اتفاق أحزاب كردستان حول أزمة رئاسة الإقليم مؤجل

اتفاق أحزاب كردستان حول أزمة رئاسة الإقليم مؤجل

25 اغسطس 2015
البرزاني يستمر رئيساً بكامل الصلاحيات حتى حل الأزمة(فرانس برس)
+ الخط -
لا تزال الأحزاب السياسية الرئيسية في إقليم كردستان العراق بعيدة عن التوصل الى اتفاق حول أزمة رئاسة الإقليم المستمرة منذ يونيو/حزيران الماضي، على الرغم من انتهاء ولاية الرئيس الحالي مسعود البرزاني يوم الخميس الماضي. وهو ما سعى مجلس شورى إقليم كردستان العراق إلى احتواء تداعياته بتأكيده قبل أيام على بقاء البرزاني رئيساً بكامل الصلاحيات التي يتمتع بها إلى حين إجراء انتخابات جديدة، أو توصل ‏الأطراف السياسية لاتفاق يحوّل لقانون في البرلمان.‏

وتتواصل أزمة الرئاسة في الإقليم من دون حل، بعدما عقدت الأحزاب الخمسة الرئيسية الممثلة في برلمان الإقليم سلسلة اجتماعات في مدينتي أربيل والسليمانية لم تسفر عن اتفاق حول آلية انتخاب الرئيس في البرلمان أم من قبل الناخبين مباشرة. كما فشلت الأحزاب في حل الخلافات حول صلاحيات الرئيس في المرحلة المقبلة، فيما لن تتوقف المشاورات لمحاولة إنهاء الأزمة. وضم الاجتماع كلاً من الحزب الديمقراطي الكردستاني، الاتحاد الوطني الكردستاني، حركة التغيير، الاتحاد الإسلامي والجماعة الإسلامية.

اقرأ أيضاً: التوتر يخيّم على العملية السياسية في كردستان العراق 

وفي السياق، أكد رئيس وزراء الإقليم، نيجيرفان البرزاني، في تصريح للصحافيين مساء يوم الأحد الماضي، أنّ اجتماعاً جديداً بين الأحزاب يعقد غداً الأربعاء، معرباً عن أمله في "أنّ تتمخض هذه الاجتماعات عن نتائج إيجابية بشكل يرضي جميع الأطراف"، ومؤكداً على "استمرار الأحزاب الخمسة في عقد الاجتماعات لغاية التوصل إلى نتائج".
وفي حال تعثر التوصل إلى تفاق، دعا رئيس الحكومة في إقليم كردستان إلى اجراء استفتاء عام على آلية انتخاب رئيس الإقليم. كما أشار إلى أنه "من حق الشعب أنّ يختار رئيسه بنفسه، وهذا هو موقف الحزب الديمقراطي الكردستاني وأنهم سيلتزمون في الحزب بأي قرار يتوصل إليه الشعب وسيرحبون به ولا يرغبون في تجاهل إرادة الشعب".

وتعد صلاحيات رئيس الإقليم جوهر الخلاف بين الأحزاب السياسية في كردستان، إذ ترغب مجموعة من الأحزاب السياسية، يشكل نوابها نحو نصف مقاعد البرلمان المحلي، في سحب الصلاحيات من رئيس الإقليم بواسطة تعديل قانون الرئاسة بحيث يتحول رئيس الإقليم إلى نسخة من رئيس الجمهورية في بغداد الذي يعد منصبه رمزياً من دون صلاحيات حقيقية. كما يسعى هؤلاء إلى أنّ يقوم البرلمان باختيار الرئيس ومساءلته، فيما ترفض الأحزاب الأخرى والتي لها النصف الآخر من مقاعد البرلمان، هذا التوجه. وتصر الأحزاب نفسها على أن يبقى الرئيس بصلاحيات تنفيذية كما هو قائم منذ أول دورة لانتخابات الرئاسة في 2005.

في غضون ذلك، يزداد التمثيل الدبلوماسي والحضور الدولي في إقليم كردستان العراق. وقد انعكس التطور في العلاقات بين الإقليم والاتحاد الأوروبي في افتتاح الأخير أول من أمس مكتباً تابعاً له في مدينة أربيل، ليصبح الاتحاد الأوروبي بذلك صاحب البعثة رقم 33 المتواجدة في الإقليم.
وقد وصف رئيس وزراء إقليم كردستان الخطوة، في كلمة ألقاها بمراسم افتتاح الممثلية وحضرتها سفيرة الاتحاد لدى العراق يانا هيباشكوفا، بأنها "في غاية الأهمية بالنسبة لإقليم كردستان".
وفيما أكد نيجيرفان البرزاني على إمكانية الاتحاد الأوروبي أداء دور مهم في تقدم العملية السياسية في العراق وتقريب الأطراف طمأنة جميع المكونات المشاركة في العملية السياسية بهدف إقرار النظام اللامركزي، دعا الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى "مواصلة دعم قوات البشمركة من ناحية التدريب والتأهيل وتزويدها بالأسلحة والذخيرة ونقل الجرحى والمصابين الذين هم بحاجة إلى العلاج لديها لتلقي العلاج"، في إطار المعارك التي تخوضها ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
كما طالب البرزاني الاتحاد الأوروبي بدعم الإقليم في أزمته الاقتصادية وتصديه لموضوع إيواء ومساعدة أكثر من مليون وثمانمائة ألف نازح ولاجىء تم استقبالهم وإيواؤهم في الإقليم ضمن تداعيات الحرب ضد "داعش" في العراق وسورية.

اقرأ أيضاً شورى كردستان: بارزاني رئيساً بكامل صلاحياته لحين التوصل لاتفاق