تركيا: جهود لتشكيل الحكومة على وقع المواجهة مع "الكردستاني"

تركيا: جهود لتشكيل الحكومة على وقع المواجهة مع "الكردستاني"

31 يوليو 2015
الجيش التركي أعلن عن مقتل تسعة من عناصره (Getty)
+ الخط -
تتسارع جهود تشكيل الحكومة الائتلافية التركية، بينما يتصاعد الحوار الداخلي التركي على وقع الهجمات المتبادلة بين الجيش التركي وقوات حزب "العمال الكردستاني".

وتبعاً لجدول الأعمال بين حزب "العدالة والتنمية" الحاكم وحزب "الشعب الجمهوري" (أكبر أحزاب المعارضة)، فإنه من المقرر أن تجري ثلاثة اجتماعات أخرى بين مختصي لجان الحزبين، الأسبوع المقبل، ليتم تقديم النتائج إلى زعيمي الحزبين، ومن ثم سيجري اجتماع بين القيادتين لتقييم إمكانية إقامة حكومة مشتركة.

ويطالب "الشعب الجمهوري" بإحداث تحولات جذرية في عدد من السياسات الحكومية، يأتي على رأسها التعليم والسياسة الخارجية والاقتصاد والقضية الكردية، والاتفاق على الدستور الجديد الذي يجب أن يعزز من النظام البرلماني، وأيضاً اتفاق غير مكتوب حول الحد من تدخلات رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان في شؤون الحكومة، ليبدو البديل لعدم الاتفاق بين الطرفين هو التوجه نحو انتخابات مبكرة، بعد انتهاء مدة الـ 45 يوماً الدستورية الممنوحة لزعيم العدالة والتنمية أحمد داود أوغلو لتشكيل الحكومة، وذلك في 23 من أب/أغسطس المقبل.

يأتي هذا، بينما بدا التعاون بين "العدالة والتنمية" والحركة القومية جارياً على قدم وساق، وذلك بعدما ذاب الجليد بين الطرفين إثر التصريحات الشديدة اللهجة التي صدرت عن كل من داود أوغلو وأردوغان، عندما أعلن الأخير انتهاء عملية السلام مع "الكردستاني" بصيغتها الحالية، وأيضاً بعد تأكيد داود أوغلو بأن الغارات على معاقل الحزب لن تتوقف حتى يسحب الأخير قواته بشكل نهائي من الأراضي التركية، فيما بدا توافق الطرفين واضحاً في العمل على ضرب حزب "الشعوب الديمقراطي" إثر دعوة الحركة القومية إلى حله، بينما دعا أردوغان إلى رفع الحصانة عن قيادات الأخير بحجة مساندتهم "لإرهاب الكردستاني".

وتجلى هذا التعاون في أوضح صوره، عندما كان ممثلو الحركة القومية في مجلس رئاسة البرلمان، النواب الوحيدين إلى جانب ممثلي "العدالة والتنمية" الذين حضروا الاجتماع الذي عقده أردوغان بالمجلس في القصر الرئاسي الجديد، والذي أثار جدلاً واسعاً واستنكارات شديدة من قبل مختلف أحزاب المعارضة لناحية تكلفته، الأمر الذي دفع ممثلي كل من "الشعب الجمهوري" و"الشعوب الديمقراطي" (ذو الغالبية الكردية) إلى مقاطعة هذا الاجتماع.

كما بدا التعاون بين الطرفين واضحاً، أثناء الجلسة الطارئة للبرلمان، التي عقدت يوم الأربعاء الماضي، لمناقشة التفجير الانتحاري الذي قام به تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في بلدة سوروج، إذ رفض كل من "العدالة والتنمية" والحركة القومية اقتراح "الشعب الجمهوري" إنشاء لجنة برلمانية للتحقيق في الأمر، فيما دعم "الشعوب الديمقراطي" الاقتراح.

في غضون ذلك، أكدت صحيفة "حرييت" التركية نقلاً عن مصادر استخباراتية، مقتل 190 وجرح أكثر من 300 من عناصر "الكردستاني" جراء الغارات التي نفذها سلاح الجو التركي، خلال الأيام الماضية، على معاقل ومعسكرات الكردستاني في كل من شمال العراق والأراضي التركية.

وأكدت الصحيفة، أن أربعين طائرة حربية تركية شاركت في الغارات على معاقل "الكردستاني" في شمال العراق، بينما شاركت ثلاثون طائرة أخرى في الغارات على معاقله داخل البلاد، إضافة إلى ذلك قصفت المدفعية التركية المتواجدة على الحدود أكثر من 130 هدفاً، ودمرت نحو 25 سلاحاً مضاداً للطائرات يستخدمها الحزب الكردي، وذلك بينما أعلن الجيش التركي عن مقتل ضابط وجنديين، يوم أمس، بهجوم للحزب ومقتل أحد منفذي الهجوم، ليرتفع عدد قتلى الجيش التركي منذ بدء العمليات إلى 9 جنود و4 من قوات الشرطة، إضافةً إلى إصابة 8 جنود و24 شرطياً.

اقرأ أيضاً: تركيا تستنفر "الأطلسي" لمواجهة الأكراد