سورية: أهالي الوعر يرفضون تلويح النظام بتطبيق "سيناريو داريا"

سورية: أهالي الوعر يرفضون تلويح النظام بتطبيق "سيناريو داريا"

30 أكتوبر 2016
النظام يماطل وسكان الوعر متشبثون بالاتفاق (هليل فيدان/الأناضول)
+ الخط -
عُقدت، أمس السبت، جولة محادثات جديدة بين لجنة التفاوض الممثلة لحي الوعر، الذي تسيطر عليه المعارضة السورية، ولجنة التفاوض التابعة للنظام، بشأن كيفية إتمام اتفاق الهدنة بين الطرفين، بحسب ما علم "العربي الجديد" من مصادر مطلعة على مسار المفاوضات الجارية.

وينص اتفاق الهدنة الموقَّع على وقف التصعيد العسكري ضد الحي، والسماح بدخول المساعدات، ودخول وخروج المدنيين من وإلى الوعر، إضافة إلى خروج مقاتلين من المعارضة السورية هناك، مقابل إفراج النظام عن معتقلين في سجونه والكشف عن مصير مفقودين. 

وقالت مصادر مطلعة إن النظام "يماطل في بند الإفراج عن المعتقلين والكشف عن المفقودين، حيث اقترح على اللجنة تطبيق تجربة خروج المقاتلين من الهامة والمعضمية وقدسيا، وداريا، بدون الإفراج عن أي معتقل". 

وقال النّاشط جلال التلاوي، لـ"العربي الجديد"، إنّ لجنة التفاوض عن الحي "رفضت مقترح النظام، وأصرّت على التمسك باتفاق الوعر، وأبدت رغبتها في استكماله، مع التشديد على عدم التنازل مطلقاً عن بند إطلاق سراح المعتقلين، باعتباره أهم بنود الاتفاق وجوهره".

وأبرز التلاوي أنّ "النظام يقول بصراحة: عليكم أن تختاروا بين الخروج من الوعر دون إخراج المعتقلين، أو الموت داخل الحصار".

وتحاصر قوات النظام حي الوعر منذ أكثر من ثلاثة أعوام ونصف، وأُجبرت اللجنة المعارضة في الحي على توقيع اتفاق هدنة مع النظام برعاية الأمم المتحدة.

وأكّد التلاوي أنّ النظام طرح فكرة تطبيق "اتفاق داريا" في الاجتماع، بعدما أعاد قطع الطرق المؤدية إلى الحي، وأوقف دخول المساعدات منذ 15 يوماً، موضحاً أن خطوة النظام جاءت قبل الاجتماع مع لجنة الحي، بهدف الضغط عليها للتنازل عن مطالبها بشأن ملف المعتقلين، وهي تحديد مصير 7500 من المعتقلين والمختفين قسراً في سجون مخابرات النظام. 

ولفت المتحدث ذاته إلى أن النظام كشف سابقاً عن مصير 1800 معتقل من أهالي مدينة حمص، بينهم معتقلون قضوا تحت التعذيب في سجونه، بينما يرفض الكشف عن مصير باقي المعتقلين. 

وكان النظام قد هجّر دفعتين من الحي خلال شهر سبتمبر/أيلول الماضي وفقاً للاتفاق، دون الإفراج عن أي معتقل من سجونه، بينما يرفض الكشف عن مصير بقية المفقودين. 

وضمت الدفعتان 450 شخصاً، بينهم مقاتلون تابعون للمعارضة السورية المسلحة، وكان من المفترض أن يطلق نظام الأسد معتقلين لديه من مدينة حمص، ويقوم بالكشف عن مصير مفقودين، وفقاً لنص الاتفاق. 

ونقل الناشط ذاته عن مصادر أن هناك توتراً ضمن أعضاء لجنة النظام، وتحديداً بين محافظ حمص، طلال البرازي، وقادة من القصر الجمهوري في دمشق، بشأن بنود الاتفاق.

ووفقاً للمعلومات المُسربة، فإن عدداً من الضباط التابعين للنظام يرغبون في اقتحام حي الوعر بعملية عسكرية، وعدم السماح بالإفراج عن المعتقلين والكشف عن مصير المفقودين، بينما توجّه محافظ حمص للقاء رئيس النظام، بشار الأسد، في مسعى لإتمام اتفاق الهدنة، وذلك لتحقيق نصر إعلامي، بحسب ما نقلته المصادر.