دخول أميركي على خط الأزمة الرئاسية في كردستان العراق

دخول أميركي على خط الأزمة الرئاسية في كردستان العراق

08 اغسطس 2015
إيران تهدف إلى إطاحة البارزاني (getty)
+ الخط -
قررت الولايات المتحدة الأميركية، على ما يبدو، الانخراط في الأزمة المحتدمة في إقليم كردستان بشأن التمديد للبارزاني فترة إضافية رئيساً للإقليم، بعد انتهاء ولايته دستورياً، وذلك بهدف تقريب وجهات النظر ونزع فتيل الأزمة، وفقاً لمصادر كردية لـ "العربي الجديد"، ويأتي ذلك عقب محاولة مسؤولين إيرانيين.

ووصل إلى مدينة السليمانية، في إقليم كردستان، وفد أميركي، ظهر اليوم السبت، برئاسة نائب المبعوث الرئاسي الخاص للتحالف الدولي لمواجهة تنظيم داعش، بريت ماكغيرك، يرافقه السفير الأميركي لدى العراق، للاجتماع بقيادة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، وحركة التغيير اللتين تقودان حراكاً يستهدف إقصاء رئيس إقليم كردستان الحالي، مسعود البارزاني، عن كرسي الرئاسة، كونه قضى دورتين في الرئاسة، وإخضاع انتخابه إلى البرلمان وسحب الصلاحيات التي يتمتع بها الرئيس في الإقليم، ليكون على غرار منصب رئيس الجمهورية في بغداد الذي يتمتع بسلطات رمزية.

لكن هذا الحراك، الذي يعرف بقربه من إيران، والمدعوم بنحو نصف عدد نواب البرلمان المحلي، يصطدم بجبهة ثانية من الأحزاب يقودها الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني المصنف بقربه من الغرب وتركيا والذي يوجه بدوره النصف الآخر من نواب البرلمان.

وقال القيادي في حركة التغيير، محمد توفيق، في تصريح لـ "العربي الجديد"، إن الوفد الأميريكي بحث، عصر اليوم السبت، مع منسق حركة التغيير، نوشيروان مصطفى، موضوع الرئاسة في إقليم كردستان العراق، من دون أن يفصح عن تفاصيل عن المحادثات.

وكان الوفد الأميركي، قد التقى، قبل ذلك، قيادةَ حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بحضور نائب الأمين العام للحزب كوسرت رسول علي.

وبسبب قرب موعد نهاية دورة الرئاسة، التي تحل في 20 أغسطس/آب الحالي، هناك مخاوف من دخول الإقليم مرحلةَ فراغ رئاسي.

وكانت مفوضية الانتخابات الخاصة في إقليم كردستان العراق، قد اعتذرت في يونيو/ حزيران الفائت عن قدرتها على تنظيم انتخابات رئاسية جديدة بسبب عدم وجود وقت كاف إلى حين انتهاء موعد الدورة الحالية وعدم تخصيص ميزانية لها وعدم وجود كوادر كافية لديها.

وكانت وفود إيرانية عدة رأس أحدها قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، قد زارت الإقليم، خلال الفترة الماضية، والتقت أطراف الأزمة، لكن لم يعلن عن تحقيق تقدم على صعيد إيجاد الحل.

ويتهم الفريق المقرب من إيران، الفريق الآخر بالعمل بالضد من المسار الديمقراطي ومحاولة فرض حاكم دكتاتور على الإقليم، ويرون أن نظام الحكم في العراق، هو برلماني وليس رئاسياً وعلى الإقليم أن ينهج النظام ذاته.

اقرأ أيضاً: اتهامات لإيران بالسعي للنيل من الاستقلال الاقتصادي لإقليم كردستان

في حين يرى الفريق الذي يقوده البارزاني، في حراك الجبهة المضادة له، جزءاً من الصراع الإقليمي الدائر للاستئثار بالنفوذ في العراق، وأن إيران تدفع حلفاءها بهدف قيادة العملية السياسية في إقليم كردستان والسيطرة على مقاليد السلطة كما آل الأمر إليه في بغداد.

وأكدت تحليلات عدة، خاصة بالصراع القائم في إقليم كردستان العراق، أن العقبة الوحيدة التي باتت تعترض إيران في إحكام سيطرتها على الإقليم، المنطقة الوحيدة الباقية من دون خضوع لإيران، هي مسعود البارزاني، رئيس إقليم كردستان، لذا قررت إبعاده عن تولي أي منصب رسمي.

وكان البارزاني قد وقف في وجه رغبة إيران فتح ممر بري يربطها بسورية عن طريق أراضي إقليم كردستان منذ اندلاع الثورة السورية في 2011، كما رفض القبول بسلطة بغداد التي يقودها الشيعة المقربون من إيران على الاقليم، ويقود مقابل ذلك حراكاً متعدد الأوجه لفصل كردستان عن العراق.

في سياق متصل، وجه كبار القادة العسكريين في قوات البشمركة الكردية، بينهم ثلاثة من وزراء البشمركة السابقين نداءً إلى الأحزاب السياسية ورئاسات الإقليم والحكومة والبرلمان ودعوها إلى الابتعاد عن المصالح الحزبية في تناول الأزمة الموجودة على الساحة السياسية.

وانتقد قادة البشمركة الصراع السياسي القائم ووصفوه بـ "غير المناسب، كونه يقود مستقبل الإقليم إلى طريق مجهول".

واتهم القادة الأحزاب السياسية "بإشعال الصراعات في هذه الظروف الحساسة والخطيرة"، وطالبوا الأطراف كافة بـ "احترام دماء الشهداء وجهود البشمركة والانتباه إلى المخاطر التي يواجهها الإقليم، والتي يلمسها المقاتلون أكثر من غيرهم..".

وطالب الموقعون على الرسالة الأطراف السياسية بـ "العودة إلى طاولة الحوار والابتعاد عن الحزبية والتعصب والتعامل مع الوضع بروح الوحدة القومية والوطنية".

اقرأ أيضاً: "الشعوب الديمقراطي" يطالب البارزاني بالتوسط للسلام مع تركيا 

المساهمون