اجتماع الوزراء العرب: الإجماع صعب والتضامن مع السعودية مضمون

اجتماع الوزراء العرب: الإجماع صعب والتضامن مع السعودية مضمون

10 يناير 2016
تكمن أهمية هذا الاجتماع باتخاذ موقف واضح(فايز نورالدين/فرانس برس)
+ الخط -
يأتي انعقاد الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، اليوم الأحد، ببند واحد وحيد تقريباً، هو الاشتباك الإيراني السعودي وسعي الرياض إلى كسب أوسع تأييد عربي ممكن لموقفها ضد طهران. ودعت الرياض لطلب عقد اجتماع وزاري عربي عاجل لإدانة الانتهاكات الإيرانية لحرمة سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد الإيرانية، وإدانة التدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية الداخلية.

وتؤكد مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد" تعويل المملكة على هذا الاجتماع لاتخاذ موقف عربي واضح وحاسم إزاء التدخل الإيراني في شؤون العديد من دول المنطقة العربية، خصوصاً أنّ العديد من هذه الدول عبّرت بالفعل عن مواقفها إزاء الاعتداء الإيراني على سفارة السعودية وقنصليتها على خلفية إعدام المملكة 47 شخصاً. وبعدما قطعت الرياض علاقاتها الدبلوماسية مع طهران، توالت قرارات كل من البحرين والسودان وجيبوتي وجزر القمر بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، كما قررت الإمارات تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي مع طهران، فيما استدعت كل من الكويت وقطر سفيريهما في إيران احتجاجاً على مهاجمة المقار الدبلوماسية السعودية.

وعلى الرغم من تباين المواقف العربية تجاه العلاقات مع إيران وتصعيدها الحالي مع السعودية، تتوقّع المصادر نفسها أن يخرج عن الاجتماع الوزاري بيان يدين الانتهاكات الإيرانية لحرمة سفارة المملكة في طهران، وقنصليتها في مشهد الإيرانية، وإدانة التدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية الداخلية.

كما أنّه من المنتظر مطالبة طهران بالالتزام بسياسة حسن الجوار، واحترام سيادة دول المنطقة، وتحميلها مسؤولية حماية المقار الدبلوماسية، وفقاً لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961، وضرورة احترام الجمهورية الإيرانية مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية.

وتعتبر هذه المصادر أنّ قرار بعض الدول العربية قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، هو قرار سيادي يعود إلى كل دولة، ورغبتها إزاء هذا التصعيد، فيما يستعرض الاجتماع الوزاري مطالب السعودية والدول العربية في هذا الشأن، ليخرج بموقف عربي جماعي، أو شبه جماعي إزاء التدخلات الإيرانية وعدوانها على المقار الدبلوماسية.

اقرأ أيضاً: التوتر السعودي الإيراني محور اجتماعي الرياض والقاهرة

ودان الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، أخيراً، الاعتداء الذي تعرضت له سفارة السعودية في طهران، وقنصليتها في مشهد، معتبراً ذلك انتهاكاً صارخاً للمواثيق والأعراف الدولية. وأكد العربي على دعم الجهود التي تبذلها السعودية لمكافحة الإرهاب، وإرساء الأمن والاستقرار في المملكة والمنطقة. وذكّر الأمين العام بقرارات الجامعة العربية بشأن مكافحة الإرهاب، والتزام الدول العربية باتخاذ إجراءات جماعية "لمكافحة جميع أعمال الإرهاب وممارساته بكافة أشكالها ومظاهرها، وأياً كان مرتكبوها، وحيثما ارتكبت وأياً كانت أغراضها".

ويطالب عدد من الدبلوماسيين العرب بضرورة اتخاذ موقف عربي موحد. ويقول عدد منهم في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إنّه "يجب دعم موقف السعودية في موقفها المعبّر عن الإرادة العربية، خصوصاً أنّ المملكة لا ترغب في التصعيد ضد إيران، ولكن ما يفعله العالم العربي ردة فعل تجاه تدخل إيراني سافر في المنطقة ظهرت نتائجه بقوة في الأزمة السورية واليمنية وفي العراق".

ويضيف هؤلاء أنّه "أصبح لإيران مليشيات عسكرية في هذه الدول إلى جانب حزب الله في لبنان الذي لا يقيم اعتباراً للدولة اللبنانية". ويرى أحد الدبلوماسيين العرب أنّ الاجتماع بمثابة فرصة للتأكيد على أنّ التدخل الإيراني في الشأن العربي، بات خطّاً أحمر لن يسمح به مرة أخرى، في الوقت الذي تحتاج فيه الدول العربية إلى فترة زمنية لمواجهة الوجود الفعلي لإيران في أزمات المنطقة.

اقرأ أيضاً: "النأي بالنفس" اللبناني ينعكس باجتماع وزراء الخارجية العرب غداً

المساهمون