بارزاني يجدد تهديده بالاستيلاء على مناطق بمحافظة نينوى

بارزاني يجدد تهديده بالاستيلاء على مناطق بمحافظة نينوى

04 اغسطس 2015
لاقت تصريحات بارزاني ردود فعل سياسية غاضبة (الأناضول)
+ الخط -

جدد رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود بارزاني، تهديده بالاستيلاء على مناطق ومدن بمحافظة نينوى وضمها إلى كردستان العراق بعد تحريرها من تنظيم "الدولة الإسلامية"، (داعش) وهو موقف أثار حفيظة بغداد والقادة العراقيين خاصة وأن تلك المناطق المقصودة تعتبر من المناطق المشتركة التي يقطنها عرب وتركمان وأكراد وأقليات دينية كالمسيحيين والإيزيديين وتخضع للمادة 140 من الدستور العراقي المقر بالعام 2005 عقب الاحتلال الأميركي للبلاد.

وقال بارزاني في كلمة له ليل الإثنين بمحافظة دهوك، في الذكرى الأولى لسقوط مدينة سنجار بيد مسلحي "داعش"، إن "المسلحين وجميع المتعاونين معهم في السيطرة على المدينة والمتورطين بقتل واعتقال وتشريد ما يزيد على 10 آلاف من سكانها لن يفلتوا من العقاب".

وأشار بارزاني إلى أن "المدينة ستربط بإقليم كردستان وسيتم تحويلها من قضاء إلى محافظة بعد تحريرها وتكون ضمن الإقليم"، مؤكداً أن عملية استعادة سنجار كبرى مدن نينوى والواقعة على مقربة من الحدود السورية "لن تطول وسيتم ذلك قريباً".

وتوعد المسلحين التابعين للتنظيم بالاقتصاص لسكان المدينة الذين سقطوا قتلى ولمن اعتقل ولا يزال محتجزاً لدى المسلحين، وقال "جثثهم تسقط بالآلاف وسنقتص من البقية وسنضعهم تحت أقدام الإيزديين"، مضيفاً أن "الفتيات الإيزيديات المعتقلات لدى داعش هنّ شرف الكرد جميعاً".

وطالب بارزاني سكان سنجار بعدم اللجوء إلى "الانتقام العشوائي" ممن يشكّون بتعاونهم مع مسلحي "داعش" في السيطرة عليها وقتل واعتقال سكانها، داعياً إلى اللجوء إلى القانون في معاقبتهم، لافتاً إلى أن المسلحين والمتعاونين معهم "غدروا بجبن بالسكان الكرد، لكن ردنا عليهم سيكون بشجاعة وفي ساحات القتال".

وتطرق رئيس إقليم كردستان إلى خططه حول مستقبل مدينة سنجار بعد طرد مسلحي "داعش" منها، وتابع "الموضوع بحاجة إلى بعض الوقت والإمكانيات، لكن هناك برنامج للحكومة بالاهتمام بسنجار، نريد لها إدارة خاصة بها وسنعمل مع بغداد لتحويلها إلى محافظة".

وجدد بارزاني القول بأن سنجار ومناطق أخرى مدرجة تحت تعريف "المناطق المتنازع عليها"، هي جزء من كردستان وستبقى كذلك ولن يجري تسليمها لأية جهة.

وعلى إثر دخول مسلحي "داعش" إلى سنجار التي يقطنها بشكل أساسي الإيزيديون وهم أكراد في أغسطس/ آب 2014 فرّ جميع سكان المدينة والقرى التابعة لها، ويقيمون حالياً في 16 مخيماً للنازحين في محافظات إقليم كردستان العراق، دهوك، وأربيل، والسليمانية، إضافة إلى مغادرة بضعة آلاف إلى تركيا والدول الأوروبية.

وكان يقطن سنجار والمناطق التابعة لها نحو 400 ألف نسمة قبل سيطرة المسلحين عليها وهم من قوميات وديانات مختلفة.

وقال محمه خليل وهو عضو سابق بمجلس النواب العراقي، ومن قادة الإيزيديين في سنجار، في مؤتمر صحافي عقده بأربيل أمس الإثنين، إن "ستة آلاف من أهالي سنجار استشهدوا وفقدوا على يد داعش"، مضيفاً أن داعش اعتقل كذلك "نحو 5 آلاف امرأة وفتاة تم تحرير 916 منهم حتى الآن".

وتعد قضية وجود نساء معتقلات لدى مسلحي "داعش"؛ يتعامل معهنّ كسبايا وجوارٍ من أشد القضايا إيلاماً بالنسبة للسكان الأكراد في اقليم كردستان.

ولاقت تصريحات بارزاني ردود فعل سياسية غاضبة في بغداد، حيث وصف القيادي بالتحالف الوطني العراقي الحاكم للبلاد، محمد الصيهود، التصريحات بمطامع لن تتحقق.

وأوضح الصيهود في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "كلمة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني التي أكد فيها سعيه لضم سنجار ومناطق أخرى تابعة لها إلى الإقليم مطامع لن تتحقق".

وأكد أن "تلك المناطق خاضعة للدستور ولا يمكن لغير الدستور حل وضعها ولا تستطيع أي جهة مصادرتها بالقوة وهي تابعة لبغداد ضمن العراق الاتحادي وفقاً لمادة 140 من الدستور العراقي النافذ بالبلاد".

كما وصف عضو "الحركة العربية"، في نينوى، أحمد حسين، التصريحات بالعدوانية والمخالفة للدستور، مشدداً على أن سنجار وتوابعها مدينة عراقية تمثل عراقاً مصغراً ومحاولة سرقتها بهذا الشكل أمر مرفوض.

وأشار إلى أن الدستور سيحسم كل شيء، لكن مثل تلك التصريحات تصب في خانة الدعاية، مؤكداً أن نسبة العرب والأكراد متساوية إذا ما قسمنا المدينة لقوميات ونسبة المسلمين والمسيحيين والايزيديين فيها متفاوتة إذا ما قسمناها طائفياً، ونحن لا نريد للمدينة سوى أن تكون عراقية كما كانت منذ قرون طويلة وهذه التصريحات لن تخدم المدينة ولا جهود تحريرها.

اقرأ أيضاً الأمم المتحدة: لحماية الأقليات ومحاكمة "مجرمي الحرب" في العراق