السيسي يؤكد اتّصاله برئيس الوزراء الإثيوبي لاحتواء الأزمة

السيسي يؤكد اتّصاله برئيس الوزراء الإثيوبي لاحتواء الأزمة

13 أكتوبر 2016
السيسي: لا نضغط على أحد عبر دعم المعارضة(وانديمو هايلو/الأناضول)
+ الخط -
أكد الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، ما نشره "العربي الجديد" يوم 10 أكتوبر/تشرين أول الجاري، أنه تواصل مع رئيس الوزراء الإثيوبي، هايلا مريام ديسالين، وأخبره أن مصر لا تتآمر ولا تضغط على أحد.

وكان "العربي الجديد" قد نقل عن مصادر دبلوماسية، أن وزير الخارجية المصري، سامح شكري، رفع تقريراً إلى السيسي يوصي فيه أن يجري الأخير اتصالاً هاتفياً "عاجلاً" برئيس الوزراء الإثيوبي لاحتواء الأزمة المكتومة بين البلدين، بسبب الاتهامات الإثيوبية لمصر بدعم وتدريب معارضي "جبهة تحرير الأورومو"، واستدعاء السفير المصري في أديس أبابا للقاء وزير الخارجية الإثيوبي قبل 5 أيام، للاستعلام منه عن علاقة مصر بالتوتر الذي تشهده منطقة أوروميا أخيراً.

وذكر السيسي، في كلمته التي ألقاها اليوم الخميس، أمام الندوة التثقيفية الثالثة والعشرين للجيش بمناسبة ذكرى حرب أكتوبر/ تشرين أول 1973، أنّ موقفه واضح تماماً من إثيوبيا منذ كان وزيراً للدفاع، قائلاً "إننا نتمنى الخير لكم، لكن لا بد أن نحافظ على خير مصر وصالحها".

ونفى الرئيس المصري، أن تكون مصر ضالعة في أي عمل تآمري ضد إثيوبيا، أو تقدم أي دعم للمعارضة الإثيوبية.

وأضاف "عندما توليت المهمة قلت للأشقاء في إثيوبيا، دعونا نتفق لنبدأ صفحة جديدة، وأنتم تعملون على الحفاظ على مصالحكم، ونحن نعمل للحفاظ على حقنا التاريخي في مياه نهر النيل، لأن التعاون هو أفضل حل، ومصر لا تتآمر على أحد، ولا نضغط على أحد من خلال دعم أي معارضة".

وتابع "حين زرت البرلمان الإثيوبي، قلت لهم لقد اخترنا التعاون وليس المواجهة، وأنا أتحمل المسؤولية في انتهاج سياسة التعاون والسلام أمام المصريين والإثيوبيين، وأرجو أن تصل رسالتي هذه إلى الأشقاء في إثيوبيا".

ولم تعلن الرئاسة المصرية، ولا الخارجية، بشكل رسمي، عن اتصال السيسي بـ ديسالين، لكن القنوات الفضائية المصرية، أوقفت التعامل مع أي مصادر مناوئة للحكومة الإثيوبية، وكشفت مصادر إعلامية، أن هذه المقاطعة جاءت امتثالاً لتعليمات من جهات سيادية.

ويعيش أعضاء "حركة تحرير الأورومو" في مصر كلاجئين، منذ عهد الرئيس المخلوع، حسني مبارك، ولم تكن استضافتهم محل جدل بين الدولتين من قبل، نظراً لمحدودية نشاطهم وضعف تأثيرهم الإعلامي، إلاّ أن ظهور عدد منهم في القنوات المصرية بالتزامن مع التطورات الأخيرة أساء من موقف الجانب المصري.

وتشير المصادر الدبلوماسية إلى أن "هناك فزعاً في الأوساط المصرية من التأثير السلبي لهذه الاتهامات على مسار التقارب الذي يقوده السيسي في قضية سدّ النهضة"، مستطردة أنه "حتى إذا كانت أي جهة أمنية أو استخباراتية مصرية تدعم الأورومو سرّاً؛ فلم يكن من اللائق أن تمنح إثيوبيا ذرائع واضحة لاتهام مصر بذلك". 

وكان المتحدث باسم الحكومة الإثيوبية قد اتهم صراحة مصر وإثيوبيا بالوقوف خلف أعمال العنف التي شهدتها البلاد أخيراً، ودفعت الحكومة الإثيوبية إلى إعلان حالة الطوارئ 6 شهور.

ويعتقد قطاع عريض من الإثيوبيين أن مصر ضالعة في تدريب ودعم المتمردين لوجستياً على الأقل، لاستهداف استقرار إثيوبيا، وتعطيل جهودها لإنشاء سد النهضة الذي من المتوقع أن يخفض حصة مصر من المياه.

ووقعت مصر وإثيوبيا والسودان، أخيراً، عقد اختيار المكتب الاستشاري المختص بتقييم الآثار البيئية للسد.

وغيّرت مصر لهجتها الرسمية إزاء إثيوبيا بوضوح في عهد السيسي، إذ باتت تصفها بـ"الدولة الشقيقة"، كما أجرى السيسي في مارس/ آذار 2015 أول زيارة لرئيس مصري إلى أديس أبابا وألقى خطاباً أمام البرلمان الإثيوبي، نال ترحيب الإثيوبيين، واعتبره مراقبون مصريون تسليماً بواقع إنشاء سد النهضة والتأثير على حصة مصر من المياه.