البشير يعلن تمديد وقف إطلاق النار ويمد يده للرافضين

البشير يعلن تمديد وقف إطلاق النار ويمد يده للرافضين

10 أكتوبر 2016
وصل الرئيس الموريتاني إلى الخرطوم للمشاركة في الجلسة الختامية(الأناضول)
+ الخط -

أعلن الرئيس السوداني، عمر البشير، اليوم الاثنين، تمديد وقف إطلاق النار بمسارح العمليات في درافور ومنطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان حتى نهاية العام، وجدد دعوته للقوى الرافضة لعملية الحوار إلى الاتحاق والتوقيع على الوثيقة الوطنية التي خرجت عن عملية الحوار.

واختُتمت في الخرطوم، اليوم، فعاليات مؤتمر الحوار الوطني بمشاركة نحو 99 حزباً سياسياً و34 حركة مسلحة، جميعها منشقة عن الحركات الرئيسية التي تقاتل الحكومة في مناطق النزاع، وقاطتعها جميع القوى المعارضة الرئيسية، باستثناء المؤتمر الشعبي، فضلا عن الحركات المسلحة الدارفورية الرئيسية والحركة الشعبية- قطاع الشمال.

وشارك في احتفالات المؤتمر العام للحوار رؤساء مورتانيا محمد ولد عبد العزيز، والرئيس التشادي إدريس ديبي، والرئيس اليوغندي يوري موسفيني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، فضلا عن الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، وممثلون عن دول الصين وروسيا وإثيوبيا. وغاب رئيس الوساطة الأفريقية لحل أزمات السودان، ثامبو امبيكي، ومسؤولي الأمم المتحدة والدول الغربية التي لم ترسل أية وفود. كما كان رئيس جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، أبرز الغائبين عن الفعالية.

وتسلم الرئيس السوداني عمر البشير الوثيقة الوطنية وتوصيات الحوار خلال الاحتفال تمهيداً لتنفيذها.

وأكد البشير، لدى مخاطبته الجلسة الختامية لمؤتمر الحوار اليوم، أنه بالتوقيع على الوثيقة الوطنية من قبل الأطراف المشاركة في الحوار انغلق الباب تماما أمام عملية توظيف العنف في العمل السياسي. وأشار إلى أنها أصبحت ملكاً للسودانيين ليعملوا على حمايتها، مؤكداً أنها ستكون متاحة للقوى المعارضة والحركات المسلحة للتوقيع عليها.

وقطع البشير بالتزامه اتخاذ كافة الإجراءات المطلوبة لتنفيذ مخرجات الحوار، عبر إجراء التشاور للتوافق حول تكوين آلية تنفيذ توصياته وبناء استراتيجية قومية لإصلاح الدولة والحكم وسن التشريعات، فضلا عن تكوين آلية قومية لوضع دستور دائم للبلاد.

إلى ذلك، طالب الرؤساء الأربعة الذين شاركوا في الجلسة بانتهاج الحوار كمبدأ وخيار لحل النزاعات الداخلية في الدول الأفريقية، وأشادوا بالحوار الوطني السوداني، مشددين على أهمية شموليته.

وأعلن الرئيس المصري استعداد بلاده للوساطة بين الفرقاء السودانيين لتحقيق الاستقرار وإلحاق القوى المعارضة المسلحة والسلمية بعملية الحوار وإقرار السلام في السودان. وأشار إلى دعم مصر جهود الوساطة الأفريقية لإيجاد مجال سياسي أوسع وإلحاق القوى الممانعة، بينها الحركات المسلحة السودانية بالحوار.

من جانبه، أكد الرئيس اليوغندي استعداد كمبالا لدعم عملية السلام في السودان لما في ذلك مصلحة في استقرارها، مشيرا إلى تضرر بلاده سلبيا بالحرب في السودان.

وطالب الأمين العام للجامعة العربية القوى السودانية الممانعة للحوار بما فيها الحركات المسلحة إلى إعادة النظر في موقفها واللحاق بعملية إقرار الدستور وعمليات الإصلاح المرتقبة. ودعا الدول العربية التي فيها احتراب إلى انتهاج مبدأ الحوار كخيار وحيد لحل نزاعاتها أسوة بالخرطوم.

وقبيل ختام عملية الحوار، دعت قوى غربية، بينها الولايات المتحدة، الحكومة في الخرطوم إلى اعتبار عملية الحوار خطوة أولى تتبعها مرحلة ثانية يتم من خلالها إشراك القوى المعارضة، لا سيما الحركات المسلحة الدارفورية والحركة الشعبية وحزب الأمة بقيادة الصادق المهدي، وقوى معارضة أخرى لم تشارك في الحوار الوطني.

في هذا السياق، قالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن "الحكومة السودانية أبدت مرونة بفتح حوار مع القوى الممانعة، عقب اكتمال عملية الحوار الحالي من خلال استيعاب تحفظات هذه القوى، وملاحظاتها حول الوثيقة الوطنية والتوصيات، بعد ضغط دولي وإقليمي مورس على الحكومة السودانية". وأشارت إلى أن "جولة جديدة من الحوار ستبدأ خلال الفترة المقبلة".

وأحدث انضمام تحالف "قوى المستقبل للتغيير"، برئاسة غازي صلاح الدين، وهو تحالف يضم أربعين حزباً، للحوار الحالي في ساعاته الأخيرة، انشقاقاً داخل التحالف، إذ آثر بعض المنضوين فيه الانسحاب رفضا لخطوة الانضمام للحوار. بينما أعلن قسم آخر عدم المشاركة في الجلسة الختامية لمؤتمر الحوار اليوم في العاصمة الخرطوم. وكان بين هؤلاء حركة الإصلاح الآن بزعامة غازي صلاح الدين.