لبنان: سجالات وحوارات على حساب الشغور الرئاسي

لبنان: سجالات وحوارات على حساب الشغور الرئاسي

25 يناير 2016
سجال إعلامي بين بري وجعجع حول الملف الرئاسي(فرانس برس)
+ الخط -
يطغى التفاهم بين الزعيمين المسيحيين، رئيس "تكتل التغيير والإصلاح"، النائب ميشال عون، ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، على المشهد السياسي اللبناني، منذ أسبوع، وذلك عقب ترشيح الأخير الأول لرئاسة الجمهورية (المنصب الشاغر منذ مايو/أيار 2014)؛ خالطاً بذلك الأوراق والتحالفات السياسية والانتخابية في فريقي (8 آذار) و(14 آذار)، خصوصاً في ظل استمرار دعم زعيم "تيار المستقبل"، سعد الحريري، لترشيح حليف النظام السوري النائب سليمان فرنجية للرئاسة.

وآخر تداعيات تقارب عون ـ جعجع، جاءت في سجال إعلامي بين جعجع ورئيس مجلس النواب، نبيه بري، في جملة ردود وردود مضادة حول الملف الرئاسي.

فبعد أن تساءل جعجع، قبل أيام، عن سبب عدم ضغط "حزب الله" على حلفائه لانتخاب عون رئيساً للجمهورية، ردّ بري بسؤال آخر، خلال حديث صحافي، قائلاً "هل يريدون من حزب الله أن يضع مسدساً أو بندقية أو صاروخاً في رأس فرنجية وبري لينتخبا مرشحاً بعينه؟". فردّ جعجع، في تغريدة من حسابة على موقع "تويتر" بسؤال آخر: "إذاً على أي أساس ميشال عون هو مرشح 8 آذار"؟ فجاء جواب بري "على أسس ترشيحك من 14 آذار عينها".

وعلى الصعيد الرئاسي أيضاً، برز الموقف الصادر عن مستشار عون، نائب رئيس المجلس النيابي السابق إيلي الفرزلي، الذي قال إنّ "الغاية الرئيسية من كل الحراك السياسي تهدف إلى دك العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحر".

يأتي هذا القلق، الذي أعرب عنه الفرزلي ليفرمل الاندفاعة السياسية التي قام بها عون خلال الأسبوع الماضي، في إطار عمله على تسويق نفسه بين المكوّنات اللبنانية بعد نيله دعم خصمه المسيحي الأول في المعركة الرئاسية.

ولفت الفرزلي، إلى أنّ "بري، كزعيم سياسي، بصدد دراسة دعم جعجع لعون كزعيم سياسي"، مضيفاً أنّ العلاقة بين حزب وبري "تشكل أمناً استراتيجياً"، في إشارة واضحة إلى أنّ "حزب الله" لن يقوم بأي ضغط على بري في الملف الرئاسي للسير في دعم عون والتصويت له.

وبينما من المتوقع أن تستمرّ هذه السجالات بين الأفرقاء بانتظار موعد جلسة انتخاب الرئيس المقرر عقدها في الثامن من فبراير/شباط المقبل، يعقد "حزب الله" و"تيار المستقبل"، مساء اليوم، الجلسة الثالثة والعشرين للحوار الثنائي بينهما برعاية بري.

ولفت التصريح الصادر عن عضو كتلة "المستقبل"، النائب أحمد فتفت، الذي تساءل عن جدوى هذا الحوار في ظل استمرار الحزب في تعطيل الانتخابات الرئاسية وموقفه من إخلاء سبيل مستشار الرئيس السوري، الوزير اللبناني السابق ميشال سماحة، المتهم بنقل متفجرات من سورية إلى لبنان بهدف الإعداد لتفجيرات واغتيالات سياسية.

وقال فتفت، إنه "لم يعد هناك فعلاً أي معنى للحوار لكونه لم يعد منتجاً على أي صعيد"، مشيراً إلى أنّ "إيران لا تريد رئيساً لأسباب إقليمية وحزب الله لا يريد رئيساً لأسباب إقليمية وداخلية، وبدأ يتصرف كأنه الحزب الوحيد الحاكم في البلد يهدد ويفرض سياسته الخارجية".

وكان السجال بين "المستقبل" و"حزب الله"، على خلفية إطلاق سراح سماحة، قد هدأ الأسبوع الماضي بعد جلسة الحوار بينهما، بينما من المفترض أن تقود التهدئة الكلامية بين الطرفين إلى تمرير جلسة مجلس الوزراء المقرر عقدها الخميس، حيث يجري العمل على حلّ العقبة الأساسية المتمثلة بإقرار التعيينات الأمنية. في حين من المقرر أيضاً عقد جلسة لهيئة الحوار الوطني، يوم الأربعاء المقبل، برعاية بري أيضاً.

اقرأ أيضاً: انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية ينتظر موقف "حزب الله"