تونس: مجلس شورى النهضة يؤكد على خيار التوافق

تونس: مجلس شورى النهضة يؤكد على خيار التوافق

16 أكتوبر 2016
الحركة تواكب التحديات الكبرى بتونس (حسام زواري/ الأناضول)
+ الخط -
تختتم حركة النهضة، اليوم الأحد، الدورة السادسة لمجلس الشورى التابع لها، بعدما أعلنت قيامها بتعديلات على النظام الداخلي للمجلس، وتجديد هياكله، وانتخاب لجان شبيهة بلجان البرلمان التونسي، ستكون مهمتها دراسة الملفات، والقضايا الكبرى في تونس، وإعداد سياسات وخيارات حركة النهضة في العديد من المجالات مستقبلا.


وتأتي هذه الخيارات الجديدة ضمن أولويات أعلن عنها، اليوم، مجلس شورى النهضة لتنظيم سير عمل الحركة، هذا إلى جانب التمسك بالتوافق من أجل تكريس الديمقراطية ولإنجاح المرحلة القادمة.

وقال رئيس مجلس شورى حركة النهضة، عبد الكريم الهاروني، في لقاء إعلامي، إن الحركة اختارت عقد هذه الدورة تزامناً مع الدورة النيابية والأحداث السياسية الكبرى التي تعيشها تونس، وخاصة اقتراب التصويت على ميزانية 2017 وما رافقها من جدل.

وأوضح الهاروني أن المجلس ارتأى تقديم الملف الوطني، وخاصة الوضع العام في تونس، والملف الاقتصادي والاجتماعي على القضايا الداخلية للحزب.

وأضاف أن هذه الدورة ستعرف تجديداً هيكلياً لمجلس الشورى، مع التأكيد على المزيد من انفتاح الحركة على النخب السياسية، وعلى العمل الديمقراطي، هذا إلى جانب تدعيم دور المرأة والشباب في الشأن السياسي والاجتماعي.

وأكد الهاروني أن هذه الدورة عززت وحدة الحركة والحوار داخلها، مبينا أنه سيتم العمل وفق قوانين جديدة ومتطورة. وشدد على أنه من مصلحة تونس أن تكون النهضة قوية، وموحدة، وفاعلة، وأن تكون أيضا لتونس أحزاب قوية قادرة على بناء الديمقراطية الحقيقية، مؤكدا أن النهضة مستعدة للتعاون مع كل القوى السياسية والاجتماعية لكي ينجح المسار الانتقالي.

وكشف الهاروني أن مجلس شورى النهضة قرّر عقد دورة استثنائية خاصة حول ميزانية 2017 وذلك لتوضيح بعض الخيارات والخطوط العامة التي تم اتخاذها، معتبرا أنه لا بد من إجراءات جريئة تتناسب والوضع الدقيق الذي تمر به البلاد، ولكنها تراعي في الوقت نفسه، تطلعات الشعب التونسي والفئات الضعيفة والشغالين.

وأضاف أن الحركة تأمل نجاح التفاوض بين الحكومة والاتحاد العام التونسي للشغل حول مقترح تجميد الزيادات في الأجور، وإيجاد حلول وسطية تراعي مصلحة الجميع.

وأكد أنه كلما تقدم الوفاق في تونس، فإن ذلك سيخدم مصلحة الجميع، وأنه رغم بعض الأصوات التي تعمل ضد التوافق، إلا أنها ستتقلص، وخاصة أن حكومة الوحدة الوطنية تجسد مستوى أرقى في هذا التوافق، وأنها جمعت 9 أحزاب و3 منظمات وطنية كبرى، وبالتالي هناك تفاؤل كبير بتغليب منطق التوافق.

وبيّن أن العلاقة بين رئيس الحركة راشد الغنوشي، ورئيس الجمهورية، الباجي قائد السبسي، هي علاقة إيجابية، وتجسد رمزاً من رموز مسار التوافق رغم محاولات البعض استهداف هذه العلاقة.



وأكد القيادي في مجلس شورى حركة النهضة، نور الدين العرباوي، لـ"العربي الجديد"، أنّ المجلس تدارس الوضع السياسي في تونس وكذلك الوضع الإقليمي في المنطقة، مشيرا إلى أنه تم التأكيد في الوقت ذاته على تمسك الحركة بخيار التوافق والعمل على تعميقه.

وقال العرباوي إن تونس مقبلة على مناقشة ميزانية 2017، وعلى العديد من الصعوبات في العام القادم، مبينا أن النهضة تعي جيداً حجم هذه الصعوبات وتدعو إلى تقاسم الأعباء كل من موقعه وإلى التضحية في هذه المرحلة الدقيقة.

وأشار المتحدث إلى أنّ مجلس شورى حركة النهضة، قرر عقد دورة استثنائية لمناقشة ميزانية 2017، والاستعداد لمؤتمر الاستثمار المزمع تنظيمه في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني، وأن هناك تأكيداً من الحركة على العمل لإنجاحه.

واعتبر العرباوي أن من بين النقاط الداخلية التي تم التطرق إليها داخل مجلس شورى النهضة، المصادقة على القانون الداخلي للمجلس، وانتخاب أعضاء ولجان المجلس، ومنها هيئة النظام والتدقيق المالي، إضافة إلى المصادقة على لائحة تجديد الهياكل الجهوية والمحلية، معتبرا أن هذا التجديد سيخدم الديمقراطية داخل الحركة.

المساهمون