تجميد جبهة تل رفعت وعين "درع الفرات" على الباب

تجميد جبهة تل رفعت وعين "درع الفرات" على الباب

24 أكتوبر 2016
أنظار "درع الفرات" نحو مدينة الباب (حسين ناصر/ الأناضول)
+ الخط -
يبدو أنّ المواجهات التي كانت قد بدأت يوم السبت الماضي، شرقي بلدة تل رفعت بريف حلب الشمالي، شمالي سورية، بين فصائل بعملية "درع الفرات" من جهة، مع "وحدات حماية الشعب الكردي" وهي القوة الرئيسية بـ"قوات سورية الديمقراطية" قد توقفت بفعل "تفاهمات غير معلنة".


في الوقت الذي تتجه أنظار "درع الفرات"، وبحسب التصريحات الرسمية، نحو مدينة الباب، أهم معاقل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) بريف حلب الشرقي.


وساد الهدوء، اليوم الاثنين، مجدداً في محيط بلدة تل رفعت وقرية الشيخ عيسى شرقها، بعد نحو أربع وعشرين ساعة، على اشتباكات شهدتها القرية ونقاط قربها، بين الجانبين، لم تسفر عن أي تغييرٍ بمواقع سيطرة أي منهما في تلك المناطق.


وبدا، أمس الأحد، أنّ المواجهات التي كانت مندلعة بين "قوات سورية الديمقراطية"، مع فصائل المعارضة السورية المنضوية بـ"درع الفرات"، قد تتصاعد لتحدث تغييراً بمواقع السيطرة خاصة في بلدة تل رفعت.


ووصلت مجموعات من "الجيش السوري الحر" إلى شرقي تل رفعت، والتي كانت واحدة من أهم مواقع سيطرة المعارضة السورية بريف حلب الشمالي، قبل أن تسيطر عليها "وحدات حماية الشعب" الكردية في فبراير/ شباط الماضي، مستفيدة حينها من غطاء جوي روسي كثيف، خلال تصاعد الخلاف التركي - الروسي لذروته آنذاك، على خلفية إسقاط أنقرة للمقاتلة الروسية على الحدود السورية –التركية.

وقال القيادي المشارك بـ"درع الفرات" ضمن "الجيش السوري الحر" محمد الغابي لـ"العربي الجديد"، اليوم الإثنين، إنّ "معركتنا الآن بريف حلب الشمالي تتجه لمدينة الباب".

وتأتي هذه التصريحات، بعدما ذكر مسؤول في "الجبهة الشامية" ويدعى أبو فراس، أمس الأحد، في تصريحات لإذاعة سورية محلية، أنّه "ربما يتوقف عمل الفصائل للسيطرة على مدينة تل رفعت في ريف حلب، وتتوجه الجهود إلى مدينة الباب، وهناك تفاهمات وأمور دولية غير معلنة".


كلام المسؤول في "الجبهة الشامية"، وإن أشار إلى أنّ "الجهود تتجه للسيطرة على الباب"، لكنه لم يكشف عن فحوى "التفاهمات الدولية" التي يُرجح أنها أعاقت آمال فصائل بـ"الجيش السوري الحر" لاستعادة تل رفعت من "قسد" (قوات سورية الديمقراطية)، إذ إنّ مقاتلين بهذه الفصائل ينحدرون من مناطق بريف حلب الشمالي (منها تل رفعت)، كانت سيطرت عليها الوحدات الكردية قبل نحو 8 أشهر.

وفيما لو استمرت معارك عملية "درع الفرات" مع "قسد" قرب تل رفعت، فإنّها كانت ستكون التصعيد الأكبر للعملية العسكرية التي انطلقت في 24 آب/ أغسطس الماضي بمشاركة تركية، رغم أنّ "قسد" قد خسرت العديد من القرى التي كانت خاضعة لها خلال الشهرين الأخيرين، بريف حلب الشمالي الشرقي.

وتؤكد تصريحات المسؤولين الأتراك، وكذلك قيادات عسكرية بالمعارضة السورية، اعتزام "درع الفرات" التوجه نحو مدينة الباب، لكن ليس معروفاً حتى الآن، متى سيتم انطلاق هذه المعركة، والتي يتوقع أن تكون صعبة.

وتُعتبر مدينة الباب، المعقل الأهم لـ"داعش" بريف حلب الشرقي، وهي وإن كانت تبعد عن الرقة نحو 140 كيلومتراً (شمال غرب)، إلا أنّ التنظيم يعتبرها خط دفاع متقدمٍ عن مدينة الطبقة، شرقي الرقة بنحو 44 كيلومتراً.