تظاهرات واسعة ببغداد... وإغلاق "المنطقة الخضراء"

تظاهرات واسعة ببغداد... وإغلاق "المنطقة الخضراء"

07 اغسطس 2015
التظاهرات تتواصل منذ نحو أسبوع (أرشيف/Getty)
+ الخط -

شهدت العاصمة العراقية بغداد، لليوم الثامن على التوالي، تظاهرات واسعة ضد الفساد الحكومي والسياسي، واستشراء الفقر والبطالة ونقص الخدمات، حيث تجمع عشرات آلاف المتظاهرين في ساحة التحرير وسط بغداد وسط إجراءات أمنية مشددة.

واضطرت قوات الأمن إلى إخلاء الطرق المؤدية للمنطقة الخضراء وإغلاقها بشكل كامل عبر وضع حواجز إسمنتية وأسلاك شائكة حول المنطقة التي تضم مقرات رئاسة الجمهورية والحكومة والبرلمان، بينما انتشرت عناصر مليشيا "الحشد الشعبي" داخل التظاهرة، ما أدى إلى شيوع حالة من الامتعاض بصفوف المتظاهرين.

وقال عباس الشيخ، أحد منظمي التظاهرة، لـ"العربي الجديد"، إن "تظاهرة اليوم تختلف عن سابقاتها التي عجزت عن تحقيق أي تغيير ملموس على الأرض"، مؤكداً أن المحتجين مصممون على عبور جسر الجمهورية باتجاه المنطقة الخضراء.

ورجّح الشيخ أن تتحول التظاهرات لاعتصامات مفتوحة في حال لم تتحقق المطالب، مشيراً إلى ارتفاع سقف المطالب هذه الجمعة، من تحسين الخدمات ومحاسبة الفاسدين، إلى إصلاح الحكومة أو رحيلها، وتقديم المسؤولين عن قتل العراقيين إلى القضاء ليأخذوا جزاءهم العادل.

واللافت في تظاهرة اليوم، الحضور النسوي الكبير وغير المسبوق، والذي يكاد يتجاوز نصف عدد المحتجين، الذين وصلوا لساحة التحرير المجاورة للمنطقة الخضراء منذ فجر اليوم.

وقالت إحدى المتظاهرات، وتدعى رقية المسعودي، إنها جاءت من محافظة النجف، منذ يوم الأربعاء، للاشتراك في تظاهرة اليوم ضد الحكومة، مؤكدة أنها والدة أحد الجنود الذين قتلوا العام الماضي في حادثة سبايكر بمحافظة صلاح الدين، ومطالبها تتلخّص بمحاسبة المسؤولين عن قتل ولدها في حكومة نوري المالكي السابقة والحكومة الحالية.

اقرأ أيضاً: تظاهرات العراق: خارطة تتسع وسقف مطالب يرتفع

وأوضحت أن العشرات من أمهات الضحايا وذويهم حضرن من المحافظات الجنوبية، للضغط على الحكومة لمعرفة مصير المفقودين ومحاسبة المسؤولين الفاسدين.

وفي السياق نفسه، انتشر مسلحون يرتدون زي مليشيا "الحشد الشعبي" في محيط ساحة التحرير، قالوا إنهم يريدون تأمين الحماية للمتظاهرين، فيما شوهد عدد من أعضاء الحكومة والبرلمانيين وأعضاء أحزاب دينية فيها، وهو ما فسّر على أنه محاولة لتسفيه التظاهرات وتذويبها سياسياً، قابله انسحاب عدد من قادة التظاهرات متسائلين: "نحن نتظاهر ضدهم وهم يدخلون بيننا، فمن يتظاهر ضد من!".

كما انتشرت على الجدران ومفترقات الطرق والسيارات شعارات لفصائل "عصائب أهل الحق" و"بدر" و"حزب الله" العراقي و"العباس" التي تقاتل ضمن "الحشد الشعبي".

وقال عضو مليشيا "العباس"، أبو الكرار الكعبي، الذي حضر إلى ساحة التظاهر، إن الجهاد لا يكون بقتال تنظيم "داعش" وحسب، بل بإعلان الحرب على الفاسدين والفاشلين في الحكومة والبرلمان، مؤكداً خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أنهم سيحملون بندقية لقتال الإرهاب بيد، وسلاحاً للوقوف بوجه الفاسدين باليد الأخرى، على حد زعمه.

وحذر الكعبي من تجاهل مطالب المحتجين الذين يسعون للتغيير والعيش الكريم وتحسين الخدمات، لافتاً إلى وجود قوة على الأرض اسمها "الحشد الشعبي" قادرة على تغيير الموازين في أية لحظة.

وفي سياق متصل، قال مصدر أمني مطلع، لـ"العربي الجديد"، إن قوة مكافحة الشغب سارعت، منذ فجر الجمعة، إلى قطع جسر الجمهورية المؤدي للمنطقة الخضراء، بعد ورود معلومات استخبارية عن نية عناصر مندسّة من المليشيات القيام بأعمال تخريب وفوضى، في محاولة لدخول المنطقة التي تضم المقرات الحكومية وإحداث إرباك أمني فيها.

وأوضح المصدر أن القوات الأمنية أمرت بإغلاق جميع مداخل ومخارج المنطقة المحصنة، ومنع الدخول إليها أو الخروج منها لأي سبب، خشية تواطؤ بعض المسؤولين مع العناصر المندسة التي تحاول استغلال التظاهرات لتمرير أجنداتها السياسية المشبوهة.

من جهتها، دعت وزارة الداخلية العراقية المتظاهرين إلى عدم حمل الأسلحة أثناء التظاهر، مؤكدة في بيان أن على المحتجين الالتزام بالمكان المخصص للتظاهرة.

وأكدت الوزارة أن الدستور كفل حق التظاهر السلمي، شريطة ألا يخل بالنظام العام والآداب وحرية الاجتماع، داعية إلى الالتزام بآليات الاحتجاج لتفويت الفرصة على كل من يحاول استغلال التظاهرات للقيام بأعمال تخريبية أو إرهابية وإثارة الفتن.

اقرأ أيضاً: العراق: المليشيات تتسلق سلّم الاحتجاجات الشعبية

المساهمون