تونس تحيي الذكرى 31 لمجزرة "حمام الشط"

تونس تحيي الذكرى 31 لمجزرة "حمام الشط"

01 أكتوبر 2016
تنديد تونسي بجرائم الاحتلال الإسرائيلي (فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -
تحيي تونس، اليوم السبت، ذكرى المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل في ضاحية حمام الشط عام 1985، وذهب ضحيتها 68 شهيداً وحوالي 100 جريح من الفلسطينيين والتونسيين.

واستهدف الاحتلال الإسرائيلي، صبيحة الأول من أكتوبر/تشرين الأول عام 1985، مقر القيادة العامة "لمنظمة التحرير الفلسطينية" في حمام الشط بتونس، في عملية غادرة أطلق عليها اسم "الساق الخشبية"، ما أسفر عن سقوط ضحايا وتدمير عدد من المنازل في المنطقة.

وتحيي، مساء اليوم، عدد من الجمعيات التونسية، وهي جمعية "فداء"، وجمعية "أحباء بيت المقدس"، وجمعية "شباب الأقصى"، وجمعية "أنصار فلسطين"، في شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة تونس، الذكرى الـ31 لمجزرة حمام الشط، التي تتزامن مع ذكرى الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وذكرى استشهاد محمد الدرّة.

ويتذكر التونسيون تفاصيل الاعتداء، الذي جاء بسرب من الطائرات الإسرائيلية عن بعد حوالي سبعة آلاف كيلومتر، إلى ضواحي العاصمة تونس، مستهدفاً القيادة الفلسطينية، ما أسفر عن سقوط 68 شهيداً وأكثر من مائة جريح.

وبحسب ما تسرب حينها، فإن إسرائيل كانت تستهدف الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات والقوة (17)، التي كانت موجودة في المدينة.

واستبق سرب من الطائرات الإسرائيلية، تدعمه من ارتفاع مغاير طائرات أخرى، نشر (مناطيد حرارية) في الجو، تحسباً لردود الدفاع الأرضي المضاد للطائرات، ثم أغارت على مقر قيادة الفلسطينيين بحمام الشط، وقذفت الدفعة الأولى من قنابلها المبيدة، ثم أغارت مجدداً وقامت بقصف بقية الأهداف، قبل أن تغادر بسرعة في اتجاه البحر.

وأكّد فلسطينيون وقتها، أن إسرائيل استعملت في غارتها القنابل الفراغية الممنوعة دولياً، إذ تحدث عند انفجارها خللاً قوياً جداً في توازن التركيبة الهوائية والمغناطيسية للفضاء، وتجرف حول محور سقوطها كل المباني مؤدية إلى انهيارها.

وروى مسؤولون فلسطينيون، أن "الزعيم عرفات نجا بأعجوبة من الموت، إذ كان قد غادر منزل المسؤول الفلسطيني، حكم بلعاوي، في حدود الثالثة فجراً، باتجاه حمام الشط، بعد سلسلة من الاجتماعات الطويلة إثر عودته من المغرب، وكانت سيارات الموكب الفلسطيني تسير بالفعل في اتجاه المقر بحمام الشط، غير أن عرفات غيّر برنامجه في آخر لحظة، وقرر ألا يبيت ليلته هناك، لينجو بأعجوبة من موت محقق".

وأضاف المسؤولون "المبنى جرى تدميره بالكامل، وإسرائيل كانت تستهدف عرفات بالتأكيد، ولكنها كانت تستهدف كامل القوة 17، التي تتهمها إسرائيل بتنفيذ عملية لارناكا، وقتل ثلاثة جواسيس إسرائيليين".

وامتنعت واشنطن عن استخدام حق النقض لأول مرة في تاريخ دعمها للكيان الإسرائيلي، وصدر القرار الأممي رقم 573 بإدانة العدوان.

تونسياً، كان الرد الرسمي والشعبي مؤثراً، إذ خرجت تظاهرات في كل المدن التونسية منددة بالاعتداء، وهدد الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة بقطع العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية، إذا قامت باستخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لعرقلة إدانة إسرائيل، وبالفعل امتنعت واشنطن عن ذلك لأول مرة في تاريخ دعمها للكيان الصهيوني.