الصحافة الإسرائيلية تحذر من تداعيات فوز كوربين برئاسة "العمال"

الصحافة الإسرائيلية تحذر من تداعيات فوز كوربين برئاسة "العمال"

13 سبتمبر 2015
الصحافة الإسرائيلية تعتمد نبرة التهويل حيال فوز كوربين (Getty)
+ الخط -
في وقت التزمت فيه دولة الاحتلال الصمت بعد فوز جيرمي كوربين برئاسة حزب "العمال البريطاني"، اعتمدت الصحف الإسرائيلية، كما هو متوقع، نبرة التهويل للتعليق على فوز السياسي البريطاني وتداعياته على علاقات الحزب مع الجالية اليهودية في بريطانيا، والتي تعد نحو 290 ألفاً.

وأبرزت الصحف الإسرائيلية المواقف السياسية المعلنة لكوربين، وفي مقدمتها دعمه الشعب الفلسطيني، ورفضه اعتبار حركة "حماس" حركة إرهابية.

وسعت الصحافة الإسرائيلية إلى تشويه مواقف كوربين، إذ أبرزت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن كوربين لم "يخف خططه للمس بإسرائيل"، معتمدة على تصريحات سابقة له قال فيها إن "إسرائيل تخضع للتحقيق بارتكاب جرائم حرب، وعند انتخابي عام 2020 سأعمل على فرض حظر بيع الأسلحة عليها".

وأشارت "يديعوت" إلى أنه إلى جانب الصمت الرسمي لإسرائيل فإن القلق الشديد يساور تل أبيب، وذلك لأن كوربين معروف بكونه عدواً لدوداً لإسرائيل، سبق له أن هاجمها كثيراً على امتداد سيرته السياسية، ووجوده في البرلمان البريطاني طيلة 32 عاماً، إذ لم يكتف بإبداء تأييده للفلسطينيين ولفرض عقوبات على إسرائيل، بل إنه زار كلاً من غزة ولبنان وأصرّ على إشراك "حماس" و"حزب الله" في مساعي التوصل إلى سلام، فضلاً عن علاقاته مع قادة الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني، ورئيسها الشيخ رائد صلاح.

من جهته، اعتبر الكاتب في الصحيفة، بن درور، أن انتصار كوربين مؤشر على انتصار وفوز المتطرفين في المملكة المتحدة، ورأى أن المواقف التي كانت تعتبر هامشية، باتت الآن في مركز السياسة البريطانية، وأنه نشأ في بريطانيا جيل يشكل كره إسرائيل جزءاً من هويته، "ففي الماضي كانوا يلبسون فانيلات تشي غيفارا، واليوم ينظمون مسيرات يحملون فيها أعلام حماس وحزب الله"، على حدّ قوله.

في المقابل، اعتبر تقرير في الموقع الإلكتروني للصحيفة نفسها، أنه إلى جانب كون فوز كوربين "كابوساً ليهود بريطانيا"، ويضع علامات تساؤل على علاقات الجالية اليهودية البريطانية مع حزب العمال البريطاني، فإن هذا الفوز، ووفقاً لشخصيات رفيعة المستوى في الجالية اليهودية، هدية كبيرة لحزب المحافظين برئاسة رئيس الوزراء دافيد كاميرون، ووصفة شبه أكيدة لضمان فوزه في الانتخابات المقبلة، وهو في الوقت ذاته "عملية انتحار لحزب العمال البريطاني، وضربة ستبعده وتضعف فرصه من الفوز بالحكم"، بحسب الكاتب.

من جهتها، أبرزت "معاريف" في تغطيتها تداعيات فورز كوربين، أن الصحف اليهودية الصادرة في بريطانيا تصف كوربين بأنه "معادٍ للسامية" وكاره لإسرائيل.

وأضافت أن الصحف اليهودية تبدي قلقها من انتخابه، كذلك نقلت عن سايمون جونسون، رئيس مجلس قيادة الجالية اليهودية في بريطانيا قوله إنه "طرحت خلال الحملة الانتخابية مخاوف حول علاقات ومواقف كوربين من عدة مواضيع ذات أهمية كبيرة للجالية اليهودية، وهناك أهمية كبيرة بأن يتم التطرق إلى هذه المخاوف".

وأعلن أن قيادة الجالية بانتظار لقاء كوربين في أقرب فرصة من أجل استيضاح مواقفه، وسبل استمرار التعاون وطبيعة العلاقات بين الجالية اليهودية وبين حزب "العمال البريطاني"، والتوصل إلى تفاهمات بهذا الخصوص، وأن تبقى أجواء الحزب من النوع الذي يمكّن أفراد الجالية اليهودية أن يبقوا جزءاً منه.

اقرأ أيضاً: كوربين الاشتراكي العتيد ومناصر القضية الفلسطينية زعيماً للعمال البريطاني

المساهمون