العراق: مليشيات تحطم خيم المعتصمين في البصرة

العراق: مليشيات تحطم خيم المعتصمين في البصرة

22 اغسطس 2015
تحذيرات من مؤامرة للقضاء على التظاهرات (Getty)
+ الخط -
هاجمت مليشيات عراقية مسلّحة، فجر السبت، خيام المعتصمين في محافظة البصرة، وقامت بهدمها والاعتداء على من في داخلها، في تصعيدٍ خطير قد يُنذر بالمزيد من التوتر في المحافظة الغنية بالنفط.

وقال أحد منظمي الاعتصام، ويُدعى جابر عودة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "عناصر مليشيا مسلّحة متنفذة هاجموا الاعتصام، واعتدوا على المعتصمين بالضرب والسب والشتم، قبل أن يحطموا خيم الاعتصام، التي نصبت منذ قرابة الأسبوعين للاحتجاج على سياسات الحكومة المحلية، والمطالبة بتقديم الفاسدين للقضاء".

وأضاف عودة أنّ "المسلّحين الذين كانوا يستقلون سيارات مظللة حديثة تحمل لوحات تسجيل حكومية، توعدوا المحتجين بردٍّ قاسٍ في حال نصبت خيم الاعتصام مرة أخرى"، لافتاً إلى أن "الاعتداء تم أمام أنظار قوات الجيش والشرطة الاتحادية المُكلّفة بحماية مبنى المحافظة". وحذّر في الوقت نفسه، من مؤامرة للقضاء على التظاهرات المطالبة بالإصلاح في البصرة.

بدوره، أكّد أحد الشباب المعتصمين، حيدر أحمد، لـ"العربي الجديد"، أنّ "ثلاثة معتصمين نقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج بعد تعرضهم للضرب المبرح على يد الجماعة المسلّحة، التي هاجمتهم فجر البوم"، مُبيناً أن أكثر من 50 مُسلحاً ينتمون إلى مليشيا متنفذة، لم يسمها، حاصروا مقر الاعتصام وصادروا الهواتف النقالة، والبطاقات الشخصية للمعتصمين، قبل أن يعتدوا عليهم، وطلب منهم مغادرة مكان الاعتصام فوراً.

من جهةٍ ثانية، أكّد النقيب في شرطة البصرة، محمد حسين الفرطوسي، أنّ "القوات الأمنية قطعت جميع الطرق المؤدية إلى مكان الحادث، للبحث عن الجهة التي نفذت الاعتداء، وخشية لخروج تظاهرات غاضبة ومُنددة بقيام المسلحين بفض اعتصام البصرة"، مُوضحاً خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أنّ "حماية المحافظة استدعت أفواجاً إضافية من الجيش والشرطة الاتحادية للسيطرة على الموقف".

وجاء هذا الاعتداء بعد ساعات من انتهاء تظاهرة شارك فيها الآلاف من أبناء البصرة، للمطالبة بالإصلاح ومحاسبة الفاسدين، والتلويح بإقامة إقليم مستقل، في حال لم تتم الاستجابة لمطالبهم.

وكان ناشطون قد نظموا، في وقتٍ سابق، اعتصاماً مفتوحاً أمام مبنى الحكومة المحلية في المحافظة، بدعوى من حركة "نازل اعتصم"، وبالتعاون مع منظمات شبابية أخرى، وذلك للمطالبة بالكشف عن المتورطين بقتل متظاهرين في البصرة، ومكافحة الفساد المالي والإداري، وإيجاد حلول لأزمات الكهرباء والبطالة في المحافظة.

على صعيدٍ متّصل، شهدت محافظة الناصرية (350 كيلومتراً جنوبي بغداد)، إجراءات أمنية مُشدّدة بعد جرح أكثر من 20 عنصراً في شرطة المحافظة خلال تظاهرات الجمعة.

وقال مصدر أمني في المحافظة، لـ"العربي الجديد"، إن الأجهزة الأمنية، نسقت مع قيادات في التظاهرات لمعرفة العناصر المُندسّة، التي اعتدت على قوات الشرطة المُكلفة بحماية التظاهرة، مشيراً إلى اعتقال عدد من المشتبه فيهم بالاعتداء، الذي حدث في ساحة الحبوبي وسط المحافظ.


اقرأ أيضاًالتقسيم يضرب العراق: بعد البصرة.. كركوك تريد تشكيل إقليم

المساهمون