كواليس تحضيرات السيسي الانتخابية

كواليس تحضيرات السيسي الانتخابية

09 اغسطس 2015
يعمل السيسي على تفريق معارضيه (فرانس برس)
+ الخط -
كشف مصدر سياسي خرج أخيراً من الدوائر المقرّبة للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، لـ"العربي الجديد"، العديد من كواليس الصراع داخل المشهد السياسي الراهن في مصر. وبيّن المصدر أنه "ما زالت الانتخابات البرلمانية المقبلة تُمثّل أزمة وصداعاً في رأس السيسي"، مضيفاً أن "السبب الرئيسي الذي عطّل الانتخابات حتى اللحظة، هو مخالفة بعض مكوّنات القوائم لاتفاقات أُبرمت مع جهات سيادية. إلا أن بعض رؤساء الأحزاب الذين أعلنوا مبكراً مشاركتهم في 30 يونيو/حزيران 2013 خالفوا تلك الاتفاقات، لأنهم رأوا فيها إجحافاً لهم، كما أن مؤسسات سيادية في الدولة، كانت لها اعتراضات على عدد كبير من الأسماء التي تضمنتها القوائم، وهو ما دفع السيسي إلى اتخاذ القرار بتأجيلها".

وأضاف أن "السيسي توعّد بعدم تمرير أي قائمة لن تصدّق عليها الاستخبارات الحربية، وهو ما دفع كافة المُشرفين على تشكيل القوائم من مراجعتها جيداً، خشية إغضاب السيسي"، حسب تعبير المصدر. وأكد أن "هناك أزمة حقيقية مكتومة بين السيسي وبعض رؤساء الأحزاب والشخصيات، التي ترى نفسها شريكا رسميا في مشهد 30 يونيو، وأنهم أدوا دوراً كبيراً وظاهراً في إسقاط الرئيس المعزول محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، لأنهم كانوا يتصدرون المشهد، في حين أن الجهات الأخرى، وفي مقدمتها الجهات السيادية، كانت في مأمن، لأنها بعيدة عن غضب الإخوان وقتها".

اقرأ أيضاً: السويس وحكم مصر

وأوضح أن "ما يجري في الوقت الراهن مع رئيس حزب الوفد السيد البدوي هو خير دليل على العلاقة المتأزمة بين السيسي ومعسكر 30 يونيو". وقال إن "البدوي كان يريد خوض حزبه الذي يترأسه الانتخابات بقائمة منفردة للحزب، والترشح على جميع المقاعد الفردية، وهو ما رفضه السيسي بعد توصية من الاستخبارات الحربية، محدداً لهم نسبة ضئيلة في القائمة، لا تتناسب مع حجم الحزب والمقاعد التي حصدها في برلمان 2012، بحسب ما قاله البدوي في لقاء مع قيادات بتلك الأجهزة".

في المقابل، يقول المصدر إن "السيسي ومستشاريه يريدون أن يكون البرلمان العتيد مجموعة كتل، تشبه الجزر الكثيرة والصغيرة تحكمها تباينات عدة، بالتالي لا يكون أمامهم فرصة في المستقبل للتوحّد تحت قبة البرلمان. وفي هذه الحالة يضمن السيسي السيطرة الدائمة على المجلس، الذي يسبّب له هواجس كثيرة، في ظل سعي عددٍ من معارضيه كسب عدد كبير من المقاعد، يُمكّنهم من ممارسة ضغوط على الرئيس".

وكشف أن "البدوي عقد لقاء أخيراً مع عدد من قيادات الحزب القدامى في إحدى محافظات الدلتا، وكشف لهم عما يتعرّض له، موضحاً أنه ربما يقبل صاغراً بما عُرض عليه من نسبة ضئيلة من مقاعد البرلمان، عوضاً أن يتم إثارة الفتن والقلاقل داخل الحزب لدفعه إلى الاستقالة من منصبه والخروج من المشهد السياسي". وتابع المصدر "يعتبر السيسي نفسه في المرحلة الحالية، أنه في مرحلة تثبيت أركان حزبه، من خلال التخلّص من مكونات 30 يونيو، التي ترى أن لها فضلاً عليه فيما وصل إليه".

وعلى صعيد الخلاف مع المرشح الرئاسي الخاسر في انتخابات الرئاسة عام 2012 أحمد شفيق، يقول المصدر: "العلاقة بينه وبين السيسي كانت على وشك أن تشهد انفراجة بعد تدخل أطراف إماراتية، والسيسي كان مُرحّباً، لكنه بدا واضحاً أن رفض مشاركة شفيق في الحياة السياسية يعود إلى رفض المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري السابق، والذي يعتبره السيسي الأب الروحي له، لحصول شفيق على مكانة سياسية بسبب خلافات قديمة بين الرجلين منذ عهد (الرئيس المخلوع حسني) مبارك".

وأضاف المصدر "السيسي نقل لأفراد مقربين منه أن طنطاوي لا يحب شفيق بسبب تفضيل مبارك له عليه، وهو ما كان أحد الأسباب الرئيسية بعد ذلك في تفضيل طنطاوي التعامل مع الإخوان على حساب شفيق عقب ثورة 25 يناير 2011، بخلاف آراء أخرى كانت داخل المجلس العسكري في حينه".

اقرأ أيضاً: السيسي يظهر بالبدلة العسكرية "ليرمم ما تآكل من شرعيته"