومة اليمنية لـ"الجهود الإقليمية والدولية التي يقوم بها وزير الخارجية الأميركي، بما في ذلك جهوده في إطار اجتماعات المجموعة الرباعية بشأن اليمن".

وتأتي التحركات الدولية بالتزامن مع تصعيد عسكري وسياسي، حيث استهدف الحوثيون وحلفاؤهم مؤخراً سفينة إماراتية قرب "باب المندب"، كما حذروا السفن من دخول المياه الإقليمية اليمنية، من دون أخذ إذن مسبق من الجماعة وحلفائها، فيما صعدت قوات الشرعية عملياتها بأطراف مأرب الغربية، ومنطقة نهم التابعة إدارياً لمحافظة صنعاء، بإسناد من مقاتلات التحالف التي تنفذ بوتيرة شبه يومية عشرات الضربات الجوية. ​

تقدّم في تعز

وفي الوقت الذي يتواصل فيه الحديث عن المبادرات السياسية؛ لا تزال المعارك محتدمةً في جبهة تعز التي تشهد تقدّماً لقوّات الشرعية، إذ أعلنت قوات الجيش الوطني و"المقاومة الشعبية"، اليوم، عن تحرير موقع استراتيجي في الأرياف الجنوبية من محافطة تعز اليمنية، بعد معارك مع مليشيات (الحوثيين) والقوات المتحالفة الموالية للمخلوع.

وقال المركز الإعلامي للجيش إن "قوات الجيش الوطني، مسنودةً بالمقاومة الشعبية، تمكّنت، اليوم الثلاثاء، من تحرير تلة الخزان في جبهة حيفان جنوبي تعز، والتي تطل على طريق هيجة العبد الرابط بين تعز وعدن ولحج من الجهة الجنوبية، بعد معارك عنيفة مع مليشيات الحوثي والمخلوع صالح".

وبحسب مصدر عسكري، فإن المواجهات التي اندلعت صباح اليوم أسفرت عن مقتل خمسة من عناصر المليشيات وإصابة آخرين، فيما قتل عنصر واحد في صفوف الجيش الوطني، وتزامن مع المواجهات قصف عنيف شنّته المليشيات الانقلابية على قرى المقاطرة والأحكوم جنوبي تعز.

وتكمن أهمية تلة الخزان في أنها مطلة على المواقع التي تقع تحت سيطرة الانقلابيين في منطقة الأحكوم جنوب مديرية حيفان، وبالسيطرة عليها تقطع خط الإمداد على المليشيات الانقلابية.

في السياق ذاته، قال مصدر ميداني لـ"العربي الجديد" إن قوات الجيش الوطني استهدفت مواقع الانقلابيين في القصر الجمهوري شرقي مدينة تعز، حيث سقط أربعة قتلى في صفوف المليشيات الانقلابية.

وإلى جانب ذلك، أعلن المركز الإعلامي للمقاومة في جبهة الضباب جنوبي غربي تعز عن مقتل قائد ميداني للمليشيات الانقلابية، ويدعى "أبو بدر"، مع ستة من مرافقيه، وذلك في قرية الدبح المحاذية لجبل المنعم غربي تعز، ويعتبر، "أبو بدر"، طبقاً للمركز، القائد الثاني الذي يلقي مصرعة بنفس المنطقة في غضون يومين، والذي جاء على رأس تعزيزات تابعة للانقلابيين، بعد الهزائم المتتالية التي منيت بها المليشيات في محور الجبهة الغربية.
 
من جانب آخر، قال مصدر ميداني إن مليشيات الحوثي والمخلوع شنت هجوماً مركزاً، مع ساعات الصباح، على مواقع قوات الشرعية في جبهة الصلو جنوبي تعز، وتحاول قطع الطرق التي تربط مديرية الصلو في مديريات الضواحي الجنوبية للمحافطة.

وفي موازاة ذلك، دعا مكتب محافظ محافظة تعز، علي المعمري، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة، استيفن أوبراين، لزيارة مدينة تعز، إذ طالب مكتب المحافظ أوبراين بالاطلاع على الوضع الإنساني الكارثي في المحافظة المنكوبة، والتي تستهدفها مليشيات الحوثي والمخلوع صالح بمختلف أنواع الأسلحة، وترتكب المجازر المروعة بحق المدينة والمدنيين، بمن فيهم الأطفال والنساء، وآخرها مجزرة بير باشا بالأمس.