وزارة الدفاع الأميركية لـ"العربي الجديد": ندعم إصلاحات العبادي

وزارة الدفاع الأميركية لـ"العربي الجديد": ندعم إصلاحات العبادي

15 اغسطس 2015
البنتاغون يحيّي الوحدة التي أظهرها القادة العراقيون(Getty)
+ الخط -
أدخل رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي بلده في مرحلة جديدة من الحراك السياسي، سترخي بظلالها على الدعم الأميركي في مواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). وقد تدفع صناع القرار في واشنطن إلى إعادة النظر في تقييمهم للعام الأول من عمر حكومته.

توضح المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية، أليسا سميث لـ"العربي الجديد"، أنّ البنتاغون "يحيّي الوحدة التي أظهرها القادة العراقيون من مختلف الأطياف السياسية في المضي قدماً في مقترحات رئيس الوزراء العبادي لإصلاح الحكومة العراقية ومعالجة الفساد". كما تلفت إلى أن هذه الاقتراحات "حصلت على دعم سياسي وشعبي واسع النطاق"، مع الإشارة إلى أن هذا المسار "مسألة داخلية عراقية، لكننا ننوّه بمبادرة العبادي لتعزيز وتحسين الخدمات الحكومية والشفافية، ما يهدف إلى تعزيز وحدة العراق، بما في ذلك مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية، داعش".

من جهته، يشكّك مدير أبحاث السياسة الخارجية في مؤسسة "بروكينغز"، مايكل أوهانلون في قدرة العبادي على تنفيذ الإصلاحات التي اقترحها. ويرى أوهانلون في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن "هذه الاقتراحات تساهم في مكافحة الفساد وتقلّص فكرة الحكومة كمجموعة من خلال المواقع التي تمنح الامتيازات إلى أصحاب المناصب". كما يشير أوهانلون إلى أنّ إصلاحات العبادي قد تساعد بشكل غير مباشر في مواجهة داعش، من خلال السماح بمزيد من التركيز على هذه المعركة عوضاً عن التركيز على "مكيدة القصر"، في إشارة إلى الصراع الدائر على السلطة بين القادة العراقيين.

ويتوقع أوهانلون أن تكون إيران ضد هذه الإصلاحات، "لأنها تخاطر في إعطاء طهران ركائز أقل من التأثير". كما يلفت إلى أن خطوة العبادي قد "تهمّش" رئيس الوزراء العراقي السابق، نوري المالكي الذي وصفه بأنّه "شوكة حقيقية في خاصرة العبادي".

مع وصوله إلى الحكم في شهر سبتمبر/أيلول الماضي، كانت هناك توقعات أميركية بقدرة العبادي على إعادة لمّ شمل الأطراف العراقية المتصارعة وإدارة واستيعاب الخلافات الإقليمية ومحاولة إيقاف توسّع "داعش" في العراق. بعدها، بدأت تظهر مؤشرات تململ في واشنطن، وصلت إلى ذروتها مع سقوط مدينة الرمادي واستيلاء "داعش" على المعدات الأميركية التابعة للجيش العراقي، وذلك بعد شهر من زيارة العبادي إلى واشنطن في شهر أبريل/نيسان الماضي. حينها، خرج وزير الدفاع الأميركي، آشتون كارتر عن صمته، معرباً عن قلقه من أداء الجيش العراقي، قائلاً "يمكننا تدريبهم، يمكننا أن نعطيهم المعدات، لكن طبعاً لا يمكننا أن نعطيهم إرادة القتال". أما بغداد، فقد رأت من جهتها، أنّ واشنطن هي التي كانت "بطيئة" في توفير الدعم المطلوب.

اقرأ أيضاً العراق: انقلاب أبيض للعبادي

بدأ التحول الأميركي في العراق خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، إذ حدّت واشنطن من سقف توقّعاتها وبدأت بالتركيز على استعادة الرمادي وتسريع المساعدات العسكرية إلى العراق وتعزيز تدريب مقاتلي العشائر السنية وتوفير أسلحة لها عبر الجيش العراقي. وبعدما طلب العراق 36 طائرة "أف 16" بقيمة 65 مليون دولار، تمهّلت واشنطن بتسليمها نتيجة قلقها من استيلاء "داعش" على قاعدة "بلد" الجوية، لكنّها سلمت بغداد في النهاية 4 طائرات "أف 16" في يوليو/ تموز الماضي.

عن مسار المعركة البطيء في محافظة الأنبار، ترى سميث لـ"العربي الجديد" أنّ لدى بغداد "خطة صلبة" تنال دعم الإدارة الأميركية وتهدف إلى استعادة السيطرة على الرمادي ضمن جدول زمني محدد. كما تلفت إلى أن هناك "عمليات عزل" في هذه المعركة، إذ تعمل القوات الأمنية العراقية على محاصرة الرمادي ومنع القوات المعادية من الدخول أو الخروج من المدينة، تمهيداً للسيطرة عليها. وتضيف سميث أنّ القوات العراقية "تتقدم في المدينة ببطء وبشكل منهجي ومتعمّد لأنّها تعلم أنّه عندما يتم تحرير المدينة سيعود إليها المدنيّون"، مشيرة إلى أن القوات العراقية حريصة على عدم إلحاق الضرر بالمدنيين والممتلكات.

تتابع واشنطن عن كثب معركة الرمادي التي يشارك فيها 3,000 جندي عراقي و500 مقاتل من العشائر السنية، درّبتهم الإدارة الأميركية. في المقابل، يقدّر البنتاغون أنّ هناك ما بين 1,000 و2,000 عنصر من "داعش" في الرمادي.

وحول تزايد دور المليشيات العراقية، تقول سميث لـ"العربي الجديد"، إنّ الجيش العراقي، لا سيما قوات مكافحة الإرهاب، تؤدي "دوراً مركزياً" في مواجهة "داعش"، كما أنّ التحالف "ينسّق مباشرة مع الحكومة العراقية والجيش العراقي في كل الضربات الجوية على العراق". وتابعت في هذا السياق، أن الإدارة الأميركية أوضحت بأن التحالف "سيدعم فقط القوات تحت قيادة وسيطرة القوات الأمنية العراقية". وختمت، أنّه "في أي عملية، نحث أيضاً على التنسيق الكامل بين القوات العراقية والقادة المحليين"، في إشارة إلى العشائر السنية.

هناك صورة للعبادي على هامش قمة مجموعة الدول الصناعية السبع في شهر يونيو/حزيران الماضي، وهو ينتظر مطوّلاً إلى جانب الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي لم يره لانشغاله بالحديث مع رئيس الوزراء الإيطالي ومديرة صندوق النقد الدولي. عزّز هذا المشهد، الصورة النمطية عن نظرة واشنطن إلى العبادي. اليوم، تغيّرت المعطيات على الأرض. مصير الاصلاحات السياسية ومصير معركة الرمادي، اختبار مزدوج لقدرات العبادي في الحكم والقيادة.

اقرأ أيضاً: مبعوث للأمم المتحدة يرحّب بإصلاحات العبادي