نتنياهو يجدد نشاطه ضد الاتفاق النووي

نتنياهو يجدد نشاطه ضد الاتفاق النووي

04 اغسطس 2015
نتنياهو يحاول إقناع أعضاء الكونغرس برفض الاتفاق (الأناضول)
+ الخط -


يصرّ رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، على مواصلة شنّ حرب ضد إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، وضد أوباما شخصياً، على الرغم من تزايد التقارير التي تتحدث عن إيجابيات الاتفاق النووي مع إيران بما يخدم أيضاً المصالح الإسرائيلية.

وكشفت صحف إسرائيلية أن نتنياهو قرر استباق الخطاب الذي سيلقيه الرئيس الأميركي، غداً الأربعاء أمام جامعة واشنطن، حول ضرورات الاتفاق والموافقة عليه، بخطاب عبر الإنترنت، يوجّهه نتنياهو مساء اليوم الثلاثاء إلى ممثلي نحو مائة جالية ومجموعة يهودية في الولايات المتحدة الأميركية.

ويسعى نتنياهو إلى تكثيف نشاطه في صفوف يهود الولايات المتحدة في محاولة لثنيهم عن إعلان مواقف مؤيدة للاتفاق، بعد أن كشفت مذكرة سرية لأحد قناصل إسرائيل في الولايات المتحدة، أن مواقف اليهود الأميركيين تجاه الاتفاق غير موحّدة، وأنهم منقسمون بين مؤيد له ومتحفظ عليه، مع مخاوف تسود في أوساطهم من أن ينعكس موقف نتنياهو وإصراره على مواجهة أوباما، عبر خطابه في الكونغرس في مارس/آذار الماضي، والخطاب المرتقب اليوم، سلباً على أوضاع اليهود في الولايات المتحدة وعلاقاتهم مع الإدارات الأميركية المختلفة.

وذكرت صحيفة "هآرتس" في تقرير لها، أن المواجهة بين نتنياهو وأوباما، ستبلغ هذا الأسبوع ذروة جديدة بفعل خطة نتنياهو لمخاطبة اليهود الأميركيين عبر الإنترنت، وسعيه للحصول على تأييد أعضاء الكونغرس الأميركي ضد الاتفاق، إلى درجة اعتبرت الصحيفة أن المواجهة هي بمثابة معركة بقاء من وجهة نظر كل منهما.

وبحسب الصحيفة، فقد تخلّى نتنياهو على ما يبدو عن أسلوبه الحذر في مواجهة الاتفاق النووي، وهو الأسلوب الذي حافظ عليه مع التوقيع على الاتفاق، وقرر الانتقال للهجة هجومية، وذلك لاعتقاده على ما يبدو أن هناك أملاً بإقناع أغلبية في الكونغرس الأميركي برفض الاتفاق وإفشال حق النقض الرئاسي (الفيتو) الذي أعلن أوباما أنه سيستخدمه في حال عارض الكونغرس الاتفاق.

اقرأ أيضاً: مخاوف إسرائيلية من فرض رقابة على ترسانتها النووية

ويبني نتنياهو توقعاته الجديدة على عدد من المقالات التي نشرتها الصحف الأميركية ضد الاتفاق، وعلى نتائج استطلاع لشبكة "سي إن إن" الأميركية، أفاد بأن غالبية الأميركيين يعارضون الاتفاق، وعلى حرص أوباما ورجاله على التعقيب على كل تصريح يطلقه نتنياهو بهذا الخصوص. وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية قد أبلغ، في هذا السياق، المراسلين السياسيين الأجانب، في لقاء معهم الخميس الماضي، أن هناك تحركاً معيناً باتجاه موقفه هو، وأنه كلما عُرف المزيد من تفاصيل الاتفاق كلما اتسعت دائرة المعارضين له.

لكن نتنياهو لا يتحرك فقط بموجب مشاعره وأمانيه، بل هو يعتمد أيضاً على النتائج الأولية التي بدأت تنتجها الحملة الهائلة للوبي الصهيوني في الولايات المتحدة "إيباك" والتي رُصدت لها ميزانية تتراوح بين 20 و40 مليون دولار. ومن المقرر أن تجلب "'إيباك" هذا الأسبوع إلى إسرائيل على حسابها، وبتمويلها الكامل، عشرات من أعضاء الكونغرس لإجراء لقاءات مع نتنياهو ومع مسؤولين إسرائيليين آخرين لإقناعهم بتأييد الموقف الإسرائيلي وإفشال المصادقة على الاتفاق عند عرضه على الكونغرس في 20 سبتمبر/أيلول المقبل.

في المقابل وبحسب "هآرتس"، فإن أوباما أجرى هو الآخر لقاءات أخيراً عبر "الفيديو كونفرانس" مع عشرات الناشطين الليبراليين من الحزب الديمقراطي المساندين للاتفاق، موضحاً أمامهم أن من يعارضون الاتفاق ويموّلون النشاط الإعلامي ضده هم من الأثرياء الذين ساندوا وأيّدوا في الماضي الحرب على العراق. وأبلغ أوباما محادثيه "أن هؤلاء سيعارضون كل اتفاق مع إيران مهما كان".

وفيما يحاول أوباما رداً على نشاط نتنياهو، حثّ مؤيديه للضغط على أعضاء الكونغرس لتأييد الاتفاق، دعت مجموعة من المسؤولين الأمنيين السابقين في إسرائيل، نتنياهو إلى الاعتراف بأن الاتفاق مع إيران بات حقيقة ناجزة، والانطلاق نحو إعادة العلاقات الأميركية الإسرائيلية إلى سابق عهدها، مع تعزيز التعاون السياسي والأمني مع الولايات المتحدة، لضمان شروط إسرائيلية في سبل مراقبة تطبيق الاتفاق مع إيران.

هؤلاء المسؤولون السابقون، ومن بينهم رئيسا "الشاباك" السابقان عامي أيالون وكرمي جيلون، ونائب رئيس "الموساد" السابق عمرام لفين، ومدير لجنة الطاقة الذرية الإسرائيلية الكولونيل عوزي عيلام، طالبوا نتنياهو بإطلاق مبادرة سياسية تعزز مصداقية إسرائيل في موقفها المعلن من تأييد حل الدولتين، مما يمكِّن من إقامة محور عربي سنّي معتدل يواجه القوى المتطرفة التي تهدد استقرار المنطقة.

في غضون ذلك، كُشف عن إطلاق الخارجية الإسرائيلية قبل أسبوعين، حملة ديبلوماسية في العواصم الأوروبية، لإفشال مساعي مجموعة من الدول العربية والإسلامية، استصدار قرار في المؤتمر السنوي لوكالة الطاقة الذرية في سبتمبر/أيلول المقبل، يطالب إسرائيل بفتح منشآتها النووية للمراقبة الدولية ووضعها تحت إشراف وكالة الطاقة الدولية. وتخشى إسرائيل أن يساهم الاتفاق النووي مع إيران في تعزيز مواقف الدول التي تطالب بفرض رقابة على منشآت إسرائيل النووية وتدمير ترسانتها وضمها إلى المعاهدة الدولية لحظر انتشار أسلحة الدمار الشامل.

اقرأ أيضاً: علاقات واشنطن الاستراتيجية على محك الاتفاق النووي مع طهران