فرنسا تدعو رعاياها في تونس إلى الحذر لأسباب أمنية

فرنسا تدعو رعاياها في تونس إلى الحذر لأسباب أمنية

20 أكتوبر 2016
التحذير يعود للأوضاع الأمنية بتونس وليبيا(فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -

دعت وزارة الخارجية الفرنسية، أمس الأربعاء، رعاياها المتوجهين إلى تونس أو المقيمين فيها، إلى توخي الحذر في تحركاتهم وتجنّب التجمعات والأماكن المكتظة، وذلك مباشرة بعد التمديد لحالة الطوارئ، التي أعلن عنها، أول أمس، رئيس الجمهورية التونسي، الباجي قائد السبسي.

وأكّد خبراء تونسيون أنّ "الأوضاع الإقليمية، والتطورات الأخيرة في ليبيا، هذا إلى جانب إحباط مخططات إرهابية عدّة كانت ستستهدف شخصيات سياسية ومقرات أمنية، والتمديد في حالة الطوارئ، جلّها عوامل دفعت فرنسا وقد تدفع مزيداً من الدول الأوروبية إلى دعوة رعاياها للحيطة".

وفي هذا السياق، قال الدبلوماسي السابق، عبد الله العبيدي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "التمديد في حالة الطوارئ كان بالاستناد لمعطيات أمنية وعسكرية"، مبيّناً أنّ "مجرد إعلان التمديد في حالة الطوارئ هو دعوة للتونسيين للحذر، فما بالنا بالأجانب والوافدين إلى تونس".

وأوضح العبيدي أنّ "فرنسا لديها دراية دقيقة بالأوضاع الأمنية في تونس، وذلك من خلال تمثيلياتها الدبلوماسية، واستخباراتها القوية"، مذكّراً بـ"التحذيرات والمراسلات التي سبق وأرسلتها باريس إلى تونس قبل حصول عمليات إرهابية واغتيالات سياسية".

وأكدّ أنّه "إذا تأملنا الوضع الأمني في تونس، فإننا سنلاحظ تكثيف نقاط التفتيش في أغلب المفترقات والطرقات، إضافةً إلى الحديث عن إحباط مخطط لاغتيال وزير الداخلية التونسي، الهادي مجدوب، والإيقافات التي طاولت عشرات العناصر الإرهابية، وبالتالي فإن هذه المسائل تتم قراءتها من البلدان الأجنبية، وعلى ضوئها تأتي هذه البيانات التحذيرية".

وأشار الدبلوماسي إلى أنّ "فرنسا ليست البلد الوحيد الذي حذّر رعاياه في تونس مباشرة بعد التمديد لحالة الطوارئ، بل إنّ المتأمل في مواقع عديد الدول الأوروبية، كألمانيا، يجد تقريباً التحذيرات نفسها".

بدوره، اعتبر الخبير الأمني، عليّة العلّاني، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "الوضع الإقليمي، وما تعيشه حكومة الوفاق الوطني في ليبيا من صعوبات مباشرة بعد تخلي الحرس الرئاسي عنها، فإن هذه المستجدات قد ينتج عنها مزيد من الانفلات الأمني، خاصةً على الحدود التونسية الليبية، الأمر الذي دفع فرنسا إلى المبادرة بتحذير جاليتها للاحتياط من أي تحرك، خاصةً في المناطق الساخنة في تونس".

وشدد على أنّ "التمديد في حالة الطوارئ والأخبار المتواترة التي أعلنت عنها الداخلية التونسية من إحباط مخطط كان يستهدف بعض الرموز السياسية، جلّها أسباب دفعت الحكومة الفرنسية لرفع مستوى التأهب والحذر لجاليتها في تونس".