غطاء خليجي ورعاية دولية لتحقيق المصالحة الوطنية في العراق

غطاء خليجي ورعاية دولية لتحقيق المصالحة الوطنية في العراق

04 سبتمبر 2015
الطريق لتوحيد المكوّن السني العراقي ما زال شاقاً وطويلاً(Getty)
+ الخط -

اختتمت في الدوحة في وقت متأخر من مساء يوم الخميس، المشاورات التي جمعت ثلاثة مكونات سنية عراقية، بغطاء خليجي ورعاية دولية واحتضان قطري، بهدف التوصل إلى رؤية مشتركة لإصلاح العملية السياسية في العراق، وإيجاد مكون سني موحد يكون طرفاً في مؤتمر المصالحة الوطنية، والذي يسعى إلى إيجاد عراق جديد لكل مواطنيه بعيداً عن الطائفية والمحاصصة.

ووفق مشاركين في المشاورات التي شهدتها الدوحة، فإن المكونات السنية الثلاثة هم "الجيش الإسلامي" وأعضاء في حزب "البعث العراقي" وأعضاء مشاركون في العملية السياسية. ومن بينهم رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري، ونواب في مجلس النواب العراقي، قدموا رؤاهم مكتوبة إلى وزارة الخارجية القطرية، حول إصلاح العملية السياسية الحالية في العراق. وذلك من خلال تعديل قانون الإرهاب وإلغاء قانون اجتثاث البعث والمحاصصة والإفراج عن السجناء السياسيين، وإيجاد عراق وطني ومتعدد وليس طائفياً، إذ سيجري تشكيل لجنة مشتركة من المكونات العراقية الثلاثة، من أجل وضع تصور موحد لتشكيل المكون السني الذي سيدعو إلى مؤتمر للمصالحة الوطنية تمهيداً للاتفاق على مكان وموعد انعقاده.

وفيما لم تصدر وزارة الخارجية القطرية بياناً كان مرتقباً حول نتائج المشاورات التي شهدتها الدوحة، على مدى يومين متتاليين، توقع مشاركون في المشاورات أن تشهد الدوحة جولة ثانية من المشاورات، تنتهي، بالإعلان عن التصور المشترك، للمكون السني، والذي سيكون طرفاً في الحوار السني-الشيعي، والذي سينتهي بالاتفاق على مؤتمر المصالحة الوطنية بين جميع مكونات الشعب العراقي.

وفي الوقت الذي لم يكشف أي من المكونات الثلاثة عن الرؤية التي قدمها خلال المشاورات المنفصلة التي شهدتها الدوحة إلى وزارة الخارجية القطرية، رجح مشاركون في المشاورات، تحدث إليهم "العربي الجديد"، وجود تباينات كبيرة في الرؤى والأفكار، بين المكونات السنية الثلاثة، وهو ما سيستدعي جولات من المشاورات قبل الحديث عن رؤية مشتركة توحد المكون السني في العراق وتمهد لعقد مؤتمر المصالحة الوطنية المرتقب.

وفيما شككت قوى عراقية في إمكانية نجاح الجهود القطرية المدعومة خليجياً ودولياً في تحقيق هدف المصالحة الوطنية، خاصة بعد انسحاب هيئة علماء المسلمين من مشاورات الدوحة، والاتهامات التي كالتها كتل برلمانية عراقية للمشاركين في مشاورات الدوحة، واتهامهم بدعم الإرهاب ودعوات سحب الثقة من رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري الذي شارك في مشاورات الدوحة، اعتبر مشاركون في المشاورات التي قالوا إنها تجري بعلم وموافقة الحكومة العراقية، أن الطريق لتوحيد المكون السني العراقي ما زال شاقاً وطويلاً، وإن تحقيق هدف المصالحة الوطنية ليس سهلاً ولكنه ليس مستحيلاً أيضاً، إذا توفرت الإرادة السياسية عند جميع الأطراف السياسية العراقية.

اقرأ أيضاً: قطر تحتضن مشاورات لـ"المصالحة الوطنية" العراقية