ترامب يسعر "الحرب الأهلية" بين الجمهوريين ويتهم رايان بـ"التآمر"

ترامب يسعر "الحرب الأهلية" بين الجمهوريين ويتهم رايان بـ"التآمر"

12 أكتوبر 2016
تعمق الخلافات بين الجمهوريين (جيراردو مورا/Getty)
+ الخط -
يشبه إعلان مرشح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية، دونالد ترامب، الحرب المفتوحة على المؤسسة الحزبية الجمهورية "بالجيش المهزوم الذي يحاول تأمين الغطاء لانسحابه من المعركة بأقل خسائر ممكنة".

ولأن الخسائر في حملة ترامب أصبحت كبيرة جداً، مادياً ومعنوياً، اختار الملياردير النيويوركي، الذي فقد، حتى الآن، نحو مليار دولار من ثروته المقدرة بأربعة مليارات، والذي يغرق في مستنقع من الفضائح، خوض مغامرة دخوله عالم السياسة ودهاليزها حتى نهايتها التراجيدية.

وقد انفجرت "الحرب الأهلية" داخل الحزب الجمهوري على وقع تداعيات فضيحة شريط "حديث غرفة الملابس"، وبدء غرق سفينة ترامب الرئاسية، ومسارعة المرشحين الجمهوريين لانتخابات الكونغرس إلى "القفز خارج السفينة"، علّهم يحفظون مقاعدهم في مجلسي النواب والشيوخ خلال انتخابات الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، في ظل التقدم الكبير الذي تسجله مرشحة الحزب الديمقراطي، هيلاري كلينتون، في استطلاعات الرأي، وتحوّل الهم الرئيسي للجمهوريين إلى الحفاظ على الغالبية التي يحظون بها في الكونغرس.



وفي لحظة السقوط، استعاد ترامب خطاب التحريض والتهديد والوعيد، واللجوء إلى كافة الوسائل في مواجهة خصومه على كافة الجبهات.

على الجبهة الديمقراطية، هدد كلينتون بالسجن في حال فوزه بالانتخابات، وبالتحقيق في التحقيقات التي برأتها في قضية استخدام بريدها الإلكتروني الخاص عندما كانت وزيرة للخارجية، وبفتح ملفات زوجها بيل كلينتون، وعلاقته بمونيكا لوينسكي، الموظفة السابقة في البيت الأبيض، وغيرها من النساء، إذا تم تسريب تسجيلات جديدة قد تلحق أضراراً إضافية بحملته الانتخابية.

وعلى الجبهة الجمهورية، لوح بإقالة رئيس مجلس النواب، بول رايان، من منصبه بتهمة "عدم الولاء والتآمر" لصالح كلينتون مع عدد من رموز الحزب الجمهوري، فيما هدد أنصاره باللجوء إلى العنف وتظاهروا أمام مقر الحزب الجمهوري لمنع أي محاولة لتسمية مرشح جمهوري بديل.

فالصورة التي كشفت عنها الفضائح المتتالية لنجم تلفزيون الواقع، وخصوصاً موقفه من المرأة والزواج والعائلة، لا تتفق على الإطلاق مع القيم الدينية المسيحية التي يتمسك بها المحافظون المتشددون في الحزب الجمهوري. 

وإن كانت حملة ترامب حاولت "طلب المغفرة له"، لأن ما جاء على لسانه من إهانات للنساء يعود تاريخه إلى ما قبل "رحلة الإيمان" التي بدأها المرشح الجمهوري بعد "الإلهام الإلهي" له بخوض غمار السباق إلى البيت الأبيض، واستعادته من "الرئيس الأسود المشكوك بمسيحيته".

ولا يخفي الكثير من المراقبين الأميركيين تخوفهم من تداعيات خطرة في الشارع الأميركي، بعدما تجاوز خطاب ترامب التحريضي السقف المعتاد في تاريخ الانتخابات الرئاسية الأميركية.  

ومع ذلك، يبقى الخوف الأكبر من الخطر الذي يشكله جمهور من مجموعات اليمين الأميركي المتطرف عنصرياً ضد "السود واللاتينو والمسلمين واليهود"، وضد كل ما هو مغاير للثقافة المسيحية الأوروبية، بعدما وجدت هذه المجموعات العنصرية المتطرفة ضالتها في خطاب ترامب العنصري، وشخصيته النرجسية.

وبرزت النزعة العنفية لهذه المجموعات من خلال "استعراضاتها المليشيوية المسلحة"، والاعتداءات التي تعرض لها متظاهرون محتجون على الخطاب العنصري خلال مهرجانات انتخابية للمرشح الرئاسي الجمهوري خلال الأشهر الماضية.



دلالات