صفقات السلاح مع إيران أوجه فشل نتنياهو

صفقات السلاح مع إيران أوجه فشل نتنياهو

25 اغسطس 2015
وزير الدفاع الأميركي ونتنياهو في القدس المحتلة (كارولين كاستر/getty)
+ الخط -

رأت نخب إسرائيلية أنّ توجّه المزيد من الدول لعقد صفقات بيع سلاح لإيران يمثل دليلاً واضحاً على فشل الاستراتيجية التي اتبعها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، في جهوده لإحباط المشروع النووي لطهران. وأشار المعلقون في تل أبيب بشكل خاص إلى الصفقة التي وقعتها أخيراً إيران مع الصين، وقيمتها مليار دولار، والتي تحصل بموجبها على 24 طائرة من طراز "جي 10".

اقرأ أيضاً: أوباما يوبخ "إيباك" بسبب التحريض على الاتفاق النووي

ومما يزيد من حرج إسرائيل أن التكنولوجيا التي قامت عليها هذه الطائرة هي التكنولوجيا نفسها التي صممتها الصناعات الجوية الإسرائيلية لطائرة "لافي"، والتي تراجعت تل أبيب عن إنتاجها في آخر لحظة بسبب كلفته العالية.

ورأى معلقون في تل أبيب أن أخطر مظاهر فشل نتنياهو تتمثل في قرار روسيا تزويد إيران بمنظومة الدفاع الجوي "أس 300"، وهي المنظومة التي تجعل من شبه المستحيل مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية. وقال معلق الشؤون الاستخبارية، يوسي ميلمان، إنه قد تبين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يولي إسرائيل ومواقفها أي اهتمام، على الرغم من استثمار رؤساء الوزراء في إسرائيل خلال عقد من الزمان في محاولات دبلوماسية لاسترضاء زعيم الكرملين والتقرب منه، مشيراً إلى أن كبار المسؤولين في تل أبيب "استعطفوا بوتين وتمنوا عليه" ألا يزود الإيرانيين بهذه المنظومة.

وفي مقال نشرته صحيفة "معاريف" في عددها الصادر الجمعة الماضي، أشار ميلمان إلى أن قرار بوتين النهائي بتنفيذ الصفقة مع إيران يكشف حجم الفشل الإسرائيلي، مشدداً على أن حرص نتنياهو على توتير العلاقات مع الإدارة الأميركية أسهم في إغراء بوتين بالمضي قدماً في تنفيذ الصفقة.

وأضاف: "لو أن نتنياهو كان أكثر حذراً في معارضته للاتفاق لكان بإمكان إسرائيل أن تكون شريكاً للقوى العظمى في صياغة بنوده، بحيث تؤخذ بعين الاعتبار مصالحها القومية ويتم تهدئة مخاوفها"، مشيراً إلى أن نتنياهو كان بإمكانه أن يتوصل مع بوتين لتفاهمات سرية بشأن مستقبل التعاطي مع صفقات السلاح مع إيران. وأوضح ميلمان أن حصول طهران على منظومة "أس 300" يجعل الخيار العسكري في مواجهة الإيرانيين صعباً جداً، إذ إن هذه المنظومة بإمكانها الكشف عن الطائرات المهاجمة على بعد عشرات الكيلومترات وإصابتها بمجرد الكشف عنها. لكن هناك في تل أبيب من يرى أن حرج نتنياهو سيكون كبيراً بعد أن تنضم الولايات المتحدة إلى قائمة الدول التي سترفع العقوبات عن طهران. وحسب "مركز أبحاث الأمن القومي" في تل أبيب، فإن فشل الجمهوريين في تجنيد عدد الأصوات في الكونغرس اللازم لعدم تمرير الاتفاق النووي، يعني أن الأسباب التي أوجبت فرض العقوبات الأميركية على إيران لم تعد قائمة.

وفي ورقة تقدير موقف نشرت في عدد 737 من مجلة "مباط عال"، الذي صدر في 20 من الشهر الجاري، قال كبير الباحثين في المركز السفير عوديد جرانوت، إنه على الرغم من أن الجمهوريين يواصلون الاعتراض على رفع العقوبات، إلا أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يصل لقناعة مفادها بأنه لم يعد هناك ما يبرر مواصلة فرضها. وتوقع عيران أن يلجأ الجمهوريون في الكونغرس إلى إجراءات وصفها بالـ"شاذة" في سعيهم لإحباط إصدار الرئيس قرارات تلغي مراسيمه السابقة التي تم بموجبها فرض العقوبات على إيران.

اقرأ أيضاً: أوباما ونتنياهو.. الاعتراف المهين

وحذّر من أن إسرائيل تجد نفسها مجدداً متورطة في الصراع الداخلي بين الكونغرس والإدارة الأميركية بشكل لا يسهم في تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين الجانبين. ونوّه إلى أن أوباما، الذي يقضي الأشهر الأخيرة من ولايته كرئيس، قد يلجأ إلى اتخاذ إجراءات صعبة ضد حكومة اليمين في تل أبيب، تتمثل في عدم الدفاع عن إسرائيل في مجلس الأمن الدولي، والتوقف عن استخدام حق الفيتو لإحباط مشاريع القرار المنددة بسلوك إسرائيل ضد الفلسطينيين.

لكن في المقابل، وبخلاف موقف نتنياهو، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" أن شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" قد أبلغت الحكومة الإسرائيلية أن الاتفاق النووي مع إيران ينطوي على مضامين إيجابية. ونوهت الصحيفة في عددها الصادر الخميس الماضي إلى أنه وفق التقدير الذي أعدّه لواء الأبحاث في "أمان" فإن إيران لن تتورط في تنفيذ عمليات عسكرية كبيرة ضد إسرائيل والأهداف اليهودية في العالم، بعد الاتفاق. وحسب التقدير، فإن التفاهمات التي ستتوصل إليها إيران والولايات المتحدة بشأن بعض القضايا الإقليمية ستقيد التحركات الإيرانية ضد إسرائيل.

 

المساهمون