ترقب في السعودية بعد إعدام 47متهماً بينهم نمر النمر

ترقب في السعودية بعد إعدام 47متهماً بينهم نمر النمر

02 يناير 2016
من احتجاجات شهدها اليمن عند صدور الحكم ضد النمر(Getty)
+ الخط -
نفّذت المملكة العربيّة السعوديّة اليوم أحكاماً بالإعدام في حق 47 شخصاً متهماً بقضايا تتعلق بالإرهاب، بحسب بيان أصدرته وزارة الداخلية، وتم تنفيذ الأحكام في مناطق سعودية مختلفة شملت مكة والرياض والمنطقة الشرقية، والباحة وعسير والجوف والحدود الشمالية والمدينة المنورة وحائل وتبوك.

وجاء في بيان وزارة الداخلية السعودية، بأن المتهمين الذين نُفذت بهم أحكام الإعدام اليوم، قد أدينوا باعتناق المنهج التكفيري، والترويج له، وتنفيذ مخططات إجرامية باستهداف منشآت مدنية وعسكرية، بالإضافة إلى محاولة نشر الفتنة، وضرب الاقتصاد الوطني، ونشر الفوضى والاضطراب في المملكة، والإساءة لعلاقتها الدولية من خلال استهداف أجانب.

اقرأ أيضا: السعودية: إعدام 47 من بينهم نمر النمر وفارس الشويل

تحضير إعلامي

وتم التمهيد للحدث الاستثنائي في المملكة مبكراً، إذ أنها المرة الأولى التي يتم فيها تنفيذ أحكام إعدام بهذا العدد والتزامن خلال العقود القليلة الماضية، بالإضافة إلى أنها أول أحكام إعدام تنفذ في حق منتمين لتنظيم "القاعدة"، بعد موجهة الإرهاب التي ضربت المملكة ما بين 2003 2006.

كما أن الإعدامات شملت رجل الدين الشيعي نمر النمر، مما يضيف الكثير من الحساسية على الموضوع، في وقت تتعرض فيه المملكة لانتقادات واسعة حول سجلها في حقوق الإنسان، وتزايد تنفيذها لأحكام الإعدام خلال السنوات القليلة الماضية.

ومهدت السلطات السعودية لهذه اللحظة منذ أشهر، من خلال تسريب الخبر عبر وسائل إعلام محلية مختلفة، ثم نشر فيلم وثائقي، مكون من ثلاثة أجزاء، حمل عنوان "كيف واجهت السعودية القاعدة؟" وأخيراً، إطلاقها حملة تلفزيونية نفذت الأسبوع الماضي، بالتزامن في قنوات مختلفة، وكان عنوان الحملة "تطبيق الحدود أمن ورحمة"، وتم تغطية الحملة بالتزامن في وسائل التواصل الاجتماعي.

مسارات متوقعة

وهناك ثلاثة مسارات متوقعة لردود الأفعال على تنفيذ أحكام الإعدام التي تم تنفيذها: الأول دولي يتعلق بانتقاد زيادة الإعدامات المنفذة في المملكة خلال السنوات الماضية، وهو ما كررت الحديث عنه منظمة العفو الدولية و"هيومن رايتس ووتش" ومنظمات حقوقية أخرى، بالإضافة إلى انتقادات قد تتعلق بالجهاز القضائي السعودي.

ورد الفعل الثاني يأتي من تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب"، حيث هدد التنظيم قبل أسابيع، وتزامناً مع التسريبات حول القرار السعودي بتنفيذ الإعدامات، بأنه سينتقم لمن أطلق عليهم تعبير "أسرى" لدى السعودية.

أما رد الفعل الثالث فيتعلق ببعض المناطق شرقي المملكة، كالقطيف، والعوامية، والتي يتوقع أن تجتاحها احتجاجات على إعدام النمر.

النمر والشويل

ويعد نمر النمر، وفارس الشويل، أبرز الأسماء التي تم تنفيذ أحكام الإعدام في حقها اليوم.

والنمر رجل دين شيعي، عُرف بانتقاداته المتكررة للحكومة السعودية، والتي تسببت باعتقاله بشكل متكرر منذ 2006، حتى اعتقل في 2012 وتم اتهامه بمقاومة رجال أمن، وتتهمه السعودية بنشر الفوضى والفتنة في شرقي البلاد، حيث نشرت الداخلية صورة نمر النمر مصطدماً بحائط جراء المطاردة، وصورة أخرى لنمر مضرجاً بدمائه، كنتيجة لتبادل لإطلاق النار، تقول الداخلية السعودية بأنه نتج عن محاولة طرف ثالث التدخل في المطاردة لصالح النمر، ولكنه أصيب جراء ذلك.

عُرف النمر بانتقاداته العنيفة لوزارة الداخلية السعودية، ووقف ضد دخول قوات درع الجزيرة إلى مملكة البحرين سنة 2011، كما دافع لاحقاً عن المحتفلين بوفاة وزير الداخلية السعودي الراحل نايف بن عبد العزيز، وتتهمه السعودية بأنه صاحب دعوات انفصالية في المنطقة الشرقية، حيث جاء في مسببات الحكم بأنه يطالب بـ"استقلال العوامية" وإسقاط الدولة، وبأنه يسعى إلى "نشر الفتنة والفوضى" وأنه "خارج على ولي الأمر".

أما فارس الشويل، فيعتبر من أبرز منظري "القاعدة" في السعودية في فترة 2003 و2006، حيث كانت يكتب باسم "أبو جندل الأزدي"، ونشر عدة كتب تبرر استهداف رجال الأمن السعوديين، من أبرزها كتاب "الباحث عن حكم قتل أفراد وضباط المباحث" وكتاب "تحريض المجاهدين الأبطال على إحياء سنة الاغتيال" بالإضافة إلى عشرات الرسائل والخطب.

وتتهمه السعودية بأنه خارج على الدولة، ويسعى إلى نشر الفتنة والفوضى، بالإضافة إلى مشاركته في تدريبات على عمليات إرهابية، وتقديم الدعم لمنفذي عمليات إرهابية، وإيواء بعضهم، والتخطيط لاغتيال وزير الداخلية السعودي آنذاك، الأمير نايف بن عبد العزيز.

متهمون آخرون

وذكر بيان وزارة الداخلية في تسبيب عمليات الإعدام اليوم، الجرائم المنسوبة إليهم بشكل مجمل، وهنا بعض التفاصيل عن شخصين آخرين تم تنفيذ حكم الإعدام بحقهم وهما، نمر سهاج زيد الكريزي، وحمد بن عبد الله إبراهيم الحميدي، والأول هو قائد "عملية الخُبر" في 29 مايو/ أيار 2004، حيث قاد مجموعة من أربعة عناصر قاموا باستهداف مقر شركة هلبيرتون الأميركية النفطية ومجمع الحزم السكني، مما أدى إلى مقتل 22 شخصاً وأحد المهاجمين.

أما الحميدي فهو متهم بأنه أحد منظري "القاعدة" ممن يعتنقون أفكاراً تدعو إلى إسقاط الدولة وتبرير عمليات عنف، وينظر إليه باعتباره بأهمية علي الخضير وناصر الفهد وأحمد الخالدي، أبرز منظري "القاعدة" في موجة 2003.

اقرأ أيضاً: "الحوثيون" يتظاهرون أمام السفارة السعودية بصنعاء دعماً للشيخ النمر

المساهمون