فصائل غزة واجتماعات المجلس الوطني: التفرّد سيهوي بالقضية أكثر

فصائل غزة واجتماعات المجلس الوطني: التفرّد سيهوي بالقضية أكثر

31 اغسطس 2015
حماس تؤكد أنها لن تشارك في "مسرحية هزلية" (الأناضول)
+ الخط -

قررت حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي" عدم المشاركة في جلسات المجلس الوطني الفلسطيني المقررة في 14 و15 من سبتمبر/أيلول المقبل، فيما تدرس "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، ثاني أكبر فصيل في منظمة التحرير، خياراتها قبل إعلان موقفها النهائي، وهي تميل حتى الآن إلى عدم المشاركة في ما تسميه "المسرحية".

وكان إعلان القاهرة الذي أُقر في مارس/آذار 2005، قد نصّ على أنّ "المصلحة الوطنية تقتضي تشكيل مجلس وطني جديد (طبقاً للتوقيتات المحددة) بما يضمن تمثيل القوى والفصائل والأحزاب الوطنية والإسلامية جميعها وتجمعات شعبنا في كل مكان والقطاعات والمؤسسات والفعاليات والشخصيات كافة، بالانتخابات حيثما أمكن ووفقاً لمبدأ التمثيل النسبي". وإذ لا يزال يتعذر إجراء الانتخابات، يجري التعيين بالتوافق، وفق آليات تضعها اللجنة المنبثقة عن اتفاق القاهرة والحفاظ على منظمة التحرير الفلسطينية إطاراً جبهوياً عريضاً وائتلافاً وطنياً شاملاً وإطاراً جامعاً ومرجعية سياسية عليا للفلسطينيين في الوطن والمنافي.

ويؤكد القيادي في حركة "حماس"، إسماعيل رضوان لـ"العربي الجديد"، أنّ حركته "لن تشارك في مسرحية هزلية، واجتماعات شكلية، القصد منها إعادة تشكيل اللجنة التنفيذية على مقاس السيد محمود عباس"، موضحاً أنّ "كل ما يحدث يمثّل انقلاباً على كل اتفاقات المصالحة وإعلان القاهرة 2005 الذي نص على إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس جديدة".

ويشير رضوان إلى أنّ عباس تجاوز هذا الإعلان، واتفاقات المصالحة، وإعلان الشاطئ، وخالف الإجماع الوطني الذي يدعو إلى الالتزام بالاتفاقات، وعقد الإطار القيادي المؤقت، لكي يستمر في التفرّد بالقرار السياسي الفلسطيني، وكذلك التفرّد بالمؤسسات الوطنية وإعادة إحياء هياكل ميتة، موضحاً أنّ الأصل هو أنّ تتم انتخابات جديدة للمجلس الوطني الفلسطيني.

ويدعو القيادي في "حماس" من سماهم "العقلاء" في المجلس الوطني الفلسطيني إلى "رفض كل هذه المسرحية الهزلية"، مشدداً على أنّ الفصائل مدعوة إلى عدم تمرير هذه المسرحية، لأنّ تداعياتها ستكون خطيرة على الحالة الفلسطينية.

اقرأ أيضاً: الأحمد يعلن موعد اجتماع المجلس الوطني في 14 سبتمبر

أما مسؤول المكتب الإعلامي لحركة "الجهاد الإسلامي"، داود شهاب، فيؤكد لـ"العربي الجديد"، أنّ دعوة المجلس الوطني إلى الانعقاد لانتخاب أعضاء اللجنة التنفيذية، تحمل مخاطر كبيرة على مستقبل العلاقات الوطنية، مشيراً إلى أنّ من يشارك في هذه الخطوة، سيتحمّل مسؤولية كل ما يمكن أنّ يترتب عليها من تكريس للانقسام.

ويشير شهاب إلى أنه كان الأولى دعوة الإطار القيادي المؤقت للاجتماع العاجل، لبحث جدي لمجمل الوضع الفلسطيني، موضحاً أنّ "ما نسمع عنه اليوم، هو خطوات متفردة تشكل تهديداً كبيراً للمشروع الوطني والعلاقات الداخلية حتى بين الفصائل المنضوية في المنظمة".

ويوضح شهاب أنّ ما يجري حالياً هو "فصل جديد من فصول تغييب منظمة التحرير وابتلاعها"، معتبراً أنّ "الإصرار على عقد الاجتماع بهذه السرعة، والمخطط الذي يجري صوغه في الظلام، يعطينا نتيجة واحدة، وهي أنّ الاجتماع يهدف لتكريس الهيمنة والتفرد وسياسة الإقصاء".

ويلفت إلى أنه "كانت هناك محاولة لترتيب وضع المنظمة خلال الحوار الذي عُقد في القاهرة في مايو/أيار 2005، والجهاد لعبت دوراً كبيراً آنذاك في سبيل تقريب وجهات النظر، وتم الاتفاق على جملة من البنود المهمة في ذلك الوقت"، غير أنه يتهم "أبو مازن (محمود عباس) بأخذ ما يريد منها، والتنكر لكل ما يتعلق بالمنظمة".

من جهته، يلفت عضو اللجنة المركزية لـ"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، ذو الفقار سويرجو، إلى أنّ الجبهة طالبت باستمرار بضرورة هيكلة وتشكيل منظمة التحرير، بحيث تخدم طبيعة المرحلة التي يمر بها الشعب الفلسطيني، ومن ضمن ذلك إجراء انتخابات للمجلس الوطني، والمجلس التشريعي.

ويشير سويرجو، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ ذلك لم يجد آذاناً صاغية لدى "الإدارة الفلسطينية المتنفذة"، مشيراً إلى مفاجأتهم من قيام هذه الإدارة بالدعوة لعقد اجتماع للوطني، بتركيبته القديمة، ومن دون التحضير المسبق حسب ما اتُفق عليه في اتفاق القاهرة، ومن دون هيكلة الأمور وتطويرها.

ويوضح القيادي في "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" أنّ "هيئات الجبهة تدرس حالياً شكل المشاركة في هذه الاجتماعات من عدمها، والأيام المقبلة حبلى بالإجابة عن تساؤل، هل ستشارك الشعبية في هذا الاجتماع أم لا؟"، مشيراً إلى أنّ هناك حالة من العصف السياسي الداخلي، والتي قد تنتج رفضاً للمشاركة في "مسرحية" كهذه.

ويبينّ سويرجو أنّ ما يجري حالياً هو "محاولة لإعادة ترتيب المجلس الوطني الفلسطيني على أسس غير سليمة، والهدف من ذلك خلق مجلس وطني مقزّم في خدمة مشروع سياسي مقزّم"، مشدداً على أنّ ذلك "لن يخدم المصلحة العليا للشعب الفلسطيني، بل سيخدم شريحة معينة تسعى لعقد هذا الاجتماع بشكله الحالي".

ويحذّر سويرجو من أنّ كل ما يجري حالياً يؤدي إلى "خلق حالة من الشرعيات غير المتفق عليها وطنياً، وأنّ الأجدى بهم (القيادة المتنفذة) أنّ يقوموا بما تم الاتفاق عليه في القاهرة في 2005"، مطالباً بدعوة الإطار القيادي المؤقت للاجتماع لوضع خطة إنقاذ فلسطينية، تضمن العمل والتحضير للانتخابات وإعادة تجديد الهيئات الوطنية.

ويشدد سويرجو على أنّ "ما يجري الآن قفزة في الظلام غير مفهومة، في ظل حالة كارثية وصل إليها المجتمع الفلسطيني والممثل الشرعي للفلسطينيين"، محذراً من أنّ المضي قُدماً بالتفرد بالقرار الوطني والهيئات الوطنية "مخاطرة قد تضع كل إنجازات الشعب الفلسطيني في مهب الريح".

اقرأ أيضاً: عبد ربه يحذر من تغيير دور المجلس الوطني الفلسطيني

المساهمون