اجتماع التحالف الدولي بباريس: فرنسا تصوّب الأنظار إلى الرقة

اجتماع التحالف الدولي بباريس: فرنسا تصوّب الأنظار إلى الرقة

25 أكتوبر 2016
هولاند: داعش قد يفكّر بهجمات وهو يخسر مناطقه(تشارليس بلاتياو/AFP)
+ الخط -
اجتمع وزراء دفاع 13 بلداً من بلدان التحالف الدولي الغربي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في العراق، في العاصمة الفرنسية، اليوم الثلاثاء، لدراسة الوضع العسكري على أرض المعركة، بعد أسبوعين من بدء هجوم الحكومة العراقية والأكراد، مدعومين بالتحالف الدولي، من أجل استعادة مدينة الموصل.

وعلى الرغم من أن الحكومة الأميركية عبّرت عن ارتياحها لسير المعارك، مؤكدة أنه تم تحقيق كل الأهداف المرجوة؛ إلا أن الدول المشاركة الأخرى لا تزال تريد معرفة ردود تنظيم "داعش" على الهجوم، مع الاقتراب من مدينة الموصل، خصوصاً بعد تأكد وصول مئات من مقاتلي التنظيم إلى الموصل، قادمين من مدينة الرقة السورية.

ولا شك في أن الاجتماع سيتضمن تأكيد الجانب الفرنسي على عدم إهمال مدينة الرقة، التي تشكل هوَسا فرنسياً مزمناً، بسبب ضلوع قياديين في تنظيم "داعش"، متواجدين فيها، في الإعداد للعديد من الهجمات الإرهابية التي ضربت فرنسا.

ويستحضر وزراء الدفاع المشاركون في اجتماع باريس حقيقة أن الوضع في الرقة يختلف عن نظيره في الموصل، حيث لا توجد للتحالف الدولي في الأولى مجموعات سورية مؤثرة يمكن الاعتماد عليها، باعتبارها رأس الحربة، في أي اجتياح قادم لمدينة الرقة، مع رفض الحكومة التركية الحازم لمشاركة أي تنظيم كردي في العمليات.

وكشف الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، وهو يفتتح الاجتماع ويرسم جدول مداولاته، عن السبب الرئيسي الذي دعا إلى انعقاده؛ وهو تتبّع سير العمليات في الموصل. ونوّه إلى انحسار "داعش"، التي كانت قبل سنة على بعد كيلومترات من العاصمة بغداد. وهذا الانحسار تم تحقيقه بفضل التحالف الدولي، وأيضاً الجيش العراقي، خصوصاً "البشمركة"، الذين يقومون بالقسم الأكبر من المجهود الحربي، حسب قوله.

وأكد هولاند، أن فرنسا لم تقصّر في عملها، على الرغم من انخراط جيوشها في أماكن صراعات أخرى كأفريقيا، مستدركاً: "ارتأينا أنه علينا أن نشارك في الحرب ضد داعش. كان واجبَنا وتحملناه".


ويعترف هولاند أنه "بعد اعتداءات يناير/كانون الثاني 2015، قررنا ضرب داعش، لأننا نعرف أن هذا التنظيم هو الذي نظم ونفذ الاعتداءات في باريس وفي كثير من الدول الأخرى".

وأضاف: "نحن الآن على مشارف الموصل، التي جعل منها تنظيم داعش عاصمة لخلافته المستحيلة، كيف سننتصر؟ يجب على الجيش العراقي والبشمركة أن يتحدا، إضافة إلى ما نقدمه نحن، في التحالف الدولي".

وهذه "الاستعادة" التي ستستغرق بعض الوقت، ليست هدفاً في حد ذاتها، كما يشدّد هولاند، مردفاً:"علينا، من الآن، أن نفكر في النتائج المترتبة عن سقوط الموصل، وهو ما حاولنا أن نناقشه قبل أيام أثناء اجتماع وزراء خارجية دول التحالف الدولي ضد داعش".

وعدد الرئيس الفرنسي رهانات التحالف الدولي ضد "داعش"، وقال: "الرهان الأول هو المستقبل السياسي لهذه المدينة الكبيرة، والرهان الثاني إنسانيّ، لأن داعش قد يستخدم كل الوسائل لتأخير الوصول إلى الموصل، وعلينا استباق العمليات التي قد يقوم بها داعش، في مدن أخرى، وتوفير الحماية للمدنيين، وليس ضربهم في المدن، كما يُفعل في حلب"، وهو تلميح من الرئيس الفرنسي إلى روسيا.

وحذّر الرئيس هولاند من تسلل مقاتلين للتنظيم وسط حشود المدنيين، للالتحاق بمدينة الرقة. وقال إن "واجبنا التعرف على هؤلاء، عبر تقاسم واسع للمعلومات، وهي فائدة هذا الاجتماع. إنها ضرورة مطلقة. كما يجب علينا أن نكون حذرين من عودة المقاتلين الأجانب المتواجدين اليوم في الموصل والرقة، والراغبين في العودة إلى بلدانهم الأصلية. وهنا يجب علينا مراقبتهم ومنعهم من ارتكاب اعتداءات".

وأضاف: "علينا التحلي بالحذر والمسؤولية، لأن تنظيم داعش، وهو يخسر أراضي، قد يفكّر في ارتكاب هجمات. كما أنه علينا أن نفكر في ما يمكننا أن نفعله في الأسابيع القادمة. وأقصد مدينة الرقة".

وحذّر هولاند من احتمال عودة بعض مقاتلي داعش إلى هذه المدينة السورية، أي آخر معقل للتنظيم. ولهذا شدد على أن هذا الاجتماع "يجب أن يناقش هذا الملف، حتى نحدد المراحل القادمة للعمليات، وحتى نقتلع وندمر تنظيم داعش في كل مكان، وحتى لا يكوّن التنظيم معقلاً قوياً جديداً، لأن كل معقل جديد سيكون تهديداً لمصالحنا وأمننا".