السويد "تتراجع" عن الاعتراف باستقلال الصحراء

السويد "تتراجع" عن الاعتراف باستقلال الصحراء

15 يناير 2016
قرار السويد جاء بعد أزمة دبلوماسية مع الرباط (Getty)
+ الخط -
بعد توتر طاول العلاقات الدبلوماسية بين المغرب والسويد، في الفترة الأخيرة، بسبب تواتر أخبار عن اعتزام ستوكهولم الاعتراف بما يسمى الجمهورية الصحراوية، عادت الحكومة السويدية لتعلن عن رفضها التوجه نحو الإقرار باستقلال الصحراء.

وأورد التلفزيون السويدي أن الحكومة ارتأت عدم الاعتراف باستقلال الصحراء، كما تطالب بذلك جبهة البوليساريو، ويرفضه المغرب الذي قدم مقترحاً بإرساء الحكم الذاتي في المنطقة، كحل متفاوض بشأنه بين جميع الأطراف، يروم تجاوز الصراع الذي عمر منذ سبعينيات القرن الماضي.

وبحسب القناة السويدية، فإن وزيرة الخارجية، مارغو فالستروم، ستصدر بيانا في الأيام المقبلة تكشف فيه دواعي القرار، خاصة بالنسبة للشروط القانونية والجيوسياسية التي تحكم اعتراف السويد بالدول ذات السيادة، خاصة تحديد الأرض، وعدد السكان، وغيرها من مقومات الدولة.

وتحدث التلفزيون السويدي عن الجدل الذي أثاره موقف الحزب اليساري الحاكم في البلاد بشأن اعتزام الحكومة الاعتراف بالجمهورية الصحراوية، الشيء الذي أفضى إلى غضب مغربي عارم، رسميا وشعبيا، حيث هددت الرباط بمقاطعة البضائع السويدية، كما انتقلت إلى السويد وفود حزبية عديدة لمناقشة الأمر.

وأبرز المصدر ذاته أن قرار التراجع عن الاعتراف باستقلال الصحراء قد يعود إلى حرص السويد على ضمان استمرارية العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين، وخاصة أن عددا من المشاريع الكبيرة للسويد تحتضنها الأراضي المغربية، علاوة على المكانة الرئيسية التي تحظى بها المملكة في العالم العربي.

قرار التراجع عن الاعتراف بالجمهورية الصحراوية، وإن جاء من خلال التلفزيون السويدي، لقي ردود فعل متباينة سواء في المغرب أو من قبل البوليساريو، أو حتى داخل السويد، حيث إن الحزب الاشتراكي الديمقراطي المساند للبوليساريو وصف القرار بأنه ينم عن خضوع ستوكهولم للرباط.

وفيما أعربت جبهة البوليساريو عن خيبة أملها من تراجع السويد عن الاعتراف بحق "الشعب الصحراوي في تحقيق مصيره"، أكدت أحزاب مغربية شاركت في الوفد الذي زار السويد قبل أسابيع خلت، بأن الرجوع إلى الحق فضيلة، مشيرة إلى دور الدبلوماسية الموازية التي قامت بها الرباط، وكان من نتائجها إحداث شرخ داخل اليسار السويدي بشأن موقفه من الصحراء.

وكانت الرباط قد حشدت عدداً من الأحزاب التي أجرت اجتماعات طارئة لتوحيد مواقفها إزاء المستجدات، فيما سافر زعماء أحزاب يسارية إلى ستوكهولم للتباحث مع نظرائهم السويديين، في موازاة خروج أكثر من 40 ألف متظاهر مغربي للاحتجاج، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أمام السفارة السويدية في العاصمة الرباط.

اقرأ أيضاً: صدام سويدي ـ مغربي بسبب الصحراء الغربية

المساهمون