تونس: خبراء أمنيون يحذرون من اعتداءات محتملة

تونس: خبراء أمنيون يحذرون من اعتداءات محتملة

11 أكتوبر 2016
منظومة أمن الحدود أثبتت فعاليتها (فتحي نصري/ فرانس برس)
+ الخط -
حذّر خبراء أمنيون من تونس، من "اعتداءات محتملة" في جنوب ووسط البلاد، لا سيما في المناطق المتاخمة للجبال والغابات، كالشعانبي وسمامة بمحافظة القصرين، وورغة بالكاف بالشمال الغربي، مؤكدين أنّ الوحدات الأمنية والعسكرية متأهبة و"لكنّ اليقظة تبقى مطلوبة".

وتأتي هذه التحذيرات بعدما أكدت وزارة الداخلية التونسية، أمس الاثنين، أنّ "قوات مركز الحرس الوطني، بمنطقة خمودة من محافظة القصرين، تصدت لمحاولة مجموعة إرهابية استهداف المركز، وقد تعمدت إطلاق عيارات نارية باتجاه قوات الحرس الوطني، قبل أن تلوذ بالفرار باتجاه جبل سمامة".

وقال الخبير الاستراتيجي في الشؤون الأمنية والعسكرية مازن الشريف، لـ"العربي الجديد"، إنّه "رغم مرور المجموعات الإرهابية بحالة ضعف وانكماش في الآونة الأخيرة، إلا أنّ هذا لا ينفي محاولاتها جس النبض والقيام بعمليات كبيرة تلتقط من خلالها أنفاسها".


وأوضح الشريف أنّ "الهجوم في خمودة بالقصرين، غير مدروس وقد يكون وراءه مجرد هواة، أو خلية تحرّكت من تلقاء نفسها"، معتبراً أنّ هذه الخلايا ليست لها القوة والدعم الكافي.

وأكد أن اليقظة الأمنية تبقى مطلوبة والعمل الاستخباراتي والأمني يجب أن يستمر، مضيفاً أنّ "تراجع هذه الخلايا يكون أحياناً خياراً تكتيكياً بهدف الاختفاء والتحضير لعودة قوية".

وقال رئيس المركز التونسي لدراسات الأمن الشامل، العميد السابق بالجيش الوطني مختار بن نصر، لـ"العربي الجديد"، إنّ المناطق الجبلية بسمامة وبالقرب من المناطق العسكرية شهدت في الآونة الأخيرة غارات عسكرية استهدفت مخابئ تتحصن بها جماعات مسلحة.

وأضاف أنّ تونس تعيش منذ فترة حالة من الطوارئ، وهو ما يعني أنّ انتباه القوى الأمنية مطلوب في هذه المناطق وغيرها من الخطوط، حيث "محاولات الاعتداءات قد تتواصل".

واعتبر بن نصر أنّ "العناصر الإرهابية كانت تحاول ترصد الوحدات الأمنية، وتتحيّن الفرص لشن هجمات"، مشيراً إلى إلقاء القبض على عدد منهم.



ومن جهته، حذر الخبير الأمني، العميد السابق بالحرس الوطني علي زرمدين، من أنّ الخطر قائم نظراً إلى الوضع الدقيق في المنطقة ككل، لا سيما المتأزم في ليبيا، والقادم من المناطق الجبلية المحيطة بالجزائر، وبالوضع الإقليمي بشكل عام.

ورأى زرمدين لـ"العربي الجديد"، أن المنظومة الأمنية على الحدود، والتي تم تركيزها منذ سنوات، "أثبتت فاعليتها"، لافتاً إلى مراجعة تأمين المقرات الأمنية والتنسيق وحماية المراكز المتقدمة التي تقع على خط النار.

ولاحظ زرمدين توفر الإرادة السياسية لحماية النقاط الحساسة والمراكز الأمنية بالقرب من خطوط المواجهات، والتي تعتبر أكثر تهديداً من غيرها، نظراً لتحصّن عناصر مسلحة بالقرب منها، مؤكداً أنّ هذه النقاط أصبحت مؤمنة أكثر وسط يقظة مستمرة.

وأضاف أنّ المخططات الأمنية التي تم وضعها من قبل السلطات ساهمت في الحد من المخاطر الممكنة، وإحباط عدد من الهجمات، ولكن هذا لا ينفي أنّ استهدافها يبقى ممكناً، "ما يتطلب مزيداً من اليقظة وتطوير الأداء الأمني"، بحسب قوله.



دلالات