معركة الموصل: هجوم بري وجوي ومصير مجهول يلف السكان

معركة الموصل: هجوم بري وجوي ومصير مجهول يلف السكان

الموصل

أحمد الجميلي

avata
أحمد الجميلي
بغداد

قاسم العلي

avata
قاسم العلي
17 أكتوبر 2016
+ الخط -

أوضح مسؤولون عسكريون في الجيش العراقي، لـ"العربي الجديد"، أنّ الساعات الخمس الأولى لانطلاق معركة الموصل كانت عبارة عن "جس نبض"، مؤكدين أن القصف الجوي أوقع خسائر بشرية بصفوف تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) داخل الموصل وعلى أطرافها.

وفي أول تصريح له، قال قائد عمليات الجيش العراقي في محافظة نينوى، اللواء الركن نجم الجبوري، لـ"العربي الجديد"، أن "القصف الجوي والمدفعي استهدف في الساعات الأولى مواقع التنظيم الرئيسة داخل المدينة".

بدوره، ذكر مسؤول عسكري عراقي في الفرقة 15، لـ"العربي الجديد"، أنّ "المحورين الشمالي والشرقي يشهدان معارك عنيفة للغاية، على عكس الجنوبي الذي يسيطر عليه الجيش العراقي ومليشيات الحشد"، مفسراً ذلك بوجود قوات البشمركة في محورين قريبين من الموصل بنحو 20 كيلومترا، على عكس الجنوبي الذي يبعد نحو 50 كيلومترا عن الموصل.

وأوضح المصدر ذاته أنه "تم إسكات مصادر النيران الثقيلة للتنظيم، وتدمير منصات صواريخ ومدافع ومضادات للطائرات"، مؤكداً أن "الخطة العسكرية تتميز بالمرونة وإمكانية إجراء تعديلات عليها في أي وقت، بحسب ظروف المعركة".

وفي هذا السياق، أكد مسؤولون بقوات البشمركة أن قواتهم تمكنت من استعادة السيطرة على ست قرى، أبرزها حاج أمير وباصخرة وبايه، وتقع جميعها في المحور الشرقي للموصل، على بعد نحو 22 كم عن الموصل.

في المقابل، أوضحت مصادر أخرى أن السيطرة عليها لم تتم عقب معارك بين الطرفين، وإنما انسحب التنظيم منها بدون قتال.

إلى ذلك، نجحت قوات البشمركة في إحباط هجوم بخمس سيارات مفخخة، يقودها انتحاريون هاجموا قطعاتها المتحركة على طول حاجز الصد الأمامي، في محور خازر ومخمور شمال وشرق الموصل.

من جهةٍ أخرى، أشار جهاز مكافحة الإرهاب، إلى أن "القوات المشتركة بدأت تتحرك في سهل نينوى، موضحاً أن المعركة تسير وفق المخطط لها".

وأكد في بيان له،  أنه "لا دور بري لقوات التحالف في معركة الموصل"، مشيرا إلى أنه تم تدمير خطوط دفاعية لـ"داعش".

وقد عبر التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، اليوم الاثنين، عن خشيته من معركة طويلة وصعبة في الموصل.

وقال قائد عملية "العزم التام" التي ينفذها التحالف الدولي، ستيفن تاونسند، إن جميع القوات البرية التي تشارك في معركة الموصل عراقية، مبينا أن "هذه المعركة قد تكون طويلة وصعبة".

وأوضح تاونسند، في تصريحات صحافية "من المرجح استمرار المعركة لاستعادة السيطرة على ثاني أكبر مدينة في العراق لأسابيع، وربما لفترة أطول"، مؤكدا أن العراق يتلقى دعما جويا ومدفعيا، فضلا عن المخابرات والمستشارين والمراقبين الجويين.

وأشار إلى أن السنوات الماضية شهدت اتحاد أكثر من 60 دولة لهزيمة تنظيم "داعش"، وتنفيذ عشرات الآلاف من الضربات الدقيقة لدعم القوات العراقية، وتدريب أكثر من 54 ألفا من القوات العراقية، ودعم الشركاء العراقيين في حربهم على التنظيم، مشددا على "استمرار الوقوف إلى جانب العراقيين.

وأضاف "نحن نقاتل من أجل ضمان الأمن لجميع دولنا، ونحيي شجاعة والتزام القوات العراقية بهذه المهمة، وأتمنى لهم حظا سعيدا في هذه المعركة". 

في سياق آخر، ذكرت مصادر محلية في الموصل أن 13 مدنيا قتلوا، بينهم ثلاثة أطفال وسيدة مسنة تبلغ من العمر 81 عاما، بسبب القصف الذي طاول حي الشفاء وحي الزنجيلي، شمال وشرق الموصل، بواسطة المدفعية والطيران الحربي.

ووفقا للمصادر ذاتها في مستشفى الموصل العام، فإن "القصف طاول أحياء سكنية ومقرات حكومية سابقة"، مؤكدة أن "عددا من عناصر داعش قتلوا خلال القصف نفسه".


هذا ولا يزال مصير نحو مليون وربع المليون مدني مجهولا، مع غموض يلفّ مشروع الممرات الآمنة التي أعلنت الحكومة عن تبنيه لإنقاذ المدنيين.



ذات صلة

الصورة
أبو تقوى السعيدي (إكس)

سياسة

أسفر استهداف طائرة مسيّرة مقراً لفصائل "الحشد الشعبي" يتبع لـ"حركة النجباء"، عن مقتل المسؤول العسكري للحركة مشتاق طالب علي السعيدي المكنى "أبو تقوى".
الصورة
تحقيق غزة

تحقيقات

يكشف التحقيق كيف استهدفت روبوتات إسرائيلية قاتلة مدنيين غزيين تمت عمليات تصفيتهم في مناطق مختلفة من القطاع المحاصر
الصورة
المدينة القديمة لا تزال ركاماً دون أي جهود لإعادة الإعمار (العربي الجديد)

مجتمع

لا تزال المدينة القديمة في الساحل الأيمن من الموصل، مركز محافظة نينوى العراقية، على حالها منذ تحريرها من سيطرة تنظيم "داعش" في يوليو/ تموز 2017، حيث إنها لم تتقدم على صعيد الإعمار ورفع أنقاض المنازل التي هُدمت بفعل قصف طيران التحالف الدولي.
الصورة
مشتل للأزهار على أنقاض الحرب في الموصل العراقية

مجتمع

مناظر الخراب والأماكن المدمرة التي خلفتها الحرب الأخيرة ضد تنظيم داعش الإرهابي، لم تكن عائقاً أمام طموح أهالي مدينة الموصل شماليّ العراق، لإعادة الحياة إلى سابق عهدها وإزالة الأنقاض منها.