العراق: المليشيات تصعّد انتهاكاتها في ديالى

العراق: المليشيات تصعّد انتهاكاتها في ديالى

13 يناير 2016
المليشيات تواصل حملة طائفية بمحافظة ديالى (الأناضول)
+ الخط -

تصعّد المليشيات الطائفيّة من انتهاكاتها الخطيرة، في محافظة ديالى الحدوديّة مع إيران، على الرغم من محاولات جهات سياسيّة الوصول إلى تهدئة للوضع المتأزّم في المحافظة.

ففي الوقت الذي وصل فيه رئيس البرلمان، سليم الجبوري، إلى ديالى، عقب قطع زيارته لبيروت، قصفت المليشيات بلدة السعديّة، شمال شرقي المحافظة، الأمر الذي أجبر الأسر العائدة إلى البلدة على النزوح منها مجدّداً.

وقال مصدر محلّي في المحافظة لـ"العربي الجديد"، إنّ "المليشيات قصفت، اليوم، المنازل السكنية للأسر التي عادت أخيراً إلى بلدة السعديّة، شمال شرقي ديالى، الأمر الذي تسبب في سقوط عدد من القتلى والجرحى لم يعرف عددهم بعد"، مبينا أنّ "مليشيات الحشد الشعبي، نفّذت على الفور حملة دهم في المنطقة، على اعتبار أنّها مسؤولة عن الملف الأمني، وتتابع الجهات التي قصفت المنطقة بقذائف الهاون".

وأضاف المصدر ذاته، أنّ "القصف وعمليات التفتيش أثارت فزع الأهالي، الذين جمعوا أمتعتهم، محاولين الخروج من البلدة والتوجه إلى إقليم كردستان".

اقرأ أيضاً: العراق: مليشيات تقتل مدنيين وتحرق مساجد بديالى

من جهته، حذّر مجلس عشائر محافظة ديالى، من "تجاهل الحكومة للمحافظة، وتركها فريسة بيد المليشيات التي تعمل نهاراً جهاراً على ضرب أبناء مكون بعينه".

وقال عضو المجلس، الشيخ هذّال النداوي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المحافظة تمر اليوم بأخطر مرحلة سياسية وأمنية"، وأضاف أنّ "المليشيات ترتكب انتهاكات يوميّة ومستمرة وبوضح النهار، تقصف وتقتل وتخطف وتفجّر المساجد، في محاولة لإشعال فتيل حرب طائفيّة قد تأتي على المحافظة كلها".

وانتقد عضو المجلس، "العجز الحكومي الواضح، عن مواجهة المليشيات ووضع حد لانتهاكاتها"، وأوضح أنه "في المحافظة لم نر أي تدخّل من قبل حكومة العبادي، ولا حتى بيان استنكار لتلك الانتهاكات، كما أنّ الحكومة المحليّة والأجهزة الأمنيّة في المحافظة، تقف موقف المتفرج وكأن الموضوع لا يعنيها، وتترك أبناء المحافظة يواجهون مصيرهم بأنفسهم".

وحذّر النداوي، من "خطورة الوضع، بعد أن بلغ ذروته، نتيجة التصعيد الطائفي للمليشيات، ما ينذر بتداعيات وخيمة".

وقال عن تداعيات الأوضاع مستقبلاً، إن "المليشيات لن تتراجع من دون جر المحافظة إلى أتون حرب طائفيّة"، مناشداً المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان "التدخّل لتدارك الموقف قبل انهياره بشكل كامل".

اقرأ أيضاً: بغداد تخشى موجة عنف جديدة يقودها "داعش"

في غضون ذلك، وصل رئيس البرلمان، سليم الجبوري، إلى محافظة ديالى، للوقوف على "الانهيار الأمني فيها، ومحاولة التهدئة وإيجاد حلٍّ للأزمة الأمنيّة".

وقال مسؤول مرافق للجبوري، لـ"العربي الجديد"، إنّ "رئيس البرلمان وصل إلى مدينة بعقوبة مركز المحافظة، وعقد حال وصوله اجتماعاً مع كبار قادة الأجهزة الأمنيّة فيها والمسؤولين المحليين"، مبيناً أنّ "الاجتماع يبحث إيجاد حلٍّ للانهيار الأمني في المحافظة، ومحاولة جرها إلى صراع طائفي". 

وشهدت محافظة ديالى الحدوديّة مع إيران، أول من أمس، تفجير مقهى شبابي، أعقبه تفجير عدّة مساجد، الأمر الذي تسبب في وقوع نحو 100 قتيل وجريح، فيما تكثّف المليشيات الطائفيّة من انتهاكاتها في المحافظة، ومحاولتها إحداث تغيير ديموغرافي فيها بالقوة.

اقرأ أيضاً: تطهير مذهبي وقتل ومليشيات: ديالى على شفير حرب طائفية

دلالات

المساهمون