روسيا تدعو أميركا للتنسيق سورياً ومعارك ريف دمشق تحتدم

روسيا تدعو أميركا للتنسيق سورياً ومعارك ريف دمشق تحتدم

12 سبتمبر 2015
باتت قوات النظام في موقع المُدافع (فرانس برس)
+ الخط -
تخطّى الروس على ما يبدو مرحلة "الإجابة" عن وجودهم في سورية، ودعمهم قوات النظام بقوة في الفترة الأخيرة، إلى حدّ طلب التنسيق مع الولايات المتحدة لتفادي "وقوع حوادث عارضة". ويتزامن الطلب الروسي مع تواصل المعارك في ريف دمشق، لجهة عدرا والزبداني.

وذكر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس الجمعة، أن "التنسيق مطلوب بين الجيش الروسي ووزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لتفادي وقوع حوادث عارضة في أنحاء سورية". وقال إن "البنتاغون أوقف التعاون في العمليات مع الجيش الروسي، لكن هذا التعاون ينبغي استئنافه، نظراً لأن الجيشين الأميركي والروسي يعملان في سورية وحولها".

وأضاف لافروف أن "بلاده ستواصل تزويد الرئيس السوري بشار الأسد بالسلاح، لمساعدة قواته على التصدي لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)". وذكر في مؤتمر صحافي أن "روسيا تجري تدريبات عسكرية في البحر المتوسط، ستستمر لفترة وبما يتماشى مع القانون الدولي".

ميدانياً، تخوض قوات المعارضة في الأيام الأخيرة معركتين كبيرتين ضد قوات النظام في ريف دمشق، وتواصل عناصرها المتمركزة في غوطة دمشق الشرقية هجومها على قوات النظام في محيط بلدة عدرا الاستراتيجية شمال شرق العاصمة، بعد تشكيلها غرفة عمليات مشتركة هناك. كذلك تتابع قوات المعارضة تصدّيها لهجمات حزب الله وقوات النظام على بلدة الزبداني المحاصرة، غربي دمشق. وقد شهد القتال في محيط الزبداني تصعيداً كبيراً منذ فجر أمس الجمعة، حين أطلقت قوات المعارضة معركة كبيرة في جبل الزبداني الشرقي، بهدف فكّ حصار قوات النظام.

وأوضح مصدر ميداني مقرّب من قيادة قوات المعارضة في القلمون الغربي لـ"العربي الجديد"، أن "المعارضة المتمثلة بلواء القادسية وحركة أحرار الشام الإسلامية ولواء تحرير الشام، قد شنّت بالاشتراك مع جبهة النصرة، فجر أمس، هجوماً كبيراً ومفاجئاً على معسكر كرم العلالي في الجبل الشرقي للزبداني، والذي يفصل بينها وبين بلدة بلودان التي تسيطر عليها قوات النظام". وأفاد المصدر أن "قوات المعارضة أطلقت على المعركة اسم: ادخلوا عليهم الباب".

اقرأ أيضاً "يونيسيف": حلّ أزمة المهاجرين مرهون بإنهاء النزاع بسورية 

وأعلنت "جبهة النصرة" عبر حسابها الرسمي على موقع "تويتر" أن "المعارك التي نتج عنها سيطرة الجبهة وقادت المعارضة للهجوم على معسكر كرم العلالي، قد أسفرت عن مقتل 18 عنصراً من حزب الله، و12 عنصراً من قوات النظام". وأضافت الجبهة أن "القوات المهاجمة تمكنت من تدمير حاجز موزة، والذي كانت تتمركز به قوات النظام وحزب الله عند مدخل بلودان".

وأشار الناشط الإعلامي أيهم القلموني في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن "قوات المعارضة واصلت هجماتها على قوات النظام وحزب الله في محيط بلدة بلودان ظهر أمس، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل أربعة عناصر من حزب الله على الأقلّ، في الوقت الذي تتواصل فيه الاشتباكات وعمليات القنص المتبادلة بين المعارضة في الزبداني وقوات النظام في قلعة الزهرة، بالإضافة إلى تواصل القصف المدفعي والصاروخي من قبل قوات النظام في جبل هابيل ومناطق الحوش والجبل الشرقي والحورات". كذلك لفت القلموني إلى أن "أربعة على الأقل من عناصر فصائل المعارضة قضوا نتيجة الاشتباكات في محيط الزبداني".

وفي عدرا، شنّت فصائل المعارضة، وعلى رأسها "جيش الإسلام" و"فيلق الرحمن" هجوماً كبيراً على مناطق تمركز قوات النظام في محيط البلدة، والتي تفصل بين مناطق سيطرة المعارضة في غوطة دمشق الشرقية ومناطق سيطرتها في منطقة القلمون الشرقي، وتمكنت المعارضة من تحقيق تقدم كبير على جبهات القتال في المنطقة.

وأعلن "جيش الإسلام"، أكبر فصائل المعارضة في غوطة دمشق الشرقية، عبر موقعه الرسمي على شبكة الإنترنت أن "قواته تمكنت من السيطرة بالكامل على منطقة تل كردي، المتاخمة لسجن عدرا المركزي". كذلك أعلن الفصيل أن "مقاتليه تمكنوا من السيطرة على مبنى تابع لسجن النساء في عدرا".

وبث المكتب الإعلامي لـ"جيش الإسلام" على موقعه الرسمي مقطعاً مصوراً، يُظهر تجوّل مقاتلي المعارضة في منطقة تل كردي، كما تظهر في المقطع جثث لعناصر قوات النظام الذين قضوا أثناء الاشتباكات في المنطقة.

وتتميز المنطقة التي تقدمت بها قوات المعارضة بأهمية استراتيجية كبيرة، لوقوعها شمال مدينة دوما، أكبر المدن التي تسيطر عليها المعارضة بريف دمشق، ومعقل المعارضة الأبرز في المنطقة، وعاصمة المناطق التي يسيطر عليها "جيش الإسلام". كما أن المنطقة التي تقدمت بها قوات المعارضة متاخمة مباشرة لأوتوستراد دمشق حمص الدولي، والذي يعدّ الشريان الذي يصل العاصمة بمناطق وسط وغرب سورية التي تُسيطر عليها قوات النظام.

ولا يعطي تقدم قوات المعارضة في المنطقة حتى الآن أفقاً لفك الحصار عن غوطة دمشق الشرقية، إلا أنه يُسبّب بلا شك إرباكاً كبيراً لقوات النظام، خصوصاً مع إعلان استعدادها لـ"حسم معركة السيطرة على الزبداني لصالحها"، بعد 70 يوماً من القتال.

إلا أن هجوم قوات المعارضة الأخير على حواجز قوات النظام شرق الزبداني، وعلى منطقة سجن عدرا شمال شرق دمشق، يبدو أنه سيؤدي إلى خلط أوراق قوات النظام في ريف دمشق. ويعني ذلك أن قوات النظام ستنتقل من حالة الهجوم الشامل على مناطق سيطرة المعارضة التي تحاصرها جميعاً بريف دمشق، إلى حالة دفاعية أمام هجمات قوات المعارضة المتزامنة.

اقرأ أيضاًالائتلاف المعارض يدين التحركات الروسية في سورية

المساهمون