قمة سلمان - أوباما تُجدّد العلاقة السعودية ـ الأميركية

قمة سلمان - أوباما تُجدّد العلاقة السعودية ـ الأميركية

06 سبتمبر 2015
حرصت الولايات المتحدة على إنجاح القمة (أوليفر دولييه/Getty)
+ الخط -
خرجت القمة السعودية ـ الأميركية بين الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس باراك أوباما، بنتائج تُعدّ بمثابة "نقطة تجدد" للعلاقة بين البلدين. ولم ينتظر في هذا الصدد، وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر مجيئ نظيره السعودي الأمير محمد بن سلمان، إلى مقرّ وزارة الدفاع (البنتاغون)، لمناقشة ما تمّ الاتفاق عليه بين أوباما والملك سلمان في القمة، بل توجّه عقب جلسات القمة إلى مقرّ إقامة وزير الدفاع السعودي في فندق الـ "فورسيزونز"، على مقربة من السفارة السعودية في العاصمة الأميركية واشنطن.

وذكرت مصادر سعودية لـ"العربي الجديد" أن "نائب رئيس هيئة الأركان العامة السعودي الفريق فياض الرويلي، حضر اللقاء الذي نوقشت فيه سبل تقوية التعاون العسكري بين البلدين في المجالات العسكرية والدفاعية". ورغم أن أياً من الجانبين لم يعلن رسمياً ماهية المطالب السعودية، فإن تسريبات سابقة أشارت إلى رغبة السعودية في تحديث أسطولها البحري إلى جانب تعزيز تفوق أسطولها الجوي، بما يؤهله للريادة الإقليمية. ولم يمنع التكتّم حول ما دار خلال جلسات القمة بين الوفدين السعودي والأميركي من تسرّب معلوماتٍ، عن التزاماتٍ أميركية بمساعدة السعودية على تعزيز قدراتها العسكرية الذاتية، باعتبار أن ذلك هو السبيل الأول للشعور بالاطمئنان من أي مخاطر خارجية.


وخلال لقاء القمة، تحدث الملك سلمان قائلاً إن "هدفه من الزيارة هو العمل على استعادة الاستقرار للمنطقة". وأشار إلى أنه "يأمل في أن يكون التعاون بين البلدين على المستوى الشعبي وبين رجال الأعمال، أكثر قوة، وألا يقتصر فقط على التعاون الرسمي الدفاعي والسياسي". ولفت إلى أنه "اختار الولايات المتحدة لتكون محطته الأولى لأول زيارة رسمية خارجية يقوم بها"، مشيراً إلى أن "العلاقات بين بلاده والولايات المتحدة مفيدة للعالم وللمنطقة وليس للبلدين فقط". وأضاف:"هذا شيء نعمل عليه، ونؤكده دائماً، في أن يكون بيننا علاقات وثيقة وتعاون في كل المجالات".

وفي معرض كلمته الترحيبية بضيفه السعودي في المكتب البيضاوي، أوجز أوباما ملفات القمة، التي قال إنها "شملت مجموعة من القضايا المتعددة". وعند سرده لها، لوحظ أن أوباما أورد الملف اليمني في المقدمة، قائلاً إن "الجانبين يشتركان في قلقهما بشأن اليمن، ومتفقان على حاجة اليمن إلى حكومة تمثل الجميع وقادرة على أداء مهامها، وعلى مواجهة المشكلة الإنسانية القائمة هناك".

اقرأ أيضاً: أولويات اللقاء السعودي- الأميركي: إزاحة الأسد والعلاقة مع إيران

ووفقاً لأولويات أوباما، فقد جاءت سورية في المرتبة الثانية، معتبراً أن بحث العملية السياسية فيها، من القضايا التي تهمّ المجتمعين. وألحق أوباما قضية تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) بملف "مكافحة الإرهاب"، فاصلاً إياه عن الملف السوري". وقال إن "مكافحة الأنشطة الإرهابية من مواضيع القمة الأساسية، وعلى رأس ذلك سبل القضاء على تنظيم داعش".

وكان الملف اللاحق، وفق ترتيب أوباما، هو ملف إيران. وفي محاولة منه لمعالجة نقطة حساسة تؤرق الضيف السعودي، تطرّق أوباما إلى أهمية منع إيران من زعزعة استقرار المنطقة، إلى جانب ضمان عدم حيازتها السلاح النووي. أما الملفان الأخيران من ملفات القمة فقد كانا الملف الاقتصادي وملف آخر إضافي، قال أوباما إنه يهمّ العاهل السعودي شخصياً، وهو التعاون في إيجاد فرص للشباب السعودي. في إشارة على ما يبدو إلى أهمية تسهيل التعاون في مجال البعثات الدراسية، وحصول الطلبة السعوديين على تأشيرات للدراسة دون عوائق.


وكان قد صدر بيان مشترك عن القمة إثر اللقاء، شدّد فيه الجانبان على "ضرورة مواجهة نشاطات إيران الرامية إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة، فالعاهل السعودي أعلن دعمه الاتفاق النووي الذي وقعته دول 5+1 مع إيران، والذي سيضمن حال تطبيقه عدم حصول إيران على سلاح نووي، ما سيعزز أمن المنطقة". وذكر البيان أن "أوباما وسلمان أعربا عن ارتياحهما من نتائج قمة كامب ديفيد، التي عُقدت بين قادة الدول الأعضاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربية والرئيس الأميركي في شهر مايو/أيار الماضي".

وفي الملف السوري، شددا على "أهمية الوصول لحلّ دائمٍ للصراع في سورية، قائمٌ على المبادئ التي اشتمل عليها إعلان جنيف 1، مع أهمية الحفاظ على مؤسسات الدولة العسكرية والمدنية في سورية، والمحافظة على وحدتها وسلامة أراضيها". وشدد البيان على "ضرورة أن تكون سورية دولة مسالمة تمثل كافة أطياف المجتمع السوري، خالية من التفرقة والطائفية". وأكد سلمان وأوباما أن "أي تحوّل سياسي حقيقي، يجب أن يشتمل على مغادرة (الرئيس السوري) بشار الأسد الذي فقد شرعية قيادة سورية". وفي العراق، دعم الجانبان جهود الحكومة للقضاء على "داعش"، والتطبيق الكامل للإصلاحات المتفق عليها وتلك التي أقرّها البرلمان العراقي أخيراً.

أما في لبنان، فقد أكد الرئيس الأميركي والملك السعودي دعمهما القوي والمتواصل لسيادة هذا البلد، وأمنه، واستقراره، وللقوات المسلحة اللبنانية في سعيها لتأمين لبنان وحدوده، وأكدا الأهمية القصوى لانتخاب البرلمان اللبناني العاجل للرئيس وفقاً للدستور اللبناني.
كما ناقشا الشراكة الاستراتيجية الجديدة للقرن الحادي والعشرين بين البلدين، وكيفية تطوير العلاقة بشكل كبير. وأصدرا توجيهاتهما للمسؤولين في حكومتيهما بوضع الآلية المناسبة للمضي قدماً في تنفيذ ما تم التوصل اليه خلال الأشهر المقبلة. وأعلن البيان عن أن أوباما رحّب بدعوة العاهل السعودي زيارة السعودية العام المقبل لاستكمال تنفيذ الشراكة الاستراتيجية للقرن الحادي والعشرين بين البلدين.

اقرأ أيضاً لقاء أوباما ـ سلمان: صفقة عسكرية تشمل زوارق وصواريخ