الانتخابات الأميركية: هل يُستبدل بوش وكلينتون برومني وبايدن؟

الانتخابات الأميركية: هل يُستبدل بوش وكلينتون برومني وبايدن؟

02 سبتمبر 2015
تفكير ديمقراطي جدي بتقديم بايدن كبديل لكلينتون (فرانس برس)
+ الخط -

صارت الهجمات الجمهورية على الوزيرة الأميركية السابقة هيلاري كلينتون، الساعية للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي لها للرئاسة الأميركية، تصب في مصلحة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، والذي بدأ قادة الحزب الديمقراطي يدفعون به للترشح كبديل عن كلينتون.

في المقابل فإن المرشح الجمهوري المفضل لدى المؤسسة الحزبية، جيب بوش، لم يحقق في استطلاعات الرأي ما كانت تأمل به مؤسسة الحزب التقليدية، الأمر الذي جعل بعض الجمهوريين يتنادون لاستدعاء المرشح السابق ميت رومني، والذي يعتقد قطاع واسع من الجمهوريين أنه قادر على اكتساح الساحة الجمهورية في حاله خوضه حلبة المنافسة مجدداً.

بين كلينتون وبايدن

أفرجت الخارجية الأميركية مساء الإثنين عن دفعة جديدة تصل إلى نحو سبعة آلاف صفحة من رسائل هيلاري كلينتون الإلكترونية التي تبادلتها عبر عنوانها البريدي الشخصي مع آخرين أثناء توليها منصب وزيرة خارجية الولايات المتحدة. هذه الخطوة من المؤكد أن تؤدي إلى تصاعد حدة الهجمات الجمهورية عليها.

وقد أعلن متحدث باسم الخارجية الأميركية مساء الإثنين، إعادة تصنيف نحو 150 رسالة إلكترونية صادرة من بريد الوزيرة هيلاري كلينتون الشخصي لتصبح تلك الرسائل سرية بأثر رجعي. وسبق أن دافعت كلينتون عن نفسها بالقول إنها لم ترسل من بريدها أي معلومات سرية لأحد، لكنها اعترفت ضمنياً باستخدام بريدها الشخصي في استقبال معلومات سرية بالقول إن تلك المعلومات لم تكن مصنفة في خانة السرية حين تلقتها عبر بريدها الشخصي.

وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد فتحت تحقيقاً بشأن 62 ألف رسالة إلكترونية تبادلتها كلينتون مع آخرين أثناء توليها منصب وزيرة الخارجية من حساب إلكتروني شخصي أثار استخدامها له، بدلاً عن البريد الرسمي المخصص لها من الخارجية، جدلاً واسعاً في الولايات المتحدة، انعكس سلباً على استعداداتها للانتخابات الرئاسية لعام 2016. وقضت كلينتون في منصبها أربع سنوات من عام 2009 إلى 2013، وبررت استخدامها البريد الشخصي في مراسلات تتعلق بعملها بأنه عائد "لدواعي السهولة" وضرورات استخدام هاتف ذكي واحد. ونزولاً عند طلب وزارة الخارجية، سلمت كلينتون 30490 رسالة، في حين اعتبرت أن الرسائل الإلكترونية المتبقية وعددها 31830 هي وثائق خاصة، مشيرة إلى أن الخادم الذي يحفظ بريدها الإلكتروني أُفرغ بعد تسليم نسخ ورقية عن هذه الرسائل الإلكترونية الرسمية.

وكانت كلينتون قد قالت إنها لم تتلقَّ أي معلومات كانت مصنفة سرية لحظة إرسالها أو تلقيها. غير أن المحققين عثروا أخيراً على رسائل إلكترونية تتضمن معلومات سرية. وأعلن المفتش العام لدى الاستخبارات الأميركية تشارلز ماكالوغ، أمام الكونغرس أن اثنتين من هذه الرسائل تضمنتا معلومات "بالغة السرية".

اقرأ أيضاً: فرضية ترشح بايدن تُربك حملة هيلاري

وفي ظل هذا الجو المحموم ضد كلينتون، بدأت المخاوف تعتري قادة الحزب الديمقراطي من عدم صلاحية كلينتون للمنافسة على ترشيح الحزب للرئاسة. وبسبب هذه المخاوف، بدأ الديمقراطيون خلال الفترة القصيرة الماضية، بالتفكير جدياً في تقديم بايدن مرشحاً بديلاً تدعمه المؤسسة الحزبية تحسباً من نجاح الجمهوريين في تحطيم صورة هيلاري كلينتون عبر القضية المتفاعلة بشأن رسائلها الإلكترونية والمعلومات السرية التي تحتويها.

ولم يعد الحديث حول ترشيح بايدن سرياً، بل خرج للعلن في صورة تسريبات خبرية عن تفكير نائب الرئيس الأميركي الترشح للرئاسة، على الرغم من العقبات العائلية المحتملة التي تواجهه، إذ إن أسرته لا تزال في حداد على وفاة نجله بو.

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مستشاري بايدن، أنه حدد لنفسه نهاية الصيف لحسم قراره بشأن الترشح. وإذا ما قرر ترشيح نفسه، فإن هذا لا يعني حصوله التلقائي على دعم الحزب الديمقراطي بقدر ما يعني خوضه منافسة صعبة مع هيلاري كلينتون على ترشيح الحزب قد لا يستطيع أن يتغلب فيها.

معضلة الجمهوريين

في المعسكر الجمهوري، يبدو أن الحزب يعاني من معضلة عدم وجود مرشح مقنع يمكن أن يهزم كلينتون أو بايدن. فعلى الرغم من كثرة عدد المتنافسين على ترشيح الحزب الجمهوري، إلا أن أقواهم في استطلاعات الرأي العام الملياردير المثير للجدل دونالد ترامب لا يحظى بدعم مؤسسة الحزب التقليدية ولم يؤخذ موضوع ترشيحه على محمل الجد.

أما المرشح الذي تدعمه المؤسسة الحزبية بصورة غير رسمية جيب بوش، فلم يحظَ بتأييد كافٍ من جمهور الناخبين، الأمر الذي جعل بعض الجمهوريين يتنادون لاستدعاء المرشح الجمهوري السابق ميت رومني الذي يعتقد قطاع واسع من الجمهوريين بأنه قادر على اكتساح الساحة الجمهورية في حالة خوضه المنافسة مجدداً، لما يتمتع به من احترام بين المحافظين التقليديين. ولم يصدر عن رومني حتى الآن سوى أنه لن يخوض المنافسة، غير أن تزايد المطالبات له بتغيير رأيه قد تتحوّل إلى نداء لإنقاذ الحزب وهو ما لا يستطيع أن يرفضه بسهولة.

لكن المعضلة الحقيقية بالنسبة للجمهوريين ليست غياب المرشح المقبول بل وجود ترامب القادر على خوض المنافسة حتى لو اختار الحزب الجمهوري عدم ترشيحه. يشار إلى أن ترامب محسوب على الجمهوريين بصفته رجل أعمال يملك إمبراطورية ضخمة من الفنادق والعقارات في أميركا وخارجها، أبرزها برج ترامب السكني في نيويورك المؤلف من 72 طابقاً ويقع على الجانب الآخر من مقر الأمم المتحدة. لكن نمط حياة ترامب المتسم بالبذخ والترف يثير بعض التساؤلات حوله. كذلك يوصف الرجل بصراحة لا تتواءم وطبيعة الحذر السياسي الذي يفضله الجمهوريون. ولم يصنع ترامب شهرته الواسعة من خلال صفته كرجل أعمال بل من خلال برنامج تلفزيوني واقعي على قناة "إن بي سي" يقوم فيه بدور المضيف والمنتج في وقت واحد.

وفي حالة مشاركته كمرشح ثالث مستقل، فإن الحزب الجمهوري سيدفع الثمن، إذ إن أصوات الناخبين الجمهوريين يمكن أن تتوزّع بين مرشحَين اثنين في حين يحصد المرشح الديمقراطي، بغض النظر عن اسمه، الغالبية الساحقة من بقية الأصوات. ويخشى بعض الجمهوريين أن يكرر ترامب تجربة المرشح الثالث روس بيرو، والتي تسببت مشاركته في هزيمة جورج بوش الأب لصالح بيل كلينتون في انتخابات عام 1992.

اقرأ أيضاً: شعبية دونالد ترامب ترتفع... رغم "حربه على النساء"