مصر: التنسيق مع "الفلول" أحدث مناورات حزب "النور" الانتخابية

مصر: التنسيق مع "الفلول" أحدث مناورات حزب "النور" الانتخابية

09 سبتمبر 2015
محاولات "النور" تواجَه بانتقادات عديدة (ديفيد ديغنر/Getty)
+ الخط -
تنتقد شخصيات قانونية وحزبية مصرية، ضم حزب النور لعدد من رموز الحزب الوطني المنحل، الذي كان يتزعمه الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، استعداداً للانتخابات البرلمانية المرتقبة، وذلك بعد رفض كل القوى المدنية التحالف معه وامتناع العديد من الشخصيات الإسلامية في المحافظات الترشح على قوائمه. ويؤكد هؤلاء، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن اندماج "النور" (سلفي) مع فلول الحزب الوطني سيؤدي في النهاية إلى عودة "برلمان مبارك"، مؤكدين أن "النور" يحاول الخروج من تراجعه الشعبي، بضمّ عدد من رموز الحزب الوطني في المحافظات إلى قائمته لكسب أكبر عدد من المقاعد خلال الانتخابات المقبلة.

وكانت مجموعة من قيادات حزب النور، قد عقدت اجتماعات عدة، خلال الأيام الماضية، في عدد من المحافظات، ولا سيما في محافظات الوجه البحري (الدقهلية، البحيرة، كفر الشيخ، الإسماعيلية، بورسعيد والإسكندرية) لمناقشة مسألة التنسيق مع عدد من قيادات الحزب الوطني الأكثر شعبية لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، على أن يتكفل الحزب بكافة الأموال من دعاية وتنقلات وعقد لقاءات مع الناخبين.

وتأتي هذه المحاولة من حزب النور، لتدحض ما أكدته مجموعة من قيادات الحزب، التي تحدثت سابقاً عن عدم إقامة أي تحالفات أو تنسيق مع أي شخصيات خارج الحزب. وهو ما كان قد أشار إليه على سبيل المثال، عضو الهيئة العليا لحزب النور، إسماعيل أبو حديد، في تصريحات سابقة، عندما أكد عدم وجود أي تنسيق بين مرشحي الحزب ومرشحين ينتمون للحزب الوطني المنحل في الدوائر الانتخابية التي يترشح فيها حزب النور.

وفي السياق، كشف بهجت الصن، أحد النواب السابقين من فلول الحزب الوطني عن محافظة الأقصر بصعيد مصر، عن تلقّيه اتصالات من أعضاء حزب النور في المحافظة، للانضمام إلى قائمتهم، خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة. وأشار الصن أنه رفض الأمر نهائياً، معتبراً أن "النور يعاني من ضعف عام في صعيد مصر بسبب مواقفه المتلونة"، على حد قوله. ويستبعد الصن "ترشح أي من أعضاء الحزب الوطني على قوائم النور، لأنه لن يحصل على 5 في المائة".

من جهته، يرى المحامي جمال عيد، أن ما يقوم بع حزب النور، حالياً، من تحالفات استعداداً للانتخابات مع فلول الوطني ومع مرشحين أقباط بمثابة "مناورة سياسية" من أجل التواجد على الساحة السياسية، حتى لا يتعرض للحل باعتباره حزباً دينيّاً وفقاً للدستور الجديد. ويشير عيد إلى أن "النور" يسعى لأن يقدم نفسه أمام جموع الشعب أنه حزب كل فئات المجتمع.
ويلفت عيد إلى أنّ الحزب يحاول أن "يدغدغ مشاعر بعض نواب الوطني المنحل عبر عرض ترشيحهم في الحكومة سواء كوزراء أو حتى في منصب رئاسة الحكومة طبقاً للدستور الجديد، وذلك من أجل إقناعهم بالترشح على قائمة الحزب". ويطالب عيد "كافة الأحزاب السياسية بعدم وضع مرشحي الحزب الوطني على قوائمهم الانتخابية نظراً لتجربتهم الفاشلة، وعدم قيام أي مواطن بالإدلاء بصوته لأي مرشح من "فلول الوطني".

بدوره، يشير وكيل الحزب العربي الإشتراكي، أحمد عبدالظاهر، إلى أن حزب النور يسعى لضم "نواب الخدمات" وهي التسمية التي كانت تطلق على نواب الحزب الوطني في الماضي، لضمان نجاح قائمة حزب النور في عدد من الدوائر الانتخابية في المحافظات، مؤكداً أن ما يقوم به كوادر الحزب محاولة لإنقاذه من المأزق الذي يعيش فيه.

اقرأ أيضاً: التحفظ على 57 جمعية خيرية تابعة للإخوان في مصر